أيام صعبة... سينما ترفض العنف

نشر في 17-11-2008 | 00:00
آخر تحديث 17-11-2008 | 00:00

ما إن يقع إنسان في دائرة الاشتباه في جريمة ما يظل وجهه مألوفاً لدى رجال الشرطة، هذا ما يؤكده المخرج فادي فاروق في أولى تجاربه الإخراجية «أيام صعبة» الذي احتفل صنّاعه وأبطاله بانتهاء تصويره تمهيداً لعرضه في عيد الأضحى المقبل.

يغوص «أيام صعبة»، سيناريو وحوار محسن يوسف، في أعماق الذين يعيشون على هامش المجتمع من خلال المتّهم (باسم سمرة) بخطف الطفل أحمد إبن المذيع التلفزيوني سامح (هشام عبد الحميد) وقتله، ما يجعل منه محل شبهة في أي جريمة تقع في منطقته.

يردد المتهم طوال الفيلم أن «وجهه هو بطاقة شخصيته عند الحكومة»، ويبقى متهماً بقتل أحمد الى أن تظهر براءته في النهاية.

حول دوره قال سمرة: «جذبني الدور بشدة منذ أن قرأت السيناريو، لأنه يصوّر فئة مظلومة في المجتمع».

أما المخرج فادي فاروق الذي صنّف الفيلم في إطار الدراما البوليسية – الاجتماعية، فأوضح أنه «اختار تقديم هذه القضية في أولى تجاربه الإخراجية، لأنها قضية مختلفة، تحمل رسالة مهمة مفادها أن العنف ليس الوسيلة لتحقيق العدل»، مشيراً الى أن «أيام صعبة» يناقش العشوائيات بجوانبها الثقافية والمعيشية والفكرية والتعليمية.

بدوره، تحدث بطل الفيلم هشام عبد الحميد عن دور سامح المذيع التلفزيوني: «يهتم المذيع بقضايا المجتمع من خلال البرامج التي يقدمها ثم يُقتل ابنه في حادث فتسيطر عليه فكرة الانتقام، لكنه في النهاية يستمع الى صوت العقل ويقتنع بأن العدالة لا بد من أن تأخذ مجراها.

أضاف عبد الحميد أنه وجد ضالته في هذا الفيلم الذي أعاده الى السينما،مؤكداً أنه يطل على المشاهدين بصورة مختلفة، وأنه «سعيد بالعمل مع فادي فاروق المخرج المتميز والمتمكّن من أدواته، على رغم حداثته في هذا المجال».

أما سلوى خطاب (سحر) فترى أن العمل يتضمن رسالة من خلال قصة حب تجمع بين المخرجة التلفزيونية سحر وبين المذيع سامح وبين أبنائهما أحمد وداليا (أحمد أسامة وراندا البحيري)، موضحة أن الفيلم يدور في البداية في إطار رومانسي،لكنه يتحوّل إلى الـ«أكشن» بعد ذلك بسبب حادث مقتل يتعرض له ابن المذيع.

بدوره، يقول أحمد أسامة عن أولى تجاربه السينمائية إن «اختياره تم بسبب عمله مع هشام عبد الحميد في أعمال تلفزيونية، وكذلك لوجه الشبه بينهما».

الشرطة المصريّة

يشرح محمد نجاتي (ضابط المباحث) أن الفيلم يقدّم الجانبين الإيجابي والسلبي في الشرطة المصرية، مركزاً على الوجه الإنساني لضابط المباحث وليس على المهني فحسب.

في سياق متّصل، يصرّح الكاتب محسن يوسف أن «أيام صعبة» (فيلمه الأول) يناقش ظاهرة تفشّي العنف في المجتمع المصري وأسبابه المختلفة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ويشير إلى أن الصراعات الإقليمية تعد أحد أسباب هذه الظاهرة.

عن تعرّضه للعشوائيات، يوضح يوسف أنه لم يتعرض لها بالشكل السائد الذي أصبح صيحة في الفترة الأخيرة، بل يقدمها كبانوراما لشريحة من المجتمع لها وجهة نظر في الحياة تختلف عن تلك الخاصة بسكان أكثر المناطق رقياً: «الفيلم يركز على أن تذويب الطبقة الوسطى من أبرز أسباب تفشي ظاهرة العنف، إذ انقسم المجتمع إلى طبقتين، طبقة الكادحين وطبقة المترفين وكل طبقة تفرز جرائمها. استوحيت الفكرة من خلال معرفتي بشخص يعيش في منطقة عشوائية وهو مصطفى خريطة الذي يقوم بدوره باسم سمرة».

عن اسم الفيلم يقول يوسف إنه «إشارة إلى الأيام الصعبة التي يعيشها المجتمع المصري».

back to top