صوت الحب والأنس والطرب (25) أميرة الأحزان أسمهان... الزواج الملعون

نشر في 29-09-2008 | 00:00
آخر تحديث 29-09-2008 | 00:00

غادر التابعي القدس متجهًا إلى القاهرة، وإمعانا في البعاد سافر إلى أوروبا في محاولة لنسيان أسمهان التي استطاعت بأساليبها الخاصة، أن تقنع زوجها الأمير حسن بالحضور معها إلى مصر، خصوصًا بعد عودة والدتها عالية المنذر، فنشرت الصحف خبر حضور «سعادة الأمير حسن الأطرش ومعه زوجته الأميرة آمال الأطرش الشهيرة بأسمهان».

عادت أسمهان إلى مصر بصحبة زوجها... عادت وفي يدها «جواز سفر دبلوماسي» أعطتها إياه سلطة الانتداب الفرنسي في سورية بصفتها زوجة لزعيم درزي كبير، عادت بصفتها زوجة لرجل له جاهه ونفوذه ومقامه الرسمي في قطر عربي شقيق، غير أن الزيارة لم تكن مجرد زيارة عابرة، فقد كانت أسمهان تخطط لأمر ما، وبعد أن طابت لها الإقامة في مصر، كانت انطوت على أمرٍ... وهو ألا تعود مع زوجها إلى جبل الدروز!

كانت المفاجأة التي لم يتوقعها، طلبت منه أن يطلقها، فرفض ولم يكن أمامها إلا أن تفعل ما كانت تفعله في كل مرة تريد فيها الطلاق، وهو محاولة الانتحار. تناولت عددا كبيرا من أقراص الأسبرين، فلم يجد الأمير بدًّا من أن يلبي طلبها ويطلقها!

تركها في القاهرة وعاد وحده إلى جبل الدروز.

لم تفطن أسمهان أن زوجها كان «حصانة» لها عند سلطات الأمن العام وإدارة الجوازات!

ما أن طلقها حتى سقطت عنها تلك «الحصانة» التي كان يعطيها لها «جواز السفر الدبلوماسي» باعتبارها زوجة الأمير، والزعيم الدرزي الكبير!

كانت الصدمة الكبرى لها يوم صدر الأمر من إدارة الجوازات بخروجها من مصر، حاولت أسمهان بالطرق كافة، أن تبقى في مصر التي تحبها.

اتصلت بنابير نائب مدير قسم الدعاية والنشر في السفارة البريطانية، وشرحت له الموقف، طالبة منه أن يساعدها وأن تتدخل السفارة البريطانية كي تبقى.

وعدها نابير ببحث الأمر مع المسؤولين في السفارة، واتصل بالجنرال تايدر قائد الطيران البريطاني والمكلف بإدارة معارك منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والذي يشغل في الوقت نفسه رئاسة جهاز المخابرات الحربية البريطانية في المنطقة ويتخذ من فندق «الكونتننتال» في القاهرة مقرا لإقامته.

لكن الجنرال تايدر طلب من أسمهان، بعد لقائه بها، أن تنفذ القرار وتغادر مصر. قال لها إن ذلك من مصلحتها ومصلحة الحلفاء!

لكن أسمهان استمرت في محاولتها التي باءت كلها بالفشل، ولم تجد بدا من مغادرة مصر، خصوصا أن صديقها الوحيد التابعي، والذي كان يمكن أن يفعل شيئا ويساعدها، ليس في البلاد... فاضطرت إلى المغادرة.

زواجها من أحمد سالم

عندما كانت أسمهان تمثل لقطات فيلم «انتصار الشباب» مع شقيقها الموسيقار فريد الأطرش في استوديو مصر وكان يديره في بعض الأوقات الممثل الطيار أحمد سالم الملقب بـ «دون جوان» عصره، كانت أسمهان كأنثى تراقبه عن كثب أثناء عملها وتحصي عليه مغامراته، غير أنها لم تره منذ ذلك الحين حتى جمعت بينهما الصدفة في فلسطين، وفي فندق الملك داوود حيث كان برفقة الفنانة تحية كاريوكا التي كان يطلق عليها لقب «أميرة الرقص الشرقي» فكان اللقاء حاراً بين الثلاثة. أقامت أسمهان كعادتها حفلة استقبال على شرفهما، غير أن كاريوكا التي كانت تربطها آنذاك علاقة حب شديدة بسالم، لم تلبث أن غادرت القدس إلى بيروت ومنها إلى حلب لإحياء الحفلات التي كانت تعاقدت عليها، وهكذا تم اللقاء بين سالم وأسمهان منفردين، وكانت النفوس مهيأة مسبقًا وقالت العيون ما في القلوب... ومن دون أن يشعر الاثنان حضر المأذون الشرعي إلى القاعة رقم 312 في فندق «الملك داوود» ليعقد زواجهما، على سنة الله ورسوله، وما إن بدأ شهر العسل حتى عادت كاريوكا لتجد سالم حبيبها أصبح زوجاً شرعياً لأسمهان، فصُعقت من الصدمة، ولم تجد ما تفعله سوى أنها صعدت إلى غرفته ثائرة، وتناولت مقصًّا حولت به ملابسه الأنيقة إلى مجموعة من قطع القماش الصغيرة، وغادرت الفندق عائدة إلى مصر. أما العروسان فقد أمضيا ما يزيد على الأسبوعين في القدس إلى أن وصلت برقية إلى أسمهان تقول: «احضري حالا وستجدين مندوبًا من شركة مصر للتمثيل والسينما بانتظارك في مطار «الماظة» للتوقيع على عقد فيلم سينمائي جديد أمام يوسف بك وهبي.

لم يكن دخول أسمهان مصر آنذاك بالسهولة، بسبب طلب الملكة نازلي ذلك، فاقترح سالم أن يعود أولا إلى مصر يمهد الطريق لعودتها، على أن يرسل لها بالحضور فور حصوله على تأشيرة الدخول لها.

فور وصوله الى القاهرة، خرج سالم من المطار إلى «استوديو مصر» والتقى بحسني نجيب مدير الاستوديو وشرح له الموقف، فتوجه الاثنان فورا لمقابلة محمود غزالي مدير الأمن العام لمعرفة إلى أين انتهى طلب التأشيرة. غير أن غزالي صدمه عندما طلب منه أن يطلقها للسماح لها بدخول مصر، كي لا تُمنح الجنسية، ولم يجد سالم طريقا سوى ذلك، فطلقها موقتا مرغما، وهي اللحظة نفسها التي حصلت فيها على تأشيرة دخولها مصر.

غرام وانتقام

كانت عودة أسمهان إلى مصر مؤثرة جدا، وكان اللقاء عاطفيا وحارا، سالت فيها دموعها وكانت فرحتها لا تقدر وهي تعانق والدتها ومن ثم أخاها فريد الأطرش، الذي قطع عمله وحضر إلى المنزل مسرعًا عندما علم بحضورها. حضر فؤاد واكتمل عقد العائلة، لكن المفاجأة كانت بحضور سالم وراءها وإعلانه الزواج منها، وهو ما أثار غضب فؤاد الذي خرج من المنزل متوعدا أسمهان لأنها لا تكف عن تصرفاتها، أما فريد الذي يقدرها ويحبها فبارك لهما الزواج مع عتاب رقيق.

في اليوم التالي زارهما في الفندق غزالي الذي أكد أنه جاء ليهنئ أسمهان بسلامة الوصول، اذ إنه علم بوصولها إلى الفندق لأنه هو أيضا يقيم فيه، وبعد السلام جلس غزالي صامتا، وأحس سالم أن الأخير لم يجئ لمجرد التهنئة وأن زيارته لم تكن مفاجأة بل كان لها غرض آخر، فانتحل عذرا واستأذن في الخروج لمدة عشر دقائق.

عاد بعدها فوجد غزالي انصرف... وأسمهان تغيرت حالها!

قالت لسالم: هل تعرف لماذا جاء مدير الأمن العام؟

- أظن أن ما قاله لك لا يختلف عما كنت أقول لك ونحن في السيارة في القنطرة.

* قال لي إنني ما دخلت مصر إلا بضمانته الخاصة! وأنه لم يعطني الضمانة الشخصية إلا على أساس أن الطلاق فرّق بيننا إلى الأبد، وقال في النهاية إنه لا يستطيع أن يضمن ما سوف يحدث إذا لم أبعدك عن طريقي...

فبدأت مشاكل وجود أسمهان في مصر! في شقته في الزمالك بدأ سالم حياته مع أسمهان، فعاشا في حلم جميل قصير!

بدأت أسمهان بالعمل في الفيلم الذي تعاقدت عليه مع «استوديو مصر» «غرام وانتقام» الذي تتقاسم بطولته مع يوسف وهبي.

راحت تنشغل بالتصوير وتسجيل أغنيات الفيلم، فكان الشاعر أحمد رامي يكتبها في شقة الزمالك، وكان سالم وأسمهان يهيئان له مصادر الإلهام كي يبدع... وكان رياض السنباطي وفريد يتلقفان كلمات رامي ويصيغان ألحانهما الرائعة... الى درجة أن فريد استمع إلى كلمات أغنية «ليالي الأنس في فيينا» عبر الهاتف، ولحنها في نصف ساعة، وأسمعها لأسمهان عبر الهاتف أيضا!

لم يطل بقاء أسمهان وسالم في شقة الزمالك، حيث انتقلا إلى فيلا كبيرة بالهرم، فقد أقنعها نحاس صاحب شركة «نحاس فيلم» بمعاونة يوسف وهبي - شريكه - أن تتعاقد معه على العمل في فيلم نظير 29 ألف جنيه... وهو رقم فلكي في عالم السينما في ذلك الوقت، وقال لها النحاس إنه سوف يعطيها فيلا جميلة ثمنها 3 آلاف جنية كعربون للعقد، ولم يمر عليهما في الفيلا يوم حتى رن الهاتف، وكان المتكلم الشيخ عباس المحامي الشرعي، قائلا: مبروك، المحكمة الشرعية حكمت بإلغاء الطلاق وقيام الزوجية.

مشاكل وشكوك

في الوقت نفسه بدأت تتزايد مشاكل وجودها في مصر ومتاعبها مع الأمن العام، حتى بدأت أسمهان تضيق بحياتها الزوجية وبقيود الزواج وبغيرة سالم وبسؤاله أين كانت؟ وأين أمضت سهراتها؟ ومع من؟ ومن الذي كان يحدثها عبر الهاتف؟ ولماذا قطعت حديثها الهاتفي عندما دخل؟

عرف الشك طريقه إلى قلبه، لكنه لم يصارحها بشكوكه. بل مضى يراقبها ويتبعها من دون أن تعلم!

في أحد الأيام توجهت أسمهان وبجرأة كبيرة إلى سكن الراقصة تحية كاريوكا وطلبت مقابلتها، وقد تعجبت الاخيرة ودهشت من تلك الزيارة المفاجئة وأحبت أن تعرف ما وراءها وكانت تحية طيبة القلب متسامحة، لذلك استقبلت أسمهان ورحبت بها وقامت بضيافتها على أحسن وجه، فقالت لها أسمهان: عاوزة منك خدمة.

- بكل سرور إذا كان في إمكاني.

* عاوزة تطلبي أحمد سالم اليوم بالهاتف الساعة الثالثة بعد الظهر. وسوف أرد أنا على التليفون وأنت تطلبين مني أن تكلمي زوجي، وشرحت لها ما تريد القيام به فوافقت تحية الماكرة هي الأخرى، لأنها ستسخر من الرجل الذي تخلى عنها من أجل امرأة ثانية.

في الموعد المحدد اتصلت تحية بمنزل سالم في شارع الأهرام، فتناولت أسمهان السماعة وكان زوجها موجودا فسمعها تقول: أيوه موجود؟ مين عايزه؟ وعايزاه ليه؟ طيب، حاضر، ماتزعليش، أهو جاي يكلمك.

ثم التفتت إلى سالم وقالت بابتسامة ذات معنى: اتفضل تحية كاريوكا عايزة تكلمك ياسي أحمد.

كانت مفاجأة لأحمد، فتناول السماعة وبقيت أسمهان إلى جانبه تتنصت إلى الحديث، ولم يكد يقول: ألو، حتى انطلقت تحية بصوت مرتفع مجلجل تعاتبه وتوبخه معلنة أنها لم تطلب مقابلته، إنما تتصل به بعد إلحاحه عليها في الرجاء لأنه لم يحضر في الموعد المحدد بينهما، وختمت مكالمتها المسمومة بقولها: عيب. دي مش أخلاق، ومش آداب ناس تحترم نفسها.

ذلك كله وأحمد سالم فاغر الفاه وقد أخذته المفاجأة، ولم يعرف ماذا يقول ولم تترك له أسمهان وقتا ليفيق من دهشته، بل أخذت بخناقه تهزه بعنف وتقول له: يا أنا... يا أنت في البيت، مش حعيش معاك بعد الذي سمعته... طلقني.

عودة إلى حسنين

أصبح الجو عاصفا وأحس أحمد سالم أنه مقهور فأسرع إلى الحمام وتناول زجاجة زرنيخ وأفرغ ما في الزجاجة في جوفه بهدف الانتحار، وأغلق على نفسه الحمام، فعلا الصراخ والعويل من أسمهان التي اتصلت بالأصدقاء والصديقات، فنُقل إلى المستشفى وغسلت معدته ثم أعيد برعاية الأصدقاء إلى المنزل وتم الصلح بين الزوجين وخرجت أسمهان من المعركة «كشهيدة» يخونها زوجها ويغازل امرأة أخرى ومع ذلك تصفح عنه وترضى بالحياة معه، واعتقدت أسمهان أنه أصبح من حقها بعد ذلك أن تخرج على مزاجها من دون محاسبة من زوجها، لكنه لم يكن الزوج الذي يخشى من زوجته أمام أي ظروف. فقد مضى يدقق في الحساب عن كل صغيرة وكبيرة، بل بدأ يحاسبها عن كل ساعة لا تمضيها معه حتى أصبح يشك في كل خطوة، وأمضى يراقبها ويتبعها من مكان إلى آخر، حتى رآها يوما تخرج من منزل أحمد حسنين باشا في ميدان عبد المنعم في الدقي.

لم يتردد وذهب إلى أقرب هاتف في الشارع وطلب حسنين باشا في منزله، وما إن الأخير حتى قال له: لا أعرف كيف أبدأ حديثي فأنا أحترمك وأقدرك، لكن في الوقت نفسه أنا كزوج أغار على زوجتي ولي حقوق عليها، ومن حقي أن أسأل رفعتك ماذا كانت تفعل زوجتي عندك؟ ولماذا تزورك من غير علمي وإذن مني؟

قال حسنين باشا في صوت هاديء: عيب يا أحمد! أنت زي ابني... وزوجتك زي بنتي، وأنا كنت فاكر إنها قالت لك وإنك عارف بزيارتها لي، أنا مثل ملايين المعجبين بصوت أسمهان.

زارتني كي تستأنس برأيي في أغنيات فيلمها الجديد «غرام وانتقام».

تظاهر أحمد سالم بأنه صدق حسنين باشا واقتنع بما يقول، لكنه لم يصدق حرفًا مما قاله!

عاد إلى البيت ليسأل أسمهان لماذا زارت حسنين باشا؟ ولماذا لم تستأذنه في تلك الزيارة؟

أجابت أسمهان بأن حسنين صديق قديم وأنها عرفته قبل أن تعرفه هو، وليس في نيتها أن تقاطع أصدقاءها القدامى من أجله، كذلك ليس من عادتها أو طبعها أن تستأذن أحدا في زيارتها، وأنها حرة في تصرفاتها... ثم قالت: إذا لم يعجبك ذلك، فأنت حر! طلقني... وأرح بالك وبالي!!

نهاية مفجعة

بدأ أحمد سالم يسرف في شرابه يحاول أن يخدر أعصابه الثائرة، وهكذا مضت الحياة بينهما في عراك، وذات ليلة أرادت أسمهان الخروج فتصدى لها بالرفض... وكانت صديقتها ماري قلادة معها فرأت في عينيه شرا مستطيرا وهو يرفض، لكن أسمهان استسلمت لطبعها الدرزي فأبت أن تحس بالهزيمة. مضت ترتدي ملابسها وكأنها لم تسمع حرفا واحدا مما قاله... دخل أحمد سالم إلى حجرته وغاب دقيقة ثم اندفع خارجا منها والتصميم في عينيه وصاح بأسمهان وهو يصوب إلى صدرها مسدسه: اسمعي، لن تخرجي من هنا إلا جثة هامدة!

فقالت أسمهان باستخفاف: الخروج جثة هامدة خير من البقاء!

لما مضت في ارتداء ملابسها أحست ماري قلادة بالخطر الذي يحوم حول المجنون والعنيدة... فتظاهرت بأنها تدخل وراء أسمهان إلى حجرتها وانسلت من بينهما إلى خارج الفيللا وهرولت مسرعة إلى بوليس الجيزة تستغيث قبل أن تقع جريمة قتل!

بينما راحت أسمهان تتزين أمام المرآة وكأن شيئا لم يحدث، قطع أحمد سالم حبل الهاتف، ثم أمسك بذراع أسمهان بقوة ولواها بعنف وألقى بها على الفراش وهي تصرخ، وأخذ يلف الحبل حول جسمها ويكبل به يديها، فراحت تقاومه بكل ما لديها من قوة إلى أن تخاذلت في النهاية وتركته يكمل وثاقها وهي تنهال عليه بالشتائم!

سمع أحمد سالم طرقا على الباب فنظر من النافذة ووجد جنودا وضباطا فقال لهم دون اهتمام:

* الزموا أماكنكم لأن أي تدخل منكم سينتهي بقتل أسمهان!

استدار إلى أسمهان وقال لها:

* صديقتك ماري قلادة استدعت البوليس لنجدتك... ولو كانت هنا لأوثقتها معك وقتلتكما معا.

كان جادا في ما يقول، لهذا رأت أسمهان الموت يطل من فوهة مسدسه فارتاعت ومضت حوالي نصف ساعة وهي في وثاقها وهو يصوب مسدسه نحوها وينتظر منها أن تقول إنها عدلت عن الخروج، لكنها تأبى ذلك. ثم سمع طرقًا على الباب فقام إلى النافذة ليرى من الطارق فوجد الأميرالاي محمد إبراهيم رئيس القسم المخصوص في وزارة الداخلية، فقال له:

* يا حضرة الأميرالاي... هذا خلاف بيني وبين زوجتي...هي تريد الخروج... وأنا لا أريدها أن تخرج... فلا داعي لوجودكم هنا.

ورد الضابط:

ـ نحن كالأصدقاء الذين يتدخلون للتوفيق بينكما في موقف قد ينتهي بكارثة تورثكما الندم طوال العمر... دعني أدخل وسترى أنني صادق فيما أقول... إنني لا أحمل سلاحا..

فتح أحمد سالم الباب والمسدس في يده ودخل الضابط إمام، فغضب أحمد حين رأى بعضًا من رجال البوليس يدخلون من وراء إمام. في الغرفة التي فيها أسمهان دارت مشاحنة حادة وتراشق بالألفاظ بين أحمد سالم وأسمهان، على مرأى من الضابط إمام ومسمعه!

كانت أسمهان ترمي أحمد سالم بابتزاز مالها وكان هو يرميها بالنشوز والانفلات، كانت في فراشها مربوطة بحبل الهاتف وكان هو يقف إلى جانبها والمسدس في يده.

كان خوف الضابط إمام أن يتطور الموقف إلى ما لا تحمد عقباه بعد كل ما سمعه من عناد أسمهان وتصلّب أحمد سالم، وأغاظ الأخير أن يتجمد الموقف عند هذا الحد وأراد أن يفعل شيئا، فدفع يده تحت الملاءة التي تغطت بها أسمهان ودس المسدس إلى جانبها لكي يطلق النار منه فصرخت، فقفز الضابط من مجلسه وألقى بنفسه على يد أحمد سالم المغطاة بالملاءة ليشلها عن الحركة وأطبق بيده على المسدس... فثار جنون أحمد سالم وأطلق الرصاص دون وعي في كل اتجاه... صرخ الضابط في أسمهان كي تبتعد وهي مقيدة. حاول أحمد سالم أن يصوب إليها المسدس قبل أن تندفع إلى الخارج، لكن الضابط استمات على المسدس وهو يمسكه بيده... فانحرفت الرصاصات المنطلقة وأصابت واحدة الضابط في صدره والثانية أصابت أحمد سالم. جاءت سيارة الإسعاف فحملت الاثنين إلى المستشفى.

وإلى الحلقة الأخيرة.

back to top