المرور تعيد توجيه كاميرات السرعة لحماية العادات والتقاليد!
«اضحك علشان الصورة تطلع حلوة»... ربما كان على وزارة الداخلية وضع هذه العبارة «التوعوية» لسائقي السيارات الكويتيين قبل الاقتراب من كاميرات التصوير الموجودة في الشوارع بنحو 200 متر، حتى يستعد قائد المركبة، سواء بتعديل «النسفة» أو «الملفع»... كي تكون الصورة مناسبة لـ«العادات والتقاليد» الكويتية! لهذا السبب غيّرت وزارة الداخلية اتجاهات كاميرات تصوير السرعة الزائدة في جميع شوارع البلاد، بحيث أصبحت تلتقط صور السيارات من الخلف، إضافة الى تغيير وضعية بعض الكاميرات لتصور السيارات في الشارع المقابل، للتغلب على عدة عوائق «اتضحت من كثرة الشكاوى التي تلقتها الوزارة» وفقا لمصدر في الادارة العامة للمرور.
ربما يمكن تفهُّم بعض الاسباب، عبر الشكاوى التي تلقتها الوزارة، منها حوادث السير المتكررة بسبب فلاشات الكاميرات التي تضر بشبكية العين، إذ إن الكاميرا عندما تلتقط السيارة المسرعة يصيب الفلاش عين السائق فينحرف يمينا أو يسارا، ما يسبب بعض حوادث الاصطدام بالسيارات المجاورة، أو بالحاجز الاسمنتي، وحصرت الوزارة عدد الحوادث التي نتجت عن هذا السبب فوجدت أنه يتراوح بين 24 و30 حادثا مرورياً في السنة الواحدة. لكن المصادر ذاتها أشارت الى «أسباب آخرى» وراء هذا التوجه تبدو غريبة... كـ«الحرص على مشاعر أولياء الأمور الذين قد يفاجأون عندما يشاهدون الصور التي التقطتها الكاميرات وتكون لغير أبنائهم أو بناتهم وهم يقودون مركباتهم» أو ان تبين الصور الملتقطة «مرافقة بعض البنات لشبان في سياراتهم أو العكس... الامر الذي يدعو الى إشعال فتيل نزاعات عائلية بين ذوي هؤلاء الأفراد». إضافة إلى أن بعض المواطنين طلب إلى وزارة الداخلية عدم إظهار صور نسائهم عندما تصورهن الكاميرات في حال تجاوزهن السرعة»، وكذلك قيام بعض الشباب المستهتر «بحركات لا أخلاقية بعد تغطية وجوههم ولوحات سياراتهم».لأجل هذا كله بحثت الوزارة عن حل مناسب لتجنّب تلك المشكلات وتغيير وضعية الكاميرات تماماً وجعلها بهذه الكيفية، لكن فاتها أن هذه الكاميرات تنطوي على أبعاد أمنية، كتسجيل وجوه بعض المخالفين والمطلوبين. وبالنسبة لظهور وجوه النساء، تبدو ملاحظة مُغالية، لأن صور الكويتيات موجودة في كل الوثائق المدنية، ولن يضير إظهار وجه امرأة في كاميرا وهي تتجاوز الاشارة الحمراء أو حدود السرعة، ولا يمكن التساهل بالجانب الامني تنفيذاً لمطالب «متطرفة» لبعض الاصوليين، حتى لا نصل الى وقت ربما نوصي الشركات الاجنبية المصنّعة للكاميرات، بإظهار صور «منقبة»... شد بلاده!