عمر البشير مطلوب لـ العدالة الدولية الرئيس السوداني يتحدى... وذاهب إلى قمة الدوحة أوكامبو: أي دولة يزورها ملزمة باعتقاله... وسنلاحقه في الجوّ

نشر في 05-03-2009 | 00:00
آخر تحديث 05-03-2009 | 00:00
No Image Caption
بينما كانت عيون المجتمع الدولي شاخصة الى لاهاي في الرابعة مساء أمس، بتوقيت الخرطوم، في انتظار قرار المحكمة الجنائية الدولية، كان الرئيس السوداني عمر البشير (65 عاماً)، رئيس أكبر دولة في افريقيا، منذ عام 1989، يشارك في حفل تخريج طيارين في «استاد جامعة كرري»، متجاهلاً دخوله التاريخ بصفته المستهدف بأول مذكرة توقيف تصدرها المحكمة الجنائية الدولية في حق رئيس دولة يمارس مهامه، منذ تأسيسها في عام 2002.

وأعلنت المتحدثة باسم المحكمة لورانس بليرون خلال مؤتمر صحافي في مقر المحكمة في لاهاي، اصدار مذكرة التوقيف، موجهة الى الرئيس السوداني سبعة اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية ومسقطة عنه تهمة الابادة، وذلك لعدم وجود ادلة كافية.

من جهته، قال المدعي العام للمحكمة الجنائية لويس مورينو اوكامبو إن «الحكومة السودانية ملزمة بموجب القانون الدولي بتنفيذ مذكرة التوقيف على اراضيها».

وفي وقت لاحق، شدَّد أوكامبو في مقابلة مع قناة «العربية» الفضائية، على أن أي دولة يدخل اليها البشير ملزمة قانونياً بتوقيفه واحتجازه، مضيفاً أنه يمكن ملاحقة البشير في الجوّ اذا ما حاول السفر بالطائرة الى اي مكان.

وفي الخرطوم، أعلن وزير العدل عبدالباسط سبدرات ان بلاده «لا تتعامل» مع المحكمة الجنائية الدولية «لانها لا اختصاص ولا ولاية لها». كما أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية علي احمد كرتي أن البشير سيحضر قمة الدوحة العربية وسيقوم بمهامه وواجباته، لافتا الى ان «السودان يؤكد من جديد موقفه الرافض للتعامل مع المحكمة الجنائية الدولية، فالسودان ليس عضوا فيها وليس لها ولاية عليه»، ومعتبراً ان اصدار مذكرة التوقيف «تعدٍّ سافر على سيادة السودان وتدخل ماكر في شؤونه الداخلية». وإثر إعلان المحكمة الجنائية قراراها، شهدت الخرطوم تظاهرات شعبية متضامنة مع البشير في حين رحب متمردو دارفور على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم، وعلى رأسهم «حركة العدل والمساواة»، بإصدار مذكرة التوقيف.

وفي ظل المخاوف من حدوث انقلاب او اي انفلات امني، أكد الناطق باسم الجيش السوداني العميد الركن عثمان الاغبش ان «القوات المسلحة ستتعامل بالحسم مع كل من يتعامل مع ما يسمى بالمحكمة الجنائية الدولية».

وتراوحت ردود الفعل الدولية على قرار المحكمة بين الدعوات الى ضبط النفس وحماية المدنيين وبين الدعوات الى تسليم البشير واحترام المحكمة الدولية، في حين خفت صوت المعارضين للقرار، وانحصر بالتنديد الذي اعلنه وزراء الخارجية العرب بعد اجتماع طارئ في القاهرة أمس، والاتحاد الافريقي وبعض المنظمات والحركات مثل حركتي «حماس» و«الجهاد الاسلامي» الفلسطينيتين و«حزب الله» اللبناني، في حين اعتبرت روسيا ان القرار سابقة خطيرة في العلاقات الدولية، معربة عن قلقها من احتمال توتر الوضع في إقليم دارفور والسودان كله.

(لاهاي - أ ف ب، رويترز، أب، د ب أ، يو بي آي)

back to top