سموالرئيس: اصعد أو ترجل

نشر في 13-03-2009
آخر تحديث 13-03-2009 | 00:00
 فالح ماجد المطيري سمو الرئيس: أنت رجل لا تنقصه الثقافة، بل لا أبالغ إن قلت إنك من أكثر الشيوخ ثقافة إن لم تكن أكثرهم، ولا ينقص سموكم الحنكة السياسية، وقد وضعك خصومك أمام خيارين، فإما أن تصعد منصة الاستجواب وترد على مستجوبيك وتقنع أبناء شعبك بسلامة إجراءاتك ومواقفك، وإما أن تترجل من سدة الرئاسة.

خمس حكومات في ثلاث سنوات، وثلاثة استجوابات سابقة لرئيس الحكومة وثلاثة أخرى قُدِّمت الآن، ومثلها أو أكثر يلوح في الأفق، أما الاستجوابات التي قدمت للوزراء أو المنوي تقديمها فهي من نوافل العمل في ميزان حسنات السادة الأعضاء، وأربعة مشاريع قدمت وتم التراجع عنها، وخامس مرشح لأن يتم التراجع عنه.

ما سبق ذكره هو أرقام في سجل سمو رئيس الوزراء وحكوماته التي شكّلها، وهي بلا شك أرقام يستحق سموه أن يدخل بها موسوعة غينس للأرقام القياسية، وهي كذلك أرقام تعكس بشكل جلي حجم العجز الذي تعانيه الحكومة في القدرة على الدفاع عن مشاريعها، وعجزها كذلك في التعامل مع البرلمان، حيث عجز سمو الرئيس منذ توليه رئاسة الحكومات الخمس عن إيجاد كتلة برلمانية يتكئ عليها لتمرير ما تريده الحكومة، بعكس من سبقه من رؤساء حكومات، هذا إذا استثنينا عددا من النواب لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة يقفون مع الحكومة وفق مصالح وقتية، (مع استثناء النائب ناصر الدويلة الذي سيعلن عودته إلى صفوف النواب في حفل اعتزال شقيقه بدر العمل الوزاري).

ويضاف إلى ما سبق رفض سمو الرئيس من حيث المبدأ صعود منصة الاستجواب، وإبداء استعداده المطلق للتراجع عن أي مشروع أو قضية إذا لوح أحد النواب باستجوابه، والشواهد على ذلك كثيرة، بدءاً من إلغاء مشاريع الـbot مروراً بالتجنيس، ومصاريف ديوانه، وشركة أمانة، والمصفاة الرابعة، والـ«داو كيميكال»، ومشروع الإنقاذ الاقتصادي، وإعادة توزير الحميضي، وقد أكون نسيت بعضها من كثرتها.

هذا السلوك فتح شهية النواب وشجعهم لرفع سقف المساءلة السياسية باستجواب رئيس الوزراء، حتى لو كانت القضية هدم مسجد (شينكو) مخالف، كما هدد أخيرا النائب محمد هايف. فلو أن سموه صعد المنصة في أي من الاستجوابات السابقة، التي كان يملك وقتها أغلبية نيابية متعاطفة معه لوأد طمع النواب في مهده، ولكن لو تفتح الباب لعمل الشيطان، وأنا الآن أرى الكثير من الأبواب فتحت، لدرجة أن الشيطان تتملكه الحيرة إلى أيها يدخل.

سمو الرئيس: أنت في وسط لعبة سياسية لا ترحم، والطرف المقابل لك استخدم الأدوات المتاحة له لتحقيق أقصى المكاسب من هذه اللعبة، فماذا أنت فاعل؟

سمو الرئيس: أنت رجل لا تنقصه الثقافة، بل لا أبالغ إن قلت إنك من أكثر الشيوخ ثقافة إن لم تكن أكثرهم، ولا ينقص سموكم الحنكة السياسية، وقد وضعك خصومك أمام خيارين، فإما أن تصعد منصة الاستجواب وترد على مستجوبيك وتقنع أبناء شعبك بسلامة إجراءاتك ومواقفك، وإما أن تترجل من سدة الرئاسة وترحم نفسك من هذا العناء، وترحمنا من هذه المماحكات التي عطّلت البلد وأرهقتنا.

back to top