تطمينات المسؤولين في الكهرباء لا تغني ولا تسمن من جوع! في ظل استمرار انقطاع التيار الكهربائي واحتراق المحولات
استمرار حالات احتراق المحولات وانقطاع الكهرباء شبه اليومي عن معظم المناطق في الصيف الحالي، كشف ضحالة تصريحات مسؤولي وزارة الكهرباء والماء التي أكدوا خلالها أن هذا العام سيكون أفضل حالاً من الأعوام السابقة.
إذا أردت معرفة أكثر وزارات الدولة تخبطاً في كثير من القضايا التي ترتبط بها ارتباطا وثيقا، فإن التخمين لن يطول كثيرا، خصوصا في الوقت الحاضر الذي تعاني فيه العديد من المناطق وبشكل شبه يومي انقطاع التيار الكهربائي، فوزارة الكهرباء والماء اليوم أصبحت مثالا وقدوة لبقية الوزارات في هذا التخبط الذي إن دلّ فإنما يدل على غياب الاستراتيجية الواضحة من قبل القياديين لخطة عمل الوزارة لسنوات، ولعل ما يحدث حاليا من انقطاعات مستمرة منذ بداية الصيف وفي كثير من المناطق والمرافق الحيوية وأهمها المطار، هو خير دليل على أن تصريحات وتطمينات مسؤولي الوزارة في وادٍ والحقيقة المُرّة في وادٍ آخر.الغريب في الأمر أن التطمينات وتبديد مخاوف المواطنين والمقيمين من القطع المبرمج الذي أصبح شبحاً يخيف الجميع بدأت مبكرا هذا العام، وعلى لسان أكثر من قيادي في الوزارة بدءا من الوزير محمد العليم مرورا بوكيل الوزارة المهندس يوسف الهاجري وانتهاءً ببعض الوكلاء الذين أجمعوا على أنه لا توجد نية للقطع المبرمج، بل وذهبوا إلى أبعد من ذلك حين أكدوا أن العام الحالي سيكون أفضل من الأعوام السابقة، لكن الواقع أثبت عدم صحة أو دقة هذه التطمينات التي لم تكن سوى تصريحات صحافية قد يطويها النسيان مع أي قضية ساخنة تطرأ على الساحة المحلية وما أكثرها، فعلى الرغم من سيطرة أخبار انقطاعات الكهرباء في المناطق وانفجار المحولات الكهربائية على الأخبار المحلية في الصحف اليومية سيطرة مطلقة، إلا أن الجانب المضحك المبكي في هذه الأحداث هو تأكيد المسؤولين أن الأمور على ما يرام ولا توجد نية لدى الوزارة بالبدء بالقطع المبرمج، ربما غاب عن المعنيين في الوزارة أن اللجوء إلى القطع المبرمج ليس هو المخيف فقط، بل المخيف أكثر هو حصول القطع الكهربائي بالفعل سواء عن قصد أو غير قصد، فما حصل حصل وربما سيستمر طوال هذا الصيف الذي كان الجميع يتوسم فيه خيرا، خصوصا بعد التصريحات النارية التي لم تتوقف حتى الآن رغم المحولات التي تحوّلت إلى أشلاء ومخلفات كهربائية. ما نود قوله باختصار، هو يجب أن تكون الشفافية التي يتشدق بها مسؤولو الكهرباء هي شعارهم الفعلي، من خلال مصارحة الناس بحقيقة الوضع الكهربائي، بعيدا عن المحسوبيات والكلام «المأخوذ خيره»، خصوصا أن الانقطاعات الكهربائية واحتراق المحولات لاتزال مستمرة حتى الساعة في كثير من المناطق، لذا يجب الاقرار والاعتراف بوجود خلل سواء في خطط الوزارة غير المجدية أو في المحطات التي أكل عليها الدهر وشرب، أو قدم المحولات وتهالكها، أو حتى في أمور الصيانة التي يؤكد المسؤولون أنها تجري على قدم وساق وبشكل دوري، فإذا كانت الوزارة تقوم بالصيانة المطلوبة حسب خطط مرسومة، والقياديون يؤكدون في أكثر من مناسبة أن الوضع العام الحالي سيكون أفضل من السابق، وإذا كانت الأمور على خير ما يرام، فإن السؤال المطروح هو «ما سبب استمرار مسلسل الانقطاعات التي تعانيها المناطق السكنية واحتراق المحولات منذ بداية الصيف؟، نتمنى أن لا يتعذر مسؤولو الوزارة بأن السبب هو تحوّل أغنية من حبنا لها إلى مسرحية كوميدية!