محمد الصباح: زيارة الأمير إلى الأمم المتحدة مهمة... ومتزامنة مع تزايد الأزمات العالمية سموه وبان كي مون بحثا دور المنظمة في المنطقة والتواصل بين الشعوب
قال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية ان اهمية زيارة سمو الامير تكمن في انها تأتي في وقت يمر فيه العالم بأزمة اقتصادية، وقد تكون هذه فرصة لتحقيق التوافق بين الشعوب «بدلا من لعن الظلام». أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ د. محمد الصباح ان زيارة سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الى الامم المتحدة تأتي في وقت «في غاية الاهمية، اذ كثرت فيه الصراعات في العالم وتزايدت فيه الخلافات المبنية على اختلاف الثقافات واختلاف الاديان وسط محاولات بغيضة لتغذية تلك الصراعات».
وقال الشيخ محمد في تصريح لـ «كونا» وتلفزيون الكويت ان «اهمية الزيارة تكمن كذلك في انها تأتي في وقت يمر فيه العالم بأزمة اقتصادية طاحنة، وقد تكون هذه فرصة لتحقيق التوافق بين الشعوب والوصول الى حل لهذه المشاكل بدلا من لعن الظلام»، موضحا ان «الاجتماع يرمي الى التصدي بشكل مباشر لكل الدعوات البغيضة التي تتحدث عن حتمية الصراع بين الحضارات وعدم التعايش السلمي بين الثقافات وبين الشعوب وبين الاديان المختلفة، وهو فرصة نبرهن فيها نحن المسلمين للعالم على قدرتنا على ان نتحاور ونبين عظمة الاسلام ومنحاه الحقيقي وكونه دين سلام». وأضاف ان «هذا الاجتماع يمثل ايضا فرصة لطرح قضايانا العربية العادلة، وهي في الاساس قضية فلسطين، ولتوضيح ان تلك القضية ليست صراعا دينيا كما يحاول البعض ان يصورها، ولكنها صراع سياسي من قبل شعب سلبت ارضه وكل ما نطالب به هو تطبيق ما أقره العالم وهي قرارات مجلس الامن المتعلقة بانسحاب اسرائيل واقامة الدولة الفلسطينية». وبشأن الاجتماع الذي عقده سمو امير البلاد والسكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون قال وزير الخارجية ان «سموه وبان كي مون تطرقا خلال الاجتماع الى دور الامم المتحدة في التواصل بين الشعوب بوصفها مصدرا للحلول وليس فقط ملتقى لمناقشة المشاكل»، مشيرا الى ان «سموه بين للسكرتير العام الدور الذي تضطلع به دولة الكويت في المساهمة في رفع الاعباء التي يواجهها فقراء العالم ولو جزئيا خصوصا في الدول الاسلامية والدول النامية». وبين ان «سموه اطلع السكرتير العام على الاقتراح الذي تقدم به صاحب السمو لانشاء صندوق الحياة الكريمة والمتعلق بمساعدة الدول الاسلامية في مواجهة ازمة الغذاء وارتفاع الاسعار، وبين له الدعم الذي تقدمه الكويت الى مختلف شعوب العالم خصوصا خلال الازمات سواء كانت اقتصادية ام طبيعية».واضاف الشيخ محمد ان «الطرفين ناقشا دور الامم المتحدة في عملية السلام في الشرق الاوسط ونتائج اعمال اللجنة الرباعية التي عقدت اخيرا في شرم الشيخ»، مؤكدا ان «استمرار المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني امر لا يقبله اي انسان ولا يمكن ان يقبله اي نظام يطمح الى استتباب الاستقرار في اهم بقعة من بقاع العالم وهي الشرق الاوسط وفي القدس الشريف تحديدا». وقال ان «الحديث دار كذلك بشأن الأمم المتحدة ودورها في منطقة الخليج واختيار الكويت مركزا لعمليات الامم المتحدة في تلك المنطقة»، مشيرا الى ان «مطلع العام المقبل سيشهد افتتاح بيت الامم المتحدة في الكويت الذي سيضم ليس فقط انشطة الامم المتحدة في الكويت وانما في منطقة الخليج كاملة».واضاف ان «الطرفين ناقشا اهمية القمة الاقتصادية العربية التي ستعقد في الكويت في يناير المقبل»، لافتا الى ان «السكرتير العام اعرب عن اهتمامه شخصيا واهتمام الامم المتحدة بهذه القمة وعن تطلعه الى رؤية مثيلاتها تعقد في أنحاء عديدة من العالم لمناقشة معاناة الشعوب وسبل رفع مستوى المعيشة لديها او على الاقل تخفيف مستوى الضرر الذي يلحق بها نتيجة التقلبات الاقتصادية». وفي هذا الشأن قال الشيخ محمد ان «سمو الأمير تكلم عن الاجراءات التي يمكن أن تتبع في معالجة هذه التقلبات الاقتصادية ودور المؤسسات الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في هذا الموضوع». ونقل الشيخ محمد عن بان كي - مون «تقديره واعتزازه الكبير بالدور الذي تقوم به دولة الكويت في المساهمة في تخفيف أعباء ومعاناة الشعوب في العالم وترحيبه بالدعوتين لحضور القمة الاقتصادية في الكويت يومي 19 و20 يناير المقبل وافتتاح بيت الأمم المتحدة هناك ووعده بالسعي الى تلبيتهما».