متكي ينقل إلى الرياض رسالة تقدير إيرانية والأسد يُجري محادثات سريعة في الدوحة
واصل الحراك السياسي على المستويين العربي والإقليمي بعد قمة الرياض «التصالحية»، وقبل القمة العربية التي تعقد في الدوحة في 30 مارس الجاري، إذ قام وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي أمس، بزيارة مفاجئة الى الرياض، حاملاً رسالة «تقدير» من القيادة الإيرانية الى العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وذلك بالتزامن مع زيارة قصيرة للرئيس السوري بشار الأسد الى قطر.
وأفادت وكالة الانباء السعودية (واس) بأن الملك عبدالله استقبل متكي في قصره في الرياض، بحضور وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل وسفير إيران لدى المملكة سيد محمد حسيني، مشيرة الى أن متكي نقل الى العاهل السعودي «تحيات وتقدير مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية علي خامنئي والرئيس محمود أحمدي نجاد» في حين حمَّله الملك «تحياته وتقديره للقيادة الإيرانية». الى ذلك، بحث أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مع الرئيس السوري الذي رافقه وزير الخارجية وليد المعلم، عدداً من القضايا العربية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وذكرت وكالة الانباء القطرية أنهما استعرضا خلال مباحثاتهما «العلاقات الاخوية بين البلدين والسبل الكفيلة لدعمها وتعزيزها في مختلف المجالات». وتأتي زيارة متكي الى الرياض والأسد الى الدوحة، في وقت أشارت تقارير صحافية الى أن دولا عربية، بينها مصر وثلاث دول خليجية، أبدت تحفظها عن نية أمير قطر دعوة الرئيس الإيراني الى حضور قمة الدوحة. وقالت التقارير، إن هذه الدول أبلغت الدوحة أنها تنوي تخفيض تمثيلها في القمة إذا ما أصرّ أمير قطر على دعوة نجاد. وفي وقت لاحق، قال الفيصل في مؤتمر صحافي، إن رسالة نجاد إلى العاهل السعودي تتعلق بـ«العلاقات بين البلدين والأوضاع في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط»، وأضاف أن الزيارة «اتسمت بالصراحة والوضوح والشفافية المطلوبة». وتابع: «على الرغم من اننا نقدِّر التأييد الإيراني للقضايا العربية فإننا نرى أن هذا التأييد يجب أن يكون عبر بوابة الشرعية العربية ومنسجماً مع أهدافها ومواقفها ويعبر عن نصرته لها وليس بديلاً عنها». على صعيد آخر، اجتمع المندوبون الدائمون لدى جامعة الدول العربية في دمشق أمس، لبحث البنود السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والمالية والإدارية المدرجة على جدول أعمالهم، ومناقشة ومتابعة تنفيذ قرارات قمة دمشق السابقة، وإعداد تقرير إلى قمة الدوحة. وأعلن سفير سورية لدى القاهرة، ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية يوسف الأحمد، أن لجنة متابعة قرارات القمة العربية «وضعت بالاجماع الصيغة النهائية لمشاريع التوصيات والقرارات التي ستقدم إلى وزراء الخارجية في اجتماعهم الذي سيعقد صباح غد (الاثنين)». وأشار الأحمد إلى أن «ما صدر عن الاجتماع من قرارات اجماعية يؤكد أن الدول العربية اليوم تتفاعل مع جهود المصالحة العربية التي انطلقت في قمة الرياض الرباعية»، معرباً عن أمله في أن «تعبر مشاريع القرارات العامة التي ستقدم إلى قمة الدوحة تعبيراً صحيحاً عن واقع عربي جديد أفضل مما هو قائم حالياً». وكان أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى زار دمشق أمس، وشارك في اجتماع لجنة المتابعة العربية. على ان يتوجه اليوم الى بغداد، في ثاني زيارة له الى العراق منذ عام 2003. (الرياض، الدوحة، دمشق - أ ف ب، واس، سانا، رويترز، أ ب، د ب أ، يو بي آي)