إسرائيل تبرر مجازرها في غزة عبر مطابع الوطن : ماذا لو كانت حماس جارتك؟ إعلان مؤسف نشرته هيرالد تريبيون الاثنين الماضي الصانع: استهتار بالشهداء وسنوجه أسئلة إلى وزير الإعلام لمعرفة الخلفيات عبد الصمد: فليطبق وزير الإعلام قانون تجريم الاتصال بالعدو الصهيوني

نشر في 15-01-2009 | 00:00
آخر تحديث 15-01-2009 | 00:00
No Image Caption
في حين وقفت الكويت حكومةً وبرلماناً منددة بالمجازر الإسرائيلية التي ترتكب يومياً في قطاع غزة، وفي وقت عبرت التظاهرات والاعتصامات الشعبية التي قادتها القوى السياسية المتعددة المشارب ومؤسسات المجتمع المدني عن دعمها الكامل للشعب الفلسطيني، بالتوازي مع جسر قوافل الإغاثة الكويتية المتواصل الى مطار «العريش» في مصر لإيصال المساعدات الإنسانية والطبية لمنكوبي الاعتداءات الإسرائيلية، وبينما تذرف جريدة «الوطن» الكويتية حبر الدموع «حزناً» على شهداء غزة، نشرت النسخة الدولية من جريدة «الهيرالد تريبيون» التي تطبع في مطابع «الوطن» في الكويت وتوزع مع «الوطن الإنجليزية» في الكويت أيضا الاثنين الماضي، إعلاناً مدفوع الثمن بعنوان «ماذا لو كانت حماس جارتك؟» يبرر المجازر الإسرائيلية. وهو سلوك إعلامي وسياسي وضيع وخطير يتطلب من وزارة الاعلام والمراجع المسؤولة اتخاذ اقصى الاجراءات التي تتيحها القوانين وصولا الى سحب امتياز الجريدة وتحميل كامل التبعات لرئيس التحرير.

الإعلان «المؤسف» الذي تقف خلفه رابطة تعمل على الدفاع عن أمن اسرائيل ووقف أي تشويه لسمعة اليهود ADL، دافع عن الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، وتضمن رسماً لخريطة لندن مقارنة بقطاع غزة، مع تصوير أن غزة بجانب المدينة وتصوير الى أي مدى تصل صواريخ حماس، وكتب على الخريطة «مدى صواريخ حماس موجهاً الى مدينة لندن».

وورد في الإعلان أنه «في عام 2005 انسحبت اسرائيل من غزة، لكن بدلاً من الالتفات لتنمية أرضهم الجديدة، أطلقت منظمة حماس الإرهابية آلاف الصواريخ على جنوب اسرائيل، مرغمة الاسرائيليين على الهروب بشكل يومي الى ملاجئ تقيهم من القنابل». وأضاف الإعلان: «الآن تقوم حماس بتحديث ترسانتها لتطال قلب اسرائيل وتروع الملايين»، متسائلاً في نهايته: «تخيل لو كانت حماس تستهدفك أيضا أنت وعائلتك، لا يوجد دولة تسمح بخطر مماثل على حدودها، ولن تسمح اسرائيل بذلك، لهذه الأسباب ترد إسرائيل على الهجوم».

نيابياً، رأى النائب د. ناصر الصانع، في تصريح لـ«الجريدة» انه «لأمر مستهجن لصحيفة تطبع في الكويت أن تنشر مثل هذا الإعلان وبالذات في هذه الظروف»، واصفاً النشر بـ«الاستهتار بالشهداء وإساءة لنا كشعب من قيادته الى مواطنيه»، لافتاً الى تطابق المواقف الحكومية والبرلمانية في جلسة أمس والتي خصص جزء منها لمناقشة الأوضاع في غزة، وموقف سمو أمير البلاد الواضح في الدعم اللامحدود لأبناء غزة والإدانة لهذا الغزو البربري الإسرائيلي.

وكشف الصانع أنه سيوجه أسئلة برلمانية الى وزير الإعلام لمعرفة خلفية هذا الإعلان للوقوف على كامل الحقائق، مؤكدا أنه لن يسمح لأحد بالتلاعب بمشاعر الشعب الكويتي بهذه الطريقة «الفجة» التي أتت على شكل إعلان منشور ومدفوع الثمن، لافتاً الى أن نشر الإعلان يتعارض مع أحكام القانون 21 لسنة 1964.

وإذ أعلن النائب عدنان عبدالصمد في تصريح لـ «الجريدة» أمس أنه بصدد تقديم أسئلة الى وزير الإعلام الشيخ صباح الخالد حول الإعلان المذكور، أشار الى أنه علم بأمره بعد جلسة مجلس الأمة أمس «وإلا لأثير الموضوع في الجلسة»، مبدياً استغرابه من أن ينشر هذا الإعلان في صحيفة تطبع في الكويت، خصوصاً في ظل ما يعانيه أخواننا الفلسطينيون في غزة. وأكد عبدالصمد أن من ضمن القوانين التي يبحثها المجلس الآن قانون تجريم كل من يؤيد الكيان الصهيوني ومن يحاول بأي وسيلة من الوسائل تثبيط الهمم للصامدين في غزة عبر الوسائل الإعلامية، مشيراً الى أن المجلس وافق أمس على توصية للحكومة تقضي بمحاسبة كل من يقوم بذلك.

وقال عبدالصمد أنه من المفترض بوزير الإعلام أن يتابع الموضوع ويطبق القانون، لا سيما في ظل وجود قانون تجريم الاتصال بالكيان الصهيوني، علاوة على أن البلاد أساساً في حالة حرب مع الكيان الصهيوني «ونحن نستغرب أن تقوم صحيفة كويتية بنشر هذا الإعلان». وأضاف: «إذا كان الأمر يستلزم إحالة للقضاء فيفترض بوزير الإعلام اتخاذ كافة الإجراءات القانونية بحق الصحيفة وأن يعجّل باتخاذ هذه الإجراءات خصوصاً في ظل الأوضاع الراهنة».

back to top