البريد العام: محترفو النفاق

نشر في 24-10-2008
آخر تحديث 24-10-2008 | 00:00
 أ. د. فيصل الشريفي هل يسمع المجلس والحكومة خطاب سمو الأمير في افتتاح دور الانعقاد الثاني بأن تُحدد الأولويات وألا يجزع أحدهم من الآخر، وتكون لغة الخطاب الاحترام، وعدم التجريح حتى لو استخدم النائب دوره الرقابي كاملا غير منقوص، وأن يتحمّل الوزير تبعات منصبه السياسي؟

لقد جسّد صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه في كلمته التي ألقاها في افتتاح دور الانعقاد الثاني أصالة المسؤولية في رعاية مصالح الشعب الكويتي، من خلال تأكيده على الوحدة الوطنية، والمحافظة على ثروات الشعب، واستغلالها في مكانها الصحيح، كما أكد سموه ثوابت الديمقراطية من خلال التمسك بالدستور، وعدم المزايدة على الصلاحيات، والعمل داخل حدود القانون.

هذه الكلمة لم تكن لتخرج إلا من حكيم يعرف متى يضع النقاط على الحروف بلهجة الأب والأخ الناصح، وما أثلج صدري هو رد رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي، حيث نقد الذات والإقرار بالتقصير من الحكومة والمجلس، فكان حكيماً في ما ذهب إليه بأن الشعب قد أصيب بالإحباط، حيث لم يكن الأداء عند حسن الظن، وأن عجلة التنمية لم تتقدم خطوة واحدة إلى الأمام، بل رجعت عدة خطوات إلى الخلف.

فهل يسمع المجلس والحكومة خطاب سمو الأمير بأن تُحدد الأولويات وألا يجزع أحدهم من الآخر، وتكون لغة الخطاب الاحترام، وعدم التجريح حتى لو استخدم النائب دوره الرقابي كاملا غير منقوص، وأن يتحمّل الوزير تبعات منصبه السياسي ولا يتحجج بعدم المسؤولية عن القطاعات التابعة لوزارته، لأنه يعرف قبل غيره أن المنصب تكليف لا تشريف، وأن بريق المنصب لا يحجب الرؤية عن العمل وفق القانون لضمان السلامة والنجاح والذكر الطيب؟!

حتما المنتصر هو العامل وفق القانون الناظر للمستقبل بعينه والقابض على الحاضر بيده.

فليكن خطاب الأمير نبراساً للحكومة والمجلس وخارطة طريق للإصلاح، فكلنا أمل بدور انعقاد مثمر يمارس فيه شعار الإصلاح لاسيما للمسارين الاقتصادي والسياسي.

ودمتم سالمين.

back to top