سليمان يبدأ زيارة رسمية لباريس... وفرنسا ترى فيه ضمانة لاستقرار لبنان
يبدأ الرئيس اللبناني ميشال سليمان اليوم، زيارة رسمية لفرنسا، حيث سيُحاط بكل مظاهر الترحيب، إذ رُفعت الأعلام اللبنانية والفرنسية على جادة «الشانزليزيه» وكل المواقع الرسمية المحيطة بقصر «الإيليزيه» وقصر الضيافة في باريس.
ويُجري سليمان محادثات مع ساركوزي مساء اليوم، تتناول مختلف ميادين التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري والثقافي، فضلاً عن الوضع السياسي عشية الانتخابات النيابية اللبنانية في السابع من يونيو المقبل، والمرحلة التي تليها. ويتطرق الرئيسان إلى جهود السلام في المنطقة بعد وصول الرئيس الأميركي باراك أوباما الى السلطة، واحتمالات الدعوة الى عقد قمة للسلام اقترحها ساركوزي لإخراج الوضع من الشلل القائم، ومحاولة استباق الشلل الناجم عن تشكيل حكومة إسرائيلية يمينية تميل إلى التطرف، وغياب حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية. ويقول مصدر فرنسي مسؤول -طلب عدم كشف اسمه- إن ساركوزي «يُعوِّل على تنظيم مفاوضات غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل في المرحلة الأولى، إذا نضجت الظروف، ذلك أن لبنان امام تحديات، منها الاندماج في عملية السلام بالمنطقة، وعلاقته مع سورية، وتأكيد سلطة الدولة في جنوبه، وغيرها من التحديات الداخلية». وسيتم التطرق بشكل خاص إلى العلاقات بين لبنان وسورية، بعد اللقاء الرباعي الذي جرى في باريس في 12 يوليو الماضي، وضم إلى ساركوزي وسليمان، الرئيس السوري بشار الأسد وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وقال مصدر فرنسي واسع الاطلاع: «إننا مسرورون بما حققه حتى اليوم الرئيس سليمان، وتبيَّن لنا أنه ضمان لاستقرار لبنان، ونحن نؤيد الدولة العادلة غير المنحازة إلى فريق ضد آخر، ورئيس الجمهورية هو الضمان الأفضل لهذه الدولة». إلى ذلك، من المتوقع أن يناقش الجانبان الملفات المتعلقة بـ«باريس 3» والتعاون العسكري، بعد الاتفاق الذي وقَّعه وزيرا دفاع البلدين قبل أشهر في بيروت، فضلاً عن التعاون الثقافي الذي يشمل إقامة معرض «باريس- بيروت» عام 2010 -2011، الذي سيشرف عليه أمين معلوف ودانيال روندو. وفي المساء، يقيم ساركوزي مأدبة عشاء على شرف سليمان في قصر الإيليزيه، ويتبادلان الكلمات، ثم يمنحه الرئيس الفرنسي «وسام الصليب الأكبر». يُذكر أن سليمان سيلتقي ايضا رئيس الحكومة فرنسوا فييون ورئيسي مجلس الشيوخ والنواب جيرار لارشيه وبرنار اكوييه، ويضع إكليلاً من الغار على نُصب الجندي المجهول تحت قوس النصر. ويرافق سليمانَ وزيرُ الخارجية فوزي صلوخ، والاقتصاد والتجارة محمد الصفدي، والداخلية زياد بارود والعديد من المستشارين.