لبنان: جعجع يرحب بمصالحة مسيحية وفق أسس سياسية رئيس القوات: أعتذر باسمي وباسم محازبي عن كل إساءة خلال الحرب
بعد المبادرات التصالحية في الشمال والبقاع والجبل، والاستعداد لعقد مصالحة في بيروت، تتجه الأنظار إلى مبادرة مماثلة بين «القوات اللبنانية» وتيار «المردة»، بدأت الرابطة المارونية العمل جديا عليها بمباركة البطريرك الماروني نصرالله صفير.
توجهت الانظار في لبنان أمس الى الاحتفال الحاشد الذي أقامه حزب «القوات اللبنانية» في جونية (شمال بيروت)، لمناسبة الذكرى السنوية لمن سقط من «القوات» خلال الحرب الأهلية اللبنانية والسنوات التي تلتها.واعتبر رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات» سمير جعجع في كلمة له في أعقاب انتهاء القداس، أن «الشهادة ليست ما يوجع الشهيد وأهله ورفاقه، إنما الوجع في محاولات تشويهها سعيا الى ربح صغير».وقال: «عندما دقت ساعة السلام كنا أول من لبى النداء، ورغم كل ذلك هوجمنا لدورنا في إنهاء الحرب، فليسكت المراؤون الشتامون ولتنتصر الحقيقة. لم نكن مهيئين للدفاع عن البلاد بأفضل ما يكون، وعندما سقطت الدولة حاولنا إنقاذ ما يمكن إنقاذه وجل من لا يخطئ. أخطأنا في بعض الأوقات، كما قام أفراد منا بمخالفات لم نكن لنرتضيها لو كان بإمكاننا استدراكها».وتقدّم جعجع باعتذار «عميق وصادق وكامل» باسمه وباسم «أجيال المقاومين» عن «كل جرح او أذية أو ضرر غير مبرر تسببنا فيه خلال أدائنا لواجباتنا الوطنية خلال الحرب الماضية»، وقال: «أطلب من الله السماح وممن أسأنا إليهم السماح والمحبة».وقال رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات»، «نتوق إلى الوحدة المسيحية لأهميتها، لكن حول ماذا نتوحد؟، هل نتوحد حول الإقرار بمبدأ بقاء حزب الله مسلحا على حساب الدولة اللبنانية إلى حين تحرير فلسطين وحل مشكلة الشرق الأوسط؟ أم نتوحد حول المطالبة بالتحقيق مع قيادة الجيش: لماذا أرسلت الطوافة التي استشهد فيها النقيب سامر حنا إلى سجد؟ أم نتوحد حول اعتماد سورية كأم جديدة لنا؟».وسأل جعجع: «هل استبدل مسيحيو 8 آذار الشعار الوطني دائما على حق بشعار سورية وحزب الله دائما وأبدا على حق؟». وتوجه الى الناس بالقول: «مصير لبنان بين أيديكم من خلال الانتخابات النيابية المقبلة، فإما أن تتخلوا عن الاعتبارات الضيقة وتقترعوا على أسس وطنية، وإما تتسببون في مزيد من الفرقة المسيحية. إن لبنان الذي تريدون اليوم في خطر لكن خلاصه في أيديكم فلا تتأخروا».نزع الصور واللافتات وفي موازاة التوجه العام للقوى السياسية باتجاه عقد مصالحات تشمل مختلف المناطق اللبنانية، ينصب الاهتمام على سبل تنفيذ خطّة نزع الصور واللافتات من بيروت، مع أسئلة تدور حول ما اذا كانت ستبقى محصورة في بيروت الادارية أم ستمتد الى بيروت الكبرى.وأكد وزير الداخلية والبلديات زياد بارود في حديث تلفزيوني أمس أن قرار ازالة اللافتات والصور من الشوارع والأماكن العامة سيُنفّذ خلال أيام، لافتاً الى أن هذا القرار سيشمل كل الاراضي اللبنانية وليس بيروت فقط.الى ذلك، علم أن وفد الهيئة التنفيذية للرابطة المارونية برئاسة جوزف طربيه يحاول ترطيب الاجواء تمهيداً لحوار مصالحة بين الفرقاء المسيحيين، في انتظار عودة رئيس الجمهورية ميشال سليمان من رحلته الاميركية التي بدأها امس، وتنتهي مساء الجمعة المقبل.وذكرت صحيفة النهار اللبنانية أمس أن المحادثات، التي اجراها وفد الرابطة المارونية مع رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية في بنشعي أمس الاول، أكدت إصرار فرنجية على رعاية الرئيس سليمان للحوار المسيحي - المسيحي، لافتة الى عدم معارضته لرعاية البطريرك الماروني نصر الله صفير للحوار، شرط ان تكون المصالحة المسيحية شاملة.وفي سياق متصل، أكد البطريرك صفير، في عظة الأحد، أمس، مباركته للمساعي التي تقوم بها بعض الجهات اللبنانية، وفي مقدمها الرابطة المارونية التي تسعى الى «إحلال السلام بين الفئات المتناحرة ضمن الطائفة المارونية»، معتبراً انه «متى ساد السلام مختلف الفئات، توطد في لبنان كله».ورأى صفير أن «هناك يعملون ما بوسعهم، بحجة محاربة الفساد، على التشكيك بمصداقية بعض المراجع»، لافتاً إلى «انهم يطلقون الاتهامات جزافاً، وينشرون الأضاليل والأكاذيب عن سابق تصميم وتعمد»، مؤكداً ان «هذا افتراء لا أساس له من الصحة، لا بل هذا هو الفساد بعينه». جنبلاط الى ذلك، اعتبر رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط ان «السنوات السابقة كانت سنوات تحد وأجبنا عنها بالتحدي في ظل مرحلة أمنية صعبة جداً»، لكنه رأى ان «التحدي اليوم هو في العيش المشترك انطلاقاً من كل قرية من أجل عودة الأصالة الى لبنان بمناطقه كافة».وشدّد جنبلاط، خلال رعايته احتفالاً في مدرسة كمال جنبلاط في المختارة أمس، على أهمية تنشيط اللقاءات الاجتماعية والسياسية والأهلية للتأسيس بخطوات متقدمة في سبيل العيش المشترك بين الاطياف اللبنانية كافة، لاسيما للجيل الجديد الذي أبعدته الأحداث والتوترات عن هذا العيش.