تخزين خام متوسط غرب تكساس زاد من تدهور سعر النفط معظم شركات التكرير لجأ إلى التداول الآمن
تعيث الشوائب السعرية فساداً في مشاريع التحوط الملموسة لدى شركات التكرير، وفي عمليات المضاربة على الوقود في أسواق العقود الآجلة، إذ طرحت التساؤلات خلال الشهر الماضي عن مستقبل خام متوسط غرب تكساس، الذي يعتبر مرجعاً عالمياً رائداً لأسعار النفط.تغطّي الشوائب السعرية في أسواق النفط الخام العالمية بظلالها الأصناف المرجعية الراسخة منذ وقت طويل على غرار خام دبي، لكن يرجّح أن يبقي المشترون والبائعون على اختيارهم للأصناف المرجعية المعهودة حتّى لو تبيّن أنها غير مجدية.
وبالاستجابة إلى تزايد عدد المنتجات الخام والمكررة المتداولة بأسعار نسبية غير معهودة اذ إن بعض الأصناف يشمل علاوة على الأصناف الأعلى نوعية حيث بدأ عدد قليل من شركات النفط في آسيا بالانتقال إلى الأصناف المرجعية البديلة.إلا أن المشاركين في السوق يقولون إنّهم لا يزالون حذرين حيال اعتماد أصناف مرجعية جديدة على المدى البعيد، في حال عاد المنحى السعري لينعكس بسرعة، علماً بأن كثيرين تأذوا من التقلبات الحادة التي سجّلها العام الماضي.وتجدر الإشارة إلى أن شركة «منغالور ريفاينري أند بتروكميكالز لمتد» الهندية تخلت الشهر الماضي عن البيع بالمزاد في سوق التسليم الفوري في دبي، الذي شمل وقود الديزل العالي السرعة، أي زيت الوقود.وطلبت الشركة بدلاً من ذلك تقديم العروض على أسعار زيت الوقود التي نشرتها وكالة «بلاتس» المتخصصة بالإعلان عن الأسعار. ولم يعلّق مسؤول رفيع في شركة «منغالور» على سبب حصول ذلك.المواد المكررةوإن أرادت شركة تكرير بيع منتج بالاستناد إلى سعر خام دبي، يعتبر الأمر فعليّاً تحوطاً، لأنّه يلغي الحاجة إلى الخروج لحماية هوامش الأرباح الآجلة، لأن البيع متصل بالنفط الخام. إلا أنه يلاحظ أن عدداً من الشركات يعمل على حماية المواد المكررة.وقد يعود أحد أسباب ذلك إلى الاعتقاد المتزايد بأن تقلص أحجام السيولة يشكّل مصدر قلق، حيث إن مبيعات الخام «الحامض» الذي ينطوي على نسبة كبريت عالية تدهور في سوق التسليم الفوري إلى ما لا يزيد على أربع شحنات تضم 500000 برميل شهرياً، مقابل 23 شحنة منذ بضع سنوات، على حد ما كشفه المتداولون.وفي وقت سابق، علم أن شركة «أو ان جي سي غانغا» -وهي بدورها متفرعة من شركة «أويل أند ناتشرال غاز كورب» الهندية- تخلّت بدورها عن خام «ميناس» الإندونيسي كمرجع لمبيعات خام مزيج النيل في سوق التسليم الفوري.وبدلاً من ذلك، سعت الشركة وراء عروض متصلة بصنف «برنت» المرجعي في حوض الأطلسي، وذلك عبر تقديم عروض متتالية لبيع الخام السوداني منذ ديسمبر، وفقاً لما أظهرته مستندات استدراج العروض.عقبات أوسع نطاقاً قد تعيث الشوائب السعرية الفساد في مشاريع التحوط الملموسة لدى شركات التكرير وفي عمليات المضاربة على الوقود في أسواق العقود الآجلة.وطرحت التساؤلات خلال الشهر الماضي حول مستقبل خام متوسط غرب تكساس، وهو نوع خام مرجعي في مجال عقود الخام الآجلة المتداولة في بورصة نيويورك التجارية، حيث يعتبر مرجعاً عالمياً رائداً لأسعار النفط.وقد حصل هذا بعد أن هبط الصنف الأميركي إلى سعر يقل عن سعر خام «برنت» بواقع عشرة دولارات تقريباً، ما حفّز اهتماماً قوياً بتكديس مخزونات خام متوسط غرب تكساس، وهو أمر زاد من حدّة التدهور السعري.وفي آسيا، تسلطت الأضواء على خام دبي، وهو الصنف المرجعي في الشرق الأوسط، وقد بدأ تداوله في مطلع العام بسعر يزيد قليلاً على سعر خام «برنت»، وهو نوع خام ذاو نوعية أعلى، كونه «حلواً»- أي أنه يشتمل على نسبة أقل من الكبريت.ومن المؤكد يجب أن يشجّع هذا الشذوذ منتجي الخام على ضمان الأرباح أو في حال كانت شركات التكرير تسعى الى التحوّط من مخاطر سوق متقلب، يجب أن تعمل على ربط عدد أكبر من مبيعات الخام ومنتجات النفط في سوق التسليم الفوري بدبي، غير أن أياً من الأمرين لم ينل رواجاً كبيراً.ومع اتخاذ معظم شركات التكرير قراراً باللجوء إلى التداول الآمن، يبقى عدد الشركات الهندية التي تختبر أصنافاً مرجعية مختلفة قليلاً، ولايزال معظم الصفقات في الأسواق الملموسة مربوطاً بأنواع الخام ومنتجات النفط المنشور اسمها في الوكالات التي تضع التقارير.الكبريت غير مرغوب!ومن جهة أخرى، تلحظ تحويرات سعرية في أسواق المنتجات المكررة، حيث سلط التداول الأخير لزيت الوقود، وهو المنتج الأساسي المستخرج من خام الشرق الأوسط، الضوء على عراقيل بنيوية، قد يبدو أن الكبريت يعطي النفط قيمة مضافة، مع العلم أنه يعتبر عادة عنصراً غير مرغوب فيه في النفط.وقال متداول اتخذ سنغافورة مقراً له: «ليس الأمر منطقياً على الإطلاق إلا أن هذا ما هو عليه السوق (بنتيجة) العناصر الأساسية المكوّنة للسوق». وبلغ الاهتمام بشراء الخام الغني بزيت الوقود ذروته بنتيجة ذلك -علماً بأن معظم شحنات النفط الشرق أوسطية هي من النوع الثقيل الحامض.وتجدر الإشارة إلى أن المواد المكررة المرجعية الناتجة في آسيا، التي يحتسب سعرها على أساس أنه يشمل حسماً على سعر عقود مبادلة زيت الوقود ذات نسبة كبريت عالية، بلغت ذروة الأسبوع الماضي، ليزيد سعر البرميل عن الدولارين، ويكون الحسم بنصف ما كان عليه منذ شهر.وفي شهر يوليو من السنة الماضية، وعندما بلغ خام «نايمكس» ذروة قياسية تزيد على 147 دولاراً للبرميل، كان سعر برميل زيت الوقود المقطر يسجّل ناقص 30 دولاراً. وتعتبر معاودة الارتفاع سبباً جزئياً لتداول خام دبي بسعر يزيد على سعر خام «برنت».كما ان هذه ليست المرة الأولى التي تحصل فيها عمليات مبادلة عقود خام «برنت» بعقود خام دبي آجلة بسعر محسوم، مع أنه لم يسمع بهذا النوع من الصفقات منذ عشر سنوات تقريباً، على حد تعبير الوسطاء.ومع ذلك، تبقى أسعار النفط معرضة نسبياً للتقلبات الكبيرة، إذ يقول المتداولون ان التجارب التي تطال الأنواع المرجعية لن تبلغ حدّاً بعيداً على الأرجح.وفي حال شركة «أو ان جي سي نايل غانغا» على سبيل المثال، يستبعد أن تربط الشركة مبيعات مزيج النيل بخام دبي، لأن الاتجار بنوع من الخام الحلو استناداً إلى مرجع يقوم على الخام الحامض قد ينطوي على علاوة نقدية كبيرة قد لا يرغب الشراة الكامنون في دفعها.ويشير العلماء في شؤون السوق إلى أن هذا يشكل أحد الأسباب التي تجعل معظم الخام المنتج والمتداول داخل آسيا مرتبطاً حتى الآن بمؤشر أسعار النفط الآسيوي.