زامبيا تستدرج مصر إلى كمين التعادل في تصفيات كأس العالم تشكيلة خاطئة لشحاتة وغرور اللاعبين خيَّبا أمل الجماهير
خذل المنتخب المصري الأول لكرة القدم جماهيره، بعدما تعادل مع ضيفه منتخب زامبيا بهدف لكل منهما في المباراة التي أقيمت بينهما ضمن منافسات ضربة البداية للمرحلة النهائية للتصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا.جاءت المباراة متوسطة في مستواها الفني، ولم يظهر المنتخب المصري بمستواه المعهود، إذ فشل لاعبوه في الحفاظ على فوزهم بهدف نظيف، أحرزه عمرو زكي في الشوط الأول في المرمى الزامبي، ليحول منتخب «الرصاصات النحاسية» هزيمته إلى تعادل بهدف لمثله، أحرزه اللاعب فرانسيسكا كاسونتيه في الشوط الثاني بسبب الأخطاء الدفاعية التي أصبحت صداعاً مزمناً في الآونة الأخيرة في دفاع الفراعنة.
سيطرة وهدف السبقسيطر لاعبو المنتخب المصري على مجريات اللعب خلال أحداث الشوط الأول، وتوالت الهجمات على مرمي المنتخب الزامبي، الذي اعتمد لاعبوه على الهجمات المرتدة، التي شكلت خطورة بالغة على مرمى «الفراعنة»، وكاد يفعلها يعقوب مورينجا لاعب منتخب زامبيا في الدقيقة 13 بعدما انفرد تماماً بمرمى الحضري، وسدد الكرة بقوة، لولا وجود أحمد فتحي على خط المرمى الخالي، حيث شتتها بعيداً، وفي الدقيقة 28 نجح عمرو زكي في إحراز هدف التقدم للمنتخب المصري، بعدما تلقى عرضية رائعة من أحمد المحمدي ضرب بها مصيدة التسلل ليسددها زكي بدوره في المرمى الزامبي.تراجع ملحوظبدأ الشوط الثاني بإشهار الحكم إنذارا في وجه هاني سعيد، الذي جذب لاعب منتخب زامبيا من الفانلة على حدود منطقة جزاء المنتخب المصري في الدقيقة الرابعة، بعدها تراجع أداء «الفراعنة» بشكل لافت للنظر في ظل صحوة للفريق الضيف، وفي ظل هفوة وغياب دفاعي أحرز اللاعب فرانسيسكا كاسونتيه هدف التعادل لزامبيا، بعدما تلقى تمريرة رائعة من أحد زملائه داخل منطقة الجزاء، ليسددها بدوره رأسية على يمين شباك الحضري في الدقيقة 13، بعدها أجرى المنتخب المصري أول تغييراته بخروج محمد زيدان ودخول محمد أبو تريكة بدلاً منه، إلا أن الأداء استمر على نفس المنوال، كأن اللاعبين ليس لديهم طموح في تحقيق الفوز. وفي الدقيقة 23 خرج عماد متعب ونزل ميدو بديلاً عنه، ثم أعقبه تغيير آخر بخروج هاني سعيد ودخول حسني عبد ربه، لتشهد الدقائق الأخيرة هجمات متتالية من المنتخب المصري بحثاً عن إحراز هدف الفوز، وكاد أبو تريكة يحرز الهدف الثاني بعدما هيأ له ميدو الكرة داخل منطقة الجزاء لكن حارس مرمى زامبيا تصدى لها ببراعة، بعدها احتسب الحكم المالي كوليبالي أربع دقائق وقتاً بدلاً من الضائع مرت دون جديد، ليطلق بعدها صافرته معلنا نهاية اللقاء بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، ليحصل بذلك كل فريق على نقطة في المجموعة الثالثة، التي شهدت تعادلاً آخر بين منتخبي رواندا والجزائر لتتساوى بذلك فرق المجموعة في النقاط.إصابة زكي وحسنتأكد غياب عمرو زكي عن الملاعب ثلاثة أسابيع على الأقل بعد إصابة في الساق أثناء مباراة مصر وزامبيا في تصفيات كأس العالم، وذلك بعد أن تعرض لشد في العضلة الخلفية في الشوط الثاني من المباراة، كما تعرض أحمد حسن كابتن المنتخب المصري لإصابته بالتواء في مفصل القدم.وأكد الجهاز الطبي أن زكي يحتاج إلى راحة 21 يوما، بينما سيتم إجراء أشعة لأحمد حسن، لتحديد مدى إصابته، والمدة التي يحتاجها للعودة إلى الملاعب. شحاتة: أرفض التشاؤم والمشوار مازال طويلاًأبدى حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب المصري حزنه على النتيجة التي انتهت بها المباراة، لكنه في الوقت ذاته عبر عن شكره للجماهير العريضة التي احتشدت في استاد القاهرة.وقال شحاتة: أرفض التشاؤم، لاسيما أنه مازال أمامنا مشوار طويل، والتوفيق لم يحالفنا في بداية الطريق، موضحا أن المنتخب لايزال يمتلك خمس مباريات في مشوار المجموعة الثالثة، وأن الأمل في التأهل موجود.وأشار شحاتة إلى أنه لا يوجد شىء في كرة القدم حاليا اسمه المباراة على ملعبنا أو خارجها، فالكل في هذه البطولة يلعب لتحقيق نتيجة إيجابية، ونحن نضع أمامنا كل هذا، وسنعالج الأمور السلبية خلال الفترة المقبلة.سعادة غامرةعلى الجانب الآخر، أعرب الفرنسي هيرفي رينار المدير الفني لمنتخب زامبيا عن سعادته البالغة بالتعادل مع منتخب مصر، معربا عن رضاه التام بالنتيجة.وأكد رينار أنه يحترم بشدة المنتخب المصري، خصوصاً أنه يعرف كل صغيرة وكبيرة عنه، لأنه كان المدرب المساعد لمنتخب غانا في كأس الأمم الإفريقية الأخيرة.واعترف رينار بأن الحظ ساند فريقه بشدة، خاصة بعد تراجع الأداء في الشوط الأول، ثم جاء الحظ ليقف إلى جانبهم في الشوط الثاني، مشيدا بحارس المرمى الذي تصدى لأكثر من كرة خطيرة. مشاعر غضبانتابت الجماهير المصرية الكروية حالة من الغضب الشديد عقب المباراة، ليس فقط للنتيجة غير المتوقعة من بطل إفريقيا في أولى جولاته بأرضه، ولكن للعرض المتواضع الذي قدمه الفريق، إضافة إلى حالة الارتباك الواضحة التي أصابت الجهاز الفني بقيادة حسن شحاتة الذي قام بإجراء تغييرات جوهرية في تشكيل الفريق ومراكز اللاعبين أدت إلى ظهوره بحالة «مفككة» وعدم قدرته على مواجهة الرصاصات الزامبية التي قدمت واحدة من أفضل العروض. وقال سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة إن الإفراط في الثقة من جانب اللاعبين، والذي حذرنا منه من قبل، كان وراء الأداء المخيب الذي قدمه الفريق، كما أن الجهاز الفني فشل في إعداد اللاعبين وتهيئتهم نفسيا، وركز فقط على اختيار اللاعبين دون متابعة جيدة لأفضل لاعبي زامبيا الذين نجحوا في تقديم عرض متميز، وحققوا نتيجة غير متوقعة أمام حامل اللقب الإفريقي الذي ظهر بعيدا عن مستواه.