أحمد الفهد... وفلسطين... ونائب الأنفاق

شيخ أحمد شكراً على هذه الزيارة، فقد أدخلت الفرح إلى القلب، ورويت شجرة الأمل في النفس بعد أن أوشكت أن تجف من اليأس لزيارة جزء من تراب فلسطين.

رغم أن الزيارة التي قام بها الشيخ أحمد الفهد إلى الأراضي الفلسطينية كانت بصفته الرياضية ولأهداف إنسانية، فإنه بذكائه السياسي المعتاد أعطى هذه الزيارة زخماً إعلامياً كبيراً أعاد موضوع العلاقة الكويتية الفلسطينية إلى دائرة الضوء مجدداً.

والإقدام على هذه الزيارة وفي هذا الوقت بالذات شجاعة ليست مستغربة من الفهد تستحق الإعجاب والتهنئة، لاسيما أنها توافقت مع حل البرلمان، وبداية التسخين للأجواء الانتخابية من المرشحين، والفهد «مش ناقص» أن يكون في هذا الجو الانتخابي، وكما جرت العادة، أكثر الوجبات دسامة في المقار الانتخابية.

ولم تمر الزيارة مرور الكرام، فقد افتتح المزاد الانتخابي النائب السابق وليد الطبطبائي، متهما الفهد بـ«التطبيع» مع الكيان الصهيوني بسبب زيارته إلى الأراضي الفلسطينية! ولا أدري هل السيد الطبطبائي ضعيف الذاكرة أم أنه يعتقد أن الشعب الكويتي فاقد للذاكرة؟ فالسيد بصعوبة قد عاد منذ فترة وجيزة من زيارة «للأراضي الفلسطينية» وملأت أخبار مغامرته وصوره خلال تلك الزيارة صفحات الجرائد، وهو يحكي كيف دخل إلى فلسطين عبر الأنفاق (التي مازال ترابها عالقا بحذائه أبو سبعة آلاف دينار»، فهل نعتبر أيضاً دخول السيد إلى فلسطين تطبيعاً مع الكيان الصهيوني؟ أم أن السيد يجوز له ما لا يجوز لغيره؟ أم أن الزيارة لم تأتِ على هوى السيد لأن الشيخ أحمد التقى مع السلطة الشرعية ولم يلتقِ مع «شيوخ»حماس؟ وإذا كان السيد استهل حملته الانتخابية بمحاولة استغفال الناخبين والمزايدة على الآخرين، فنسأل الله أن يستر من آخرتها.

المفرح في هذه الزيارة التاريخية هو الأجواء الترحيبية رسمياً وشعبياً بالشيخ أحمد كأول مسؤول كويتي يدخل الأراضي الفلسطينية، وهو شعور يوضح مدى حب الفلسطينيين للكويت والرغبة في عودة العلاقات إلى طبيعتها السابقة رغم محاولات بعض المزايدين «منّا ومنهم» تسميم أجواء هذه العلاقة بتعطيل ساعة الزمن عند لحظة معينة.

شيخ أحمد شكراً على هذه الزيارة، فقد أدخلت الفرح إلى القلب، ورويت شجرة الأمل في النفس بعد أن أوشكت أن تجف من اليأس لزيارة جزء من تراب فلسطين.

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء