مدرسة رخيصة في شارع الصحافة

نشر في 08-07-2008
آخر تحديث 08-07-2008 | 00:00
 بسام عبدالرحمن العسعوسي منذ أن اختلط الحابل بالنابل، ودخل كل من هبّ ودبّ عالم الصحافة الجميل، اختلطت المفاهيم وتبدلت القيم وضاعت المصداقية وسارت الأمور من سيىء إلى أسوأ، وللتدليل على ما نقول عزيزي القارئ، خذ على سبيل المثال هذا المثل الذي استطاع بموجبه السارق الأكبر، منذ دخوله عالم الصحافة والإعلام، أن يحوّل مؤسسة صحافية رائدة إلى مدرسة رخيصة تعلم الانحراف والانحطاط وقلة الأدب، بل استطاع أيضا بقدرة بالغة أن يروّض الجميع ويشتري من يدَّعون أنهم أصحاب مبادئ وقيم ويطوعهم لخدمة أغراضه وغاياته الفاسدة.

وقد حاول مراراً وتكراراً خداع بعض أهل الكويت ببراءة ساحته، ويحاول أخيراً بأسلوب ماكر وخدّاع احتضان السلف والإخوان وبعض من لديهم الرغبة والاستعداد لبيع ضمائرهم وتاريخهم، هذا إن كان لهم تاريخ يُذكر.

أنا أفهم تماماً لماذا ارتمى السلف والإخوان وانساقوا طواعية إلى تلك المدرسة التافهة، وأفهم أيضا لماذا استقبلهم ناظر المدرسة بالأحضان وفتح لهم الأبواب ودفع لهم الأموال وأفرد لهم الصفحات.

أما أولئك الذين كانوا يتغنّون بالوطنية والمكتسبات الدستورية، فقد أصبحوا ينهلون من مَعْين تلك المدرسة الساقطة، بل يدافعون عن مقوماتها ووجودها، وهي التي ما كان لها أن توجد لولا سرقة العصر الكبرى... والسؤال هنا يا تُرى ما هي غايات وأهداف ناظر المدرسة؟

يعتقد بعضهم، والعهدة على الراوي، أن هناك ثأراً تاريخياً بينه وبين أهل الكويت، وربما أيضاً بينه وبين أسرته، فهو يريد الانتقام من أهل الكويت لأنهم لم يقفوا إلى جانبه في البدايات، ويريد الانتقام من أسرته لأنهم لم يحتضنوه ويعاملوه كابن عم له ما لهم وعليه ما عليهم، وهذا العذر أو السبب لربما يكون منطقياً جداً، وإلا لماذا يسمح صاحب المدرسة لـ«فدّاويته» بسب وقذف أهل الكويت الشرفاء من دون مراعاة لعادات وتقاليد أو آداب اجتماعية؟!

يتضح من ذلك أن هناك عقدة تاريخية دفينة في قلب صاحب المدرسة ونفسيته، والمسألة أكبر من مجلس أمة أو دستور أو ديمقراطية، فالرجل لديه رغبة جامحة في التخريب، ويتمنى هدم المعبد والتربّع على عرشه.

قصارى القول: لقد لوث ناظر المدرسة الممجوجة بأساليبه غير الشريفة بلاط صاحبة الجلالة، وأمعن كثيراً في هدم تقاليدها وأعرافها.

back to top