صهيل فهد العبدالله... الدبكة اللبنانية وجمالية الرقص الشرقي تأسست فرقته عام 1978 وجالت حول العالم

نشر في 15-06-2008 | 00:00
آخر تحديث 15-06-2008 | 00:00

فرقة فهد العبدالله للفنون الشعبية، أبدعت استعراضاً للفلكلور اللبناني من البقاع إلى الجبل والجنوب، بواسطة الدبكة الشهيرة، رغم إمكانات مسرح متحف الكويت الوطني الضعيفة.

اختتمت أمس الأول فعاليات الدورة الحادية عشرة لمهرجان الموسيقى الدولي، بعرض «صهيل» لفرقة فهد العبدالله اللبنانية، بحضور وزير الإعلام الشيخ صباح الخالد حيث تأخر موعد العرض نصف ساعة، وهذا ما جُبل عليه المهرجان منذ انطلاقته.

مدير المهرجان محمد العسعوسي بعد أن قدم درعاً تذكارية لرئيس الفرقة الفنان فهد العبدالله، ألقى كلمة ارتجالية مقتضبة أثنى خلالها على الدور الذي لعبته وسائل الإعلام المختلفة في تغطية أنشطة المهرجان، مشيراً إلى الدعم الكبير من قبل وزير الإعلام.

استعراض راقص

قدمت الفرقة اللبنانية استعراضاً راقصاً في ستة تابلوهات مختلفة في أزيائها ورقصاتها والتعبير الحركي الممزوج بفن الباليه، تم إعدادها بطريقة فنية ورؤية حديثة لجوانب متعددة من الثقافة العربية، إذ يتضمن كل تابلوه فضاء متكاملا من الموسيقى والأزياء والحركة.

وقد اعتمدت الفرقة في السواد الأعظم من عرضها على تقديم الدبكة اللبنانية التي تشكل فنا حضاريا ارتبط بعادات وتقاليد الشعب اللبناني الذي ورثه منذ القدم ‏عن الأجداد والآباء، والتي تتميز بكثرة حركاتها وخطواتها وهي تختلف طبقا للموسيقى المقدمة. ‏

وارتبطت هذه الرقصة الفلكلورية خصوصا بسكان جبال لبنان والبقاع وبعض قرى الجنوب، اذ ‏تعتبر الدبكة التقليدية عندهم تراثاً يتمسكون به ويجسد حوار حب بينهم وبين الأرض.

وهناك أنواع عديدة للدبكة منها «الدلعونا والهوارة والغزيل والبداوية»، وتختلف تأديتها حسب الأغنية أو اللحن، حيث إنها لا تستقيم إلا بمجموعة متراصّة ‏من الرجال والنساء.‏

ولم يكن الرقص الشعبي في لبنان دبكاً فقط، بل يرافقه حركات إيقاعية راقصة للسيوف والخيزران، فكان بعضها تعبيرياً وبعضها الآخر اجتماعياً أو فروسياً.

أصل الدبكة

يقول الموسيقار الراحل زكي ناصيف إن أصل الدبكة هو اجتماع القرويين لأداء واجب «العونة»، أي مساعدة صاحب البيت الجديد على رصِّ سطح بيته بالأرجل، ويدل على صحة هذا الرأي ثلاثة عناصر: أولها أن الرقصة جماعية ولا تقدَّم إلا في حلقة تكاد توحي بشكل المساحة المحصورة التي تؤَدَّى فيها، الثاني هو أن ضرب الأرجل بالأرض شرط من شروط الدبكة على تنوع رقصاتها، والثالث هو اسم دبكة «الدلعونا» المشتق من الصيغة الآرامية لكلمة «العونة».

وهناك تنوع الدبكة في إيقاعها البطيء والمتوسط والسريع، وفي خطواتها العديدة مثنية ومثلثة و عرجا.

تنوع في الدبكة

وقدمت فرقة فهد العبدالله في «صهيل» تنوعاً في الدبكة اللبنانية على أنغام أغنيات شهيرة مثل «عاللا ولا لا و لا لا حلو وزايد دلالها،و عاللا و لا لا و لا لا متل الزنبق مياله»، التي جددتها سالفاً المطربة نجوى كرم، وأغنية عاصي الحلاني وأخرى لعاصي بيطار وموسيقى للملحن السوري الشهير سمير كويفاتي كان قد قدمها في مسلسل فنتازي اسمه «الجوارح»، وغيرها من الأعمال الغنائية التي تصاحبها الدبكة.

وقد تأسست فرقة فهد العبدالله في عام 1978، وكان الهم الأكبر لمدير الفرقة ومؤسسها الفنان فهد العبدالله يتجه نحو العمل على اكتشاف جمالية الرقص في إطاره اللبناني الشرقي وتقديمه في تشكيل حركي حديث يتلاءم مع التطلعات العصرية.

وقد واظبت فرقة فهد العبدالله على تقديم أعمالها منذ أكثر من ربع قرن مضى على المسارح العربية والأجنبية، وشاركت في عدة مهرجانات دولية منها مهرجانا بعلبك وبيت الدين في لبنان، مهرجان قرطاج في تونس، ومهرجان بصرى في سورية، ومهرجانات دولية، ونالت عدة جوائز بينها واحدة في بكين بمناسبة ذكرى إقامة العلاقات العربية-الصينية.

back to top