البدون يتفحّمون!!

نشر في 25-06-2008 | 00:00
آخر تحديث 25-06-2008 | 00:00
 أ.د. غانم النجار

لا أعرف مَن المسؤول عن عدم وجود أبواب على تلك المحولات؟، فإن كانت وزارة الكهرباء فعليها أن تستعجل من دون تأخير بإغلاق تلك المحولات بإحكام، حتى لا تتكرر حادثة تفحّم شاب من البدون في محول بمنطقة تيماء.

حادثة تفحم شاب من البدون في محول بمنطقة تيماء لا يجب أن تمر هكذا مرور الكرام، فعلى الرغم من بشاعة الصورة وبشاعة الحدث، فإنها ليست إلا انعكاساً للحالة البائسة واللاإنسانية المستمرة، التي لا يبدو أنها ستشهد حلاً في المدى المنظور.

كنت أتمنى أن يهب أحد ما من أشاوس مجلس الأمة للحديث في الموضوع، لماذا حدث، كيف حدث، ومَن المسؤول عن إهمال هذه المحولات وجعلها مشرعة الأبواب.

كنت أتمنى أن يترك هذا الحدث هزة ما في مشاعر الناس ولكنه مر حدثاً عابراً، خبراً عادياً في الصحافة. كنت أتمنى أن يؤثر ذلك الحدث البشع في إسلاميي المجلس وليبرالييهم ومستقليهم وتجارهم والطامحين إلى أن يكونوا تجاراً، ولكن لا حياة لمن تنادي.

بالطبع لا تعدو هذه الحادثة إلا واحدة من مسلسل معاناة مستمرة، وهي تضفي بعداً رمزياً لحجم تلك المعاناة الإنسانية التي لابد من وضع حد لها بأسرع وقت، والتوقف عن مزيد من الجدل السياسي العقيم.

لا أعرف مَن المسؤول عن عدم وجود أبواب على تلك المحولات؟، فإن كانت وزارة الكهرباء فعليها أن تستعجل من دون تأخير بإغلاق تلك المحولات بإحكام، حتى لا تتكرر الحادثة.

ومادام الحديث عن البدون مستمراً، والجرح النازف مفتوحاً على مصراعيه، فإن سلوك وزارة الدفاع في تأخر صرف نهاية الخدمة للأسرى البدون هو سلوك مستغرب ومستهجن، فالإدارة المعنية بوزارة الأوقاف تصر لإنهاء معاملات الأسرى البدون على وجود ورقة تفيد أسرهم من اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى، واللجنة ترفض تزويدهم بتلك الورقة بحجة أنها لا تتعامل مع البدون، مع ان لديهم ما يثبت الأسر في سجون صدام حسين من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وهي لجنة معتمدة تماماً لدى الحكومة الكويتية وترتبط معها باتفاقية مقر.

فهل يستوعب القائمون على وزارة الدفاع حجم الخلل الإداري الذي يمارسونه، والمعاناة الإنسانية التي يتسببون فيها؟!

ولعله بات مؤسفاً أننا حتى هذه اللحظة مازلنا نتحدث عن تفاصيل المعاناة، وننسى الصورة الشاملة للانتهاكات المستمرة التي نمارسها في ما يخص البدون، وفي الوقت نفسه الذي يكاد يكون فيه اتفاق شبه كامل بين الحكومة والمجلس على إنهاء المعاناة الإنسانية للبدون، تجدنا نكرر الأحاديث الباهتة نفسها من دون نتيجة... ولا حول ولا قوة إلا بالله.

back to top