ليلة البيبي دول يثير الجدل في كان
عاش نجوم فيلم « ليلة البيبي دول» لحظات لا تنسى وهم يسيرون على السجادة الحمراء في مهرجان «كان» السينمائي في دورته الحادية والستين، وافتخروا لأن موهبتهم أوصلت مصر إلى هذا المكان المرموق على الخريطة السينمائية العالمية.
في العرض الخاص بالفيلم في قاعة سينما «ستار» في «كان»، أعرب مخرجه عادل أديب عن شعوره بالرضا لأنه حقق وصية والده في إنجاز هذا الفيلم، الذي كتبه على مدار أكثر من عشر سنوات ورصد من خلاله واقعنا العربي المؤلم بكل أحداثه وتناقضاته وكبواته وغزواته وهزائمه. سؤال«هل من الممكن أن تكون ليلة من المتعة تساوي 60 عاماً من الألم»؟ تصدرت هذه العبارة ملصق الفيلم، فهي الليلة التي أراد فيها حسان (البطل)، وهو مرشد سياحي، لقاء زوجته بعد غياب عام كامل في أميركا، إلا أن أحداث 11 أيلول (سبتمبر) وتغيير السياسات والإرهاب والتفاصيل الصغيرة التي بدأت ترسم واقعاً جديدا، حالت دون لقائه ذلك. من ناحيته، أعلن الإعلامي عماد الدين أديب، خلال تقديم الفيلم والنجوم على خشبة المسرح، أنه سعيد لأنه حقق ثلاثة إنجازات، «الأول هو وصية والدي والثاني هو عودة محمود عبد العزيز إلى أضواء السينما بعد غياب أكثر من سبعة أعوام منذ فيلمه «الساحر» مع المخرج رضوان الكاشف، أما الإنجاز الثالث فهو عودة عادل أديب إلى الإخراج بعدما توقف وأعلن اكتئابه من الواقع السينمائي الذي كاد أن يحبط أحلامه الفنية».في المناسبة، عبر النجم العالمي عمر الشريف، الذي سافر مع نجوم الفيلم، عن أسفه لعدم وجوده ضمن الباقة الكبيرة من النجوم المشاركين فيه، وأكد أنه حضر خصيصاً ليحيّي أصدقاءه ويقف إلى جانبهم. ضم الوفد المصري لفيلم «ليلة البيبي دول» محمود عبد العزيز، نور الشريف، ليلى علوي، سلاف فواخرجي، جمال سليمان، غادة عبد الرازق، روبي، محمود حميدة، الفنان الكبير جميل راتب والموسيقار ياسر عبد الرحمن. عرض مرتين، وتصدر ملصقه أغلفة المجلات الفنية والنشرات الخاصة بالمهرجان مثل Le film FRANCAIS وVARIETY وSCREEN. يذكر أن شركة أجنبية صممت الملصق الذي يعبر عن مضمون الفيلم من خلال تصوير دبابة تسير وسط حطام إحدى المدن وأطلالها، يتصدر فوهتها «بيبي دول» أبيض. أكد المخرج عادل أديب لـ{الجريدة» أن هذا الـ{أفيش» صمم خصيصاً للمهرجان ولن يكون نفسه عند عرض الفيام في القاهرة يوم 1 حزيران (يونيو) المقبل، وأضاف: «قررنا تضمين الإعلان عنه عبارة «للكبار فقط» كي نتجنب حذف بعض العبارات فيه، لا سيما مشهد تعذيب سجن «ابو غريب» الذي يعتبر من المشاهد المهمة». وحول سبب عدم مشاركته في المسابقة الرسمية للمهرجان أوضح: «طلبت مني إدارة المهرجان حذف مشهد سجن أبو غريب وعبارة تندد بأميركا وبسياستها في العالم العربي فرفضت، ما أدى إلى منع عرض الفيلم في المسابقة الرسمية، عندها قررنا أن نعرضه كاملاً في سوق المهرجان». بعد العرض أقامت شركة «غود نيوز» حفلة كبيرة على شاطئ فندق «الكارلتون»، حضرها أكثر من 300 مدعو، كرمت خلالها السيناريست الراحل عبد الحي أديب.كان الفنان محمود عبد العزيز «ابتسامة» الوفد طوال الرحلة بقفشاته وخفة ظله وتلقائيته، وكانت المطربة روبي، التي أدت أغنية في نهاية الفيلم، بصحبة شقيقتها كوكي التي تستعد لخوض تجربة التمثيل، فيما حرصت النجمة ليلى علوي على الحصول على بطاقة الصحافة كي تتمكن من متابعة أفلام المهرجان الذي تحضره بانتظام منذ أكثر من 15 عاماً . من الإشاعات الطريفة التي ترددت في المهرجان، شراء النجم محمود حميدة حذاء أسود جديداً وصل ثمنه إلى 1000 يورو كي يسير به على السجادة الحمراء، أما الفنانة غادة عبد الرازق فارتدت فستانا ربيعياً شديد الجاذبية والإثارة ومزداناً بالورود للسبب نفسه، بعدما احتارت طويلا في اختيار الفستان المناسب، وكانت سعادتها شديدة وهي تسير بعد إنجلينا جولي التي تشارك بصوتها في المهرجان من خلال فيلم الكارتون «كونع فوباندا». وصل عدد الأفلام المصرية المعروضة على هامش المهرجان وفي السوق الرسمي حوالي أربعة، بالإضافة إلى «ليلة البيبي دول» عرض فيلم «الغابة» الذي أخرجه أحمد عاطف، «الجزيرة « للمنتج هشام عبد الخالق الذي تصدر «أفيش» أكثر من مكان في «كان»، «عين شمس» للمخرج إبراهيم البطوط الذي أثار أزمة كبيرة لرفض علي أبو شادي، مدير الرقابة على المصنفات الفنية عرضه، بسبب عدم اطلاعه مسبقاً على السيناريو الذي ينتمي الى نوع السينما المستقلة. يذكر أن الفيلم حقق نسبة نجاح كبيرة عند عرضه في أكثر من مهرجان، حتى أن مهرجان «مراكش» السينمائي قرر صرف ميزانية خاصة له لتحويله من فيلم «ديجيتال» إلى نسخة 35 مللم.أضواء على «كان»يعتبر يوسف شاهين صاحب أكبر رصيد في عدد مشاركاته في «كان». بدأت رحلته عام 1952 بفيلم «ابن النيل» ثم «صراع في الوادي» عام 1954 وتلاه «الأرض» عام 1970 من ثم «العصفور» عام 1974 و«وداعا بونابرت» عام 1990، وشاركت كلها في المسابقة الرسمية، كذلك «إسكندرية كمان وكمان» و«القاهرة منورة بأهلها». وفي الثمانينات شارك المخرج الراحل عاطف الطيب بفيلم «الحب فوق هضبة الهرم» ومحمد خان بفيلم «عودة مواطن».