مجدي مشموشي: مثلّت في المسرح لأنني أحب أن أكون قائداً يخاطب الناس

نشر في 04-12-2008 | 00:00
آخر تحديث 04-12-2008 | 00:00
No Image Caption

وجه لا يكاد يغيب عن الشاشة حتى يطل في شخصية جديدة، ارتبط إسمه بالدراما اللبنانية ليصبح جزءًا لا يتجزأ من الحركة الفنية الناشطة في الفترة الأخيرة.

مجدي مشموشي الذي لا يمل من الأدوار المركبة وعد عبر حديثه الى «الجريدة» أننا «سنراه قريبًا كما لم نره سابقًا».

معه كان هذا الحوار:

ألا تخشى أن يمل المشاهدون من وجودك الدائم على الشاشة؟

من الممكن أن يحصل ذلك لو أنني أكرر ذاتي في كل مسلسل. طالما أغير في نوعية تمثيلي وفي الشخصية التي أؤديها في كل عمل، لا خوف من التكرار ومن أن يمل الجمهور مني. حتى أدوار الشر التي اؤديها تتنوع من حيث الشكل والطباع وطريقة التفكير والشخصية.

أخبرنا عن العمل الايراني الذي تشارك فيه؟

أساعد في تنفيذ إنتاج مسلسل بوليسي من عشر حلقات يصور في لبنان، تتمحور أحداثه حول المقاومة ضد العدو الذي مهما تعددت أوصافه وملامحه يبقى واحداً، المحتل. تربطني بمخرجه صداقة إذ عملت معه سابقاً في فيلم سينمائي نلت عنه جائزة في مهرجاني أصفهان وطهران كأفضل ممثل.

الى أي مدى يؤثر واقعنا في الدراما اللبنانية؟

مشكلتنا في لبنان أن الدولة تؤثر في المجتمع وحيثياته وتفاصيله نتيجة السياسات المتعاقبة. ولأننا نعيش في وطن طائفي متعدد، نحذَّر دائمًا من خوض هذا الواقع بوضوح ومن الدخول الى الشوارع والأزقة والى الحياة الشخصية والمذاهب والطقوس. يعني هذا الهروب هروباً نحو اللاشيء واللاهوية، لكن إذا دخلنا الى واقعنا المجتمعي وتعرفنا أكثر الى بعضنا تحولت الطائفية الى شيء سخيف.

برأيك إلى أي مدى يتمتع الكتّاب بالحرية في بلد يقال إنه ديمقراطي؟

استغرب مقولة أننا بلد ديمقراطي، لأنني لا اعرف كيف تمارس فعلاً هنا. هل هي ديمقراطية التقليد والزيف والنظر الى الغرب أم ديمقراطية التعبير عن الرأي وشتم وزير ومسؤول سياسي؟ ثمة محظورات كثيرة في بلدنا ونحن أقرب الى الديكتاتورية من الديمقراطية.

أين تضع الدراما اللبنانية في العالم العربي؟

أخيرًا أصبحنا في الصفوف الاولى بعد «ورود ممزقة» الذي نتمنى عرضه قريبًا على الفضائيات العربية. لا ندّعي بأننا الأفضل ولكننا في المقدمة إلى جانب الأعمال العربية.

إنطلاقًا من مشاركتك في أعمال عربية كيف تقارن بينها وبين الأعمال اللبنانية؟

أرى أننا تقنيًا أفضل منها.

هل تؤيد مبدأ تعدد هوية الممثلين في عمل واحد؟

أنا لبناني عربي ولكنني في النهاية لبناني والمصري مصري والسوري سوري. أدعم لقاء الممثلين بلهجتهم في عمل واحد لكنني أرفض أن أتكلم بلهجة غيري إلا إذا كنت أؤدي شخصية معينة قريبة من شكلي الخارجي.

على الصعيد اللبناني والتونسي والسوري، ثمة ممثلون كثر عرفوا في بلدانهم ولم ينتقلوا إلى بلد آخر ليشتهروا.

هل تسعى إلى الانتشار خارج لبنان؟

لا طموح لدي بالخروج من بلدي لأشتهر. على العكس أشارك في أعمال عربية إنطلاقاً من لهجتي وهويتي اللبنانية.

ماذا تحضر حاليًا؟

أشارك في مسلسلين: «شيء من القوة» للمخرج إيلي معلوف والكاتب طوني شمعون، «الطريق المسدود» للمخرج مرتضى زمزم، وادرس بعض المشاريع المستقبلية.

لماذا تؤدي دائمًا دور الشخصية القاسية؟

لأنني أجيدها، من السهل إيجاد من «يدّبل عينيه» ولكن من الصعب إيجاد ممثل يتمتع بشخصية قوية.

الا تملّ من هذه الادوار؟

كلا، لأنني أنوّع وأجد لذة في أداء هذه الشخصية.

هل تقدم شخصيات جديدة في هذه الاعمال؟

نعم، في مسلسل «الطريق المسدود» شخصيتي مختلفة عن تلك التي أؤديها في «شيء من القوة». سترونني «ليس كما رأيتموني من قبل» شكلاً ومضمونًا.

أي نوع درامي تفضل؟

تحدثنا المنتج ايلي معلوف وأنا عن أعمال أقرب إلى الشعبية والناس، إلا أنها تحتاج إلى الجرأة في الكتابة، إذ يجب الدخول إلى بيوت الناس الشعبيين ومقاربة همومهم.

ما المحطة الأهم في مسيرتك الفنية؟

 

كسر موضوع الشكل الجميل، بدأ هذا الأمر ينتهي في العالم إلا في لبنان حيث يتمسك الجمهور به.

كيف تنظر اذاً الى دخول بعض الأشخاص إلى التمثيل بسبب شكلهم الخارجي؟

 

سيملّ منهم الجمهور، لأن الزمن يتغير ويتحول. نخشى من تحول الجيل الجديد الى اللارجولة، التي بدأت تُفقد لدى الشباب العربي عموماً بسبب دخول الشخصيات الغربية السلبية الى عالمهم، وتمثلت باللامسؤولية واللاثقافة واللاأدب، وهذه جميعها تخلق شابًا تافهًا.

هل تشعر أنك تركت بصمة في الفن؟

لا أهتم لهذا الأمر، إنما همي أن أعيش مع الفن الذي أحبه منذ صغري، وأن يحبني الناس ويرونني على حقيقتي.

ماذا عن المهرجانات التي شاركت فيها؟

شاركت في مهرجان إعادة إحياء سوق عكاظ في مدينة الطائف في السعودية برعاية الأمير سعود الفيصل، ومهرجان عيد الإتحاد الإماراتي السنوي في دبي.

ماذا تعني مشاركتك في المهرجانات العربية؟

أنطلق من هذه الأرض اللبنانية ذات الامتداد العربي، فأثبت، أينما كنت، لبنانيتي وانتمائي إلى شعب طيب، مضياف، قوي، صبور، يميز بين لذة الحياة وبشاعة الموت.

كيف ترى الإنتاج اللبناني؟

 

ينشط على صعيد الافراد وبدعم من المؤسسات الاعلامية. أتمنى أن يكون في لبنان إنتاج مشترك سواء مع مؤسسات لبنانية أو خارجية ليصبح العمل أكثر غنى.

كونك خريج معهد الفنون قسم المسرح، كيف تقيّم المسرح اللبناني؟

ثمة الجيد والسيئ. يجب أن يتمتع الممثل الذي يريد الدخول الى المسرح بالاكتفاء المادي ليؤمن الإستمرارية في المسرح وهو أمر غير متوافر حالياً، بالإضافة إلى أننا نفتقد إلى الرواد. قدمت في العام الماضي مسرحية لأيلي كرم بعنوان «شلاح الطربوش»، أعتقد أنها كانت ممتازة إذ تركت صدى طيباً.

ماذا يعني لك المسرح؟

مثلت في المسرح انطلاقًا من مبدأ قيادي، يعني أنني أحب أن أكون قائدًا. منذ طفولتي، رغبت في أن أعتلي المنبر لأخاطب الناس. يمنحني المسرح القوة والشعور بإثبات الذات.

هل من شخصية تاريخية ترغب في أدائها؟

أحب أن أؤدي شخصية كاليغولا لألبير كامو لأنها تشبهني وتشبه كل الناس، بالإضافة إلى دور المواطن اللبناني الذي ليس له غد.

هل تتابع الاعمال العربية؟

طبعًا، مسلسل «اسمهان» الذي تابعه اللبنانيون على المحطات الفضائية لأن عرضه على الأرضية تزامن مع عرض مسلسل «ورود ممزقة» وأحببت «الحوت». على الصعيد الخليجي أرى أن المسلسلات الخليجية تتقدم نحو المستوى الجيد.

ما الأعمال التي ترى أنها طبعت مسيرتك؟

تخرجت عام 1990 وعملت في السينما والمسرح ومع المخرج مارون بغدادي وهو من القلائل الذين نالوا جوائز في مهرجان «كان» الدولي للسينما. كذلك شاركت في مسلسلات: «فندق السعادة»، «اسمها لا»، «دموع الندم»، «السجينة»، «خطايا صغيرة»، «رماد وملح»، «قريش».

back to top