الأزهر: لن نكرر خطأ آيات شيطانية مع جوهرة المدينة سيتعامل بـ عقلانية مع الرواية المسيئة للسيدة عائشة

نشر في 10-10-2008 | 00:00
آخر تحديث 10-10-2008 | 00:00
No Image Caption
في تطور لافت لطريقة التعامل الإسلامي مع الغرب قرر الأزهر الشريف عدم التسرع بإصدار بيانات غاضبة عن رواية «جوهرة المدينة» التي تتضمن إساءات للرسول وأم المؤمنين عائشة، وفضَّل اللجوء إلى الرد العلمي الهادئ بعد قراءة الرواية «تجنباً لتكرار أخطاء الماضي في التعامل بتشنج» مع أعمال مثل «آيات شيطانية» لسلمان رشدي ورواية «العار» للباكستانية تسليمة نسرين ثم الرسوم الدنماركية.

وكشف مدير عام إدارة البحوث والتأليف والترجمة بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشيخ عبد الظاهر محمد، أن الأزهر قرر إرجاء إصدار بيان عن الرواية حتى تتم أولاً مناقشتها بين أعضاء المجمع برئاسة شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي. وقال لـ«الجريدة»: «سنحصل على نسخة في أسرع وقت لتفنيدها والرد عليها بشكل علمي».

وطالب بضرورة التعامل مع هذه الرواية بذكاء وعقلانية وعدم تشنج مثلما حدث قبل عشرين عاماً مع «آيات شيطانية»، معتبراً أن الغرب يسعى إلى إظهار المسلمين على أنهم إرهابيون ودمويون وعلينا أن نناقشهم بمنطقهم وفكرهم.

ورغم سيطرة موجة من الغضب على علماء أزهريين مع بدء توزيع رواية «جوهرة المدينة» في السوق الأميركي، وتوقُّع بعضهم أن تثير الرواية التي ألفتها الكاتبة الأميركية شيري جونز ضجة كبيرة على غرار الأزمة الفكرية التي أثارتها «آيات شيطانية» عام 1988 وأدت إلى فتوى الخميني بهدر دم سلمان رشدي واضطرابات وقتل مترجم الرواية الياباني، فإن شرارة الاعتراض الأولى على الرواية لم تكن بتوقيع إسلامي كما يحدث دائماً، بل جاء التحذير على لسان دنيس سبيلبيرغ (الأستاذة المساعدة للتاريخ الإسلامي بجامعة تكساس)، التي أرسلت لها المؤلفة نسخة قبل طرحها بالأسواق لإبداء رأيها فيها، إذ قالت سبيلبيرغ: «الرواية تسخر من المسلمين وتاريخهم» ووصفتها بأنها «قبيحة جداً وغبية». ويبقى الجزء المثير للسخط في الرواية ذلك المشهد الحميمي الذي تخيلته المؤلفة بين نبي الإسلام وزوجته السيدة عائشة، على طريقة ما ورد في فيلم «الإغواء الأخير للسيد المسيح»، الذي أثار جدلاً في الثمانينيات لأنه كان يوحي بعلاقة بين السيد المسيح ومريم المجدلية.

د. محمد رأفت عثمان (عضو مجمع البحوث بالأزهر والعميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون) قال: «هذه الرواية أقل ما توصف به هو القذارة الفكرية والتدني في تناول الموضوعات»، مطالباً الملحقين الثقافيين التابعين لسفارات الدول الإسلامية في أميركا بضرورة الرد عبر الصحف ووسائل الإعلام هناك، ولو كان ذلك عبر موضوعات مدفوعة الأجر.

في السياق ذاته أعربت د. آمنة نصير (أستاذة العقيدة والعميد الأسبق لكلية الدراسات الإسلامية- بنات بجامعة الأزهر) عن أملها ألا ينفعل المسلمون وقالت: «تطاول كتاب غربيين على سيد الخلق وتأويل أمور كريمة جاءت في سيرته العطرة إلى أمر قبيح ينبع من نفوسهم وعقولهم المريضة، إلى جانب عدم احترامهم لقدسية وقدوة الأنبياء والمرسلين، بمن فيهم المسيح الذين ينتمون إليه، وهذا دليل على أخلاقهم المتدنية، ومن هنا أتمنى ألا يصاب المسلمون بالانفعال من جراء صدور هذا الكتاب، بل أطالب بالتحليل والبيان والرد القويم».

back to top