المخرج السينمائي وائل إحسان: حلم العمر نقلة مهمّة في مشواري!

نشر في 08-08-2008 | 00:00
آخر تحديث 08-08-2008 | 00:00

دخل ذاكرة السينما من بوابة الإيرادات بعدما نجح فيلمه الأول «اللمبي» في رفع سقفها إلى القمة، وفي سابقة لم تشهدها السينما المصرية. نجح في تثبيت أقدامه على الساحة الفنية فيلمًا تلو الآخر.

برز كأحد أهم مخرجي السينما المصرية خلال السنوات الأخيرة، قدم مجموعة من الأفلام منها: «اللي بالي بالك»، «الباشا تلميذ»، «زكي شان»، «وش إجرام»، «مطب صناعي»، «عندليب الدقي»... وأخيراً «حلم العمر» مع حمادة هلال وهو تجربة جديدة كما يؤكد دومًا.

عن عالمه ومشواره الذي «لم يكن مفروشا بالورد» وأحدث أفلامه، كان اللقاء التالي مع المخرج وائل إحسان.

ماذا يمثل لك «حلم العمر»؟

الفيلم نقلة نوعية في تاريخي الفني، قدمت خلاله لوناً جديداً ومختلفاً، ليس من ناحية الموضوع فحسب، لكن عبر التقنية التي حرصت على استخدامها لتتوافق مع طبيعة الفيلم ورسالته.

ما هي رسالته؟

الرسائل والمضامين متعددة وكثيرة، تحمل كل لقطة رسالة، لأني أحب أن يقرأ الجمهور الأفكار التي يطرحها العمل والتي تشير إليه وإلى أعماقه، لا أحبذ الرسائل المباشرة، لذا لا أستطيع تلخيص رسالة الفيلم، فهو مليء بالأسئلة والرؤى والطروحات.

لماذا وقع اختيارك على المغني حمادة هلال؟

إنه مجتهد تمامًا على المستوى الفني، بالإضافة إلى أنني أعشق التنوع والإختلاف وتقديم المفاجآت في أعمالي، فهل يتخيل أحد، مثلاً، أن حمادة هلال يصلح أن يكون ملاكما، لكنني تحدّيت الجميع بمن فيهم هلال نفسه الذي تخوف من الدور، إلا أنه تجرأ وقرر خوض المغامرة، وهو الآن سعيد بالنتيجة وبالنجاح الذي حققه الفيلم.

أرغب دائما في تقديم كل جديد ومبتكر على الشاشة، وفي صنع إبداع في أشكال مغايرة لما رآه الناس سابقا، لذا اعتز بفيلمي الجديد الذي يمثل بالنسبة إلي نقلة نوعية، لأنه يعتمد على المفاجأة والإبهار في تقديم تلك الشخصية.

كيف بدأت علاقتك بالسينما؟

منذ الصغر، حلمت بأن أصنع أفلاما واقعية اجتماعية تعبّر عن نبض الشارع والمجتمع، وعندما دخلت كلية التجارة شاركت في الأنشطة الفنية وقدمت مسرحيات لاقت نجاحا، ثم بدأت التنقل بين قصور الثقافة في المحافظات ومراكز الشباب.

بعد رحلة طويلة مجهدة، بل وشاقّة للغاية، امتدت أكثر من عشر سنوات، تحديدا بعد التخرج في المعهد، جاء فيلمي الأول «اللمبي» فتملكني إحساس قوي بأنه «سيكسر الدنيا»، لأنني اقتربت من تلك الشخصية إلى حد بعيد، التقيتها في الواقع وتشابكت معها وعرفت خفاياها، وهي حدوتة مثيرة وممتعة، تحمست بكل قوتي لهذا العمل، ولتلك الشخصية تحديدا، بمنطق «هم يضحك وهم يبكي»، خصوصًا أن الناس في أمس الحاجة إلى الضحك.

كيف ترى الموجة الجديدة، وهل تراجعت بتراجع أبطالها؟

للأسف يقرأ الناس التاريخ على نحو خاطئ تماما، فلا يوجد انحسار لموجة الكوميديا إطلاقا، يبحث الجمهور طوال الوقت عن الضحك والكوميديا، لذا حقق أحمد حلمي وعادل إمام مليون جنيه في العرض الأول لأفلامهما.

ما من شيء يسمى بالسينما الشبابية أو النظيفة أو القذرة، كلها مسميات خاطئة لأنها لا تقرأ الواقع وفقا لمعايير صحيحة أو دقيقة. في الفترة الأخيرة، عُرضت أفلام متواضعة المستوى وتراجع بعض النجوم فعلا بسبب تكراره لنفسه، أو لاختياراته لنصوص ضعيفة.

هل تعتقد أن ثمة أزمة نصوص وراء ذلك التراجع؟

طبعا ثمة أزمة حقيقية في السينما المصرية بسبب ندرة النصوص الجيدة، أعاني تماما في اختيار نص جيد، فعندما كان تعداد شعب مصر 20 مليوناً كان لدينا أكثر من 30 أديبا كبيرا، أما الآن فنحن على مشارف الثمانين مليوناً وليس لدينا إلا خمسة أدباء، نعاني حقا من غياب الأدباء أمثال نجيب محفوظ ويوسف إدريس.

كيف ترى حال السينما المصرية الآن؟

أرى أن ثمة تقدما حقيقيا على المستويات كافة، سواء في الإخراج أو التصوير والموسيقى والإنتاج، وعلى مستوى الصوت والتقنية أيضًا.

فعلا نحن في تقدم هائل في صناعة السينما خلافاً للمستوى الفكري الذي يشهد حالة من الجمود أو الثبات. لكنني مع ذلك آمل في النهوض الفكري لتقدم السينما والمجتمع معا.

ما أسباب تعثّر فيلمك الجديد «كداب يا جعفر»؟

قدمت مع أحمد حلمي ثلاثة أفلام: «مطب صناعي»، «جعلوني مجرماً»، «زكي شان»، وفيها ثلاثة مستويات من التطور، أما «كداب يا جعفر» فيتطلب مزيدا من التروي والدقة لأنه يجب أن يأخذ منحى وشكلا مختلفا ورؤية جديدة تماما عما سبق، ليأتي في ثوب جديد لم يتوقعه المشاهد، لذا سنؤجل التصوير قليلا الى أن نصل إلى الصيغة النهائية.

بماذا تحلم؟

أحلم بتقديم مجموعة من الأفلام، لديّ أفكار كثيرة وكلها تصب في واقع المجتمع. أتمنى أن أقدم فيلماً غنائيا، لكن للأسف لم أجد من تنطبق عليه الشروط التي في خيالي، ما أصابني بالإحباط وجعلني أتخلى عن الفكرة راهناً.

back to top