نصّ فيلم شرق يفتقد الحرفية جملة من الإقحامات غير المبررة درامياً

نشر في 05-03-2009 | 00:00
آخر تحديث 05-03-2009 | 00:00
No Image Caption

عُرض فيلم «شرق» ضمن فعاليات مهرجان وطني لجمعية الخريجين، بحضور خالد الرفاعي من الفريق العامل في الفيلم.

بعد تأخير مدته 40 دقيقة عن الموعد المحدد لعرض الفيلم، الأمر الذي لم نعرف أسبابه، تحدث المخرج خالد الرفاعي أحد طاقم فريق الفيلم «صورنا فيلم شرق في صيف 2005 مع مخرج أميركي، ويحكي قصة مجموعة شباب من البدون في الجهراء يقومون برحلة لأول مرة يدخلون فيها مدينة الكويت، وكأن المدينة بالنسبة لهم دولة جديدة، فيكتشفون الكويت ومناطقها.

ونحن لا يغرينا ما يتم التصريح عنه أو الاخبار عن حصول فيلم ما على جائزة، فالناقد الحقيقي يذهب إلى الفيلم ويشاهده ومن ثم يستطيع تحليله والحكم عليه».

ستة أصدقاء

فيلم «شرق» الذي تم عرضه في مناسبة وأخرى، يحكي قصة ستة أصدقاء من الاطفال يعيشون في منطقة الجهراء، يلعبون لعبتهم المفضلة وهي كرة القدم في البر، تتوقف متعتهم عندما يركل سلطان الكرة بقوة صوب مرمى الفريق الآخر فينتهي أمرها بانفجارها.

يتحاور الأصدقاء بشأن جلب كرة أخرى لمزاولة هوايتهم المفضلة، فيصل بهم الأمر إلى فكرة القيام برحلة إلى شرق في مدينة الكويت لشراء كرة قدم أصلية، وهنا يتحدثون عن الكويت وكأنها بلد آخر، لكن تبقى وسيلة النقل المعضلة في تنفيذ رحلتهم، فيسرق أحدهم «وانيت» والده ويقل صحبه نحو المدينة، ولم ينتبه الصبي إلى عدّاد الوقود الذي يشير إلى خلو المركبة من الوقود فتتوقف بهم في الطريق، ويحاول واحد من المجموعة العبث بأسلاك المركبة بداعي البحث عن العطل واصلاحه، وهذا التصرف غير مبرر درامياً، ولا ندري ما الهدف من ورائه، فهل هو التخريب والعبث بأملاك الغير؟!

ويواصل الأصدقاء رحلتهم عندما يقلهم «وانيت» يقوده «مبارك سلطان»، ولا ندري ما المبرر الدرامي في الحديث السياسي بمهاجمة الولايات المتحدة الأميركية وتدخلها في العراق؟ وما شأن هؤلاء الأطفال الذين يبحثون عن متعتهم في الكرة بالسياسة؟! إنه لأمر مستغرب فعلاً!

والأعجب من هذا وذاك هو تلك الممارسات المغلوطة التي يقدمها الفيلم عن فئة عمرية معينة، والإشارات الخاطئة في سلوكياتهم ومنها التدخين، وتلك الألفاظ والتصرفات غير اللائقة التي لا تمت لهذه الفئة العمرية بصلة.

أما الأمر الآخر فنحن أمام عنوان الفيلم «شرق» والمقصود به منطقة شرق في العاصمة أو سوق شرق، لكن ازداد عنصر الاستغراب من كون التصوير الداخلي في مجمع مارينا مول، وهو سوق تجاري في منطقة أخرى لا تتبع محافظة العاصمة، أما المشهد الخارجي فهو لسوق شرق!

ما هي رسالة الفيلم؟ هل المقصود اعلان موقف ضد وجود أميركا في المنطقة؟!

فما شأن الأطفال بذلك وهم يعشقون شيئاً واحداً ركز عليه الفيلم في بدايته كرة القدم؟ ولماذا تم اختيار أطفال من منطقة الجهراء؟ فهل هم أقل مستوى من نظرائهم في العاصمة أو المناطق الأخرى؟ إنه تصور مغلوط.

النص هو العنصر الأهم في الدراما بشتى أنواعها، فإذا لم يُكتب بحرفية ضاعت جهود العناصر الأخرى سُدّى، فحسن النوايا فقط لا يصنع سينما جيدة.

back to top