آمال مأمون فندي... لهونتنا

نشر في 27-03-2009
آخر تحديث 27-03-2009 | 00:00
 محمد الوشيحي مأمون فندي واحد من المنافسين الأشداء للكويتيين في حبهم لبلدهم، لا شك في هذا ولا عك، لكن بعض أصدقائه الكوايتة - كما يبدو لي - ممن يتبعون المواكب ويرجمون الكواكب ويصفقون للحكومة، أو هم من أعداء البرلمان والدستور وحق الشعب في المشاركة في الحكم، لذا فقد أقرضه أصدقاؤه أولئك عيونهم ليرى بها، وأقلامهم ليكتب بها، فكتب مقالة في جريدة «الشرق الأوسط» بعنوان «الحل... مش في الحل» نشرت يوم الاثنين الفارط (بالاذن من التوانسة)، وكانت مقالة كارثية بكل ما تحمله الكلمة من زلازل وبراكين، تستحق اللطم الحيّاني و«اللهونة»، يا لهوي يا لهوي يا مأمون، حتى أنت صدّقتهم! وأتمنى على من فاتته المقالة أن يبحث عنها ويقرأها، فمثل مأمون يستحق من يزن كلماته ويتفقدها ويحسب حروفها و«يُلَهْون» عليها بمزاجه.

أهم أو أنكى ما جاء في مقالة حبيبنا الذي لا أعرفه شخصيا، مأمون فندي، هو مطالبته «بإنشاء مجلس ثانٍ يعمل إلى جانب البرلمان المنتخب، وليكن اسمه «المجلس الأعلى»، بحيث يتم تعيين أعضائه من التجار والمثقفين وشيوخ القبائل»!

«تفنيد» نقاط فندي بالتفصيل يحتاج إلى مسيرة يومين وليلة للبعير الأشعل، لذا سأفند الجزئية هذه فقط. وبعيدا عن اساءة النية في اختيار الاسم (المجلس الأعلى) الذي يوحي بأن البرلمان الذي يختاره الشعب هو «الأوطى»، دعونا نلتفت إلى الأعضاء «العالين» من «التجار والمثقفين وشيوخ القبائل».

قل إننا بلعنا كلمة «المثقفين» بالماء المقطر، فكيف سنبلع اختيار التجار وشيوخ القبائل؟ يعني بالعربي، حبيبنا فندي، يريدنا أن نختار «الاعضاء العالين» بناء على بيانات البطاقة المدنية: «أنت ورثت الملايين أو مشيخة القبيلة من والدك رحمه الله؟ إذاً حياك وبياك للمجلس الأعلى، أما إذا ورثت الصلع والسكر فلا مكان لك عندنا، غور رشح نفسك للمجلس الأوطى هنااااك». ألم أقل لكم اقرأوا مقالته حتى تشاركوني اللهونة؟

مأمون، كيف أبين لك أن الحكومة وحدها التي تتحمل مسؤولية الفشل المريع، كما يعرف الكويتيون كلهم؟ طيب يا زميل، خذ ورقة وقلم «ما عليك أمر» وسجل عندك: آخر قرار تم اتخاذه لبناء مستشفى حكومي يخدم البسطاء كان عام 76، فهل تعتقد أن البرلمان هو الذي يعارض بناء المستشفيات؟، وليتك سألت عن «مستشفى جابر» الذي وضعوا حجر أساسه منذ سنوات ومازال الحجر يبحث عن حجر شقيق يؤنسه في وحدته، و«جسر الصبية» الذي أقروه عام 1982 واكتفوا بإقراره، ووو...

وكما نسمع عن تغريبة بني هلال، نسمع عن أسطورة ارتفاع أسعار النفط ونغنيها على الربابة، أي والله يا مأمون. فالحكومة تقدمت بمشاريع ليس منها واحد يلامس آهات البسطاء، كلها مشاريع «اخطف واجري» وانتظرني في السرداب. يا رجل صدقني وصلنا إلى مرحلة أن الحكومة عندما تمر بجانب أحدنا يضع يده على جيبه ويتفقد موبايله وساعة يده. حكومتنا يا صاحبي «منيشنة على فلوسنا»، انظر إليها وهي تغطّي وجهها بدلاغ (أو شراب كما تسمونه في مصر) وتتسلق المواسير نص الليل.

معلش يا زميل، مقالتك مرت جنب الخشبة، فرصة وضاعت، تماما كما كان ارتفاع أسعار النفط بالنسبة لنا... فرصة وضاعت.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top