فنون جميلة في لبنان

نشر في 12-08-2008
آخر تحديث 12-08-2008 | 00:00
No Image Caption
 محمد الحجيري في إحدى صحف الإعلانات اللبنانية وتحت زاوية «فنون جميلة»، نقرأ الإعلان التالي: «مخرج يطلب فتيات لتمثيل فيديو كليبات ومسرحيات ومسلسلات تلفزيونية وأفلام سينمائية ودعائية»، مع رقم الهاتف.

لم نعرف من هو المخرج، وليس من علاماته في الإعلان إلا رقم هاتفه، لم يعلن عن اسم الشركة التي يمكلها ولا المكان ولا الزمان. المعروف أن المخرجين في لبنان يمكن عدّهم او إحصاؤهم بسهولة، فليس لبنان هوليوود او بوليوود، ولم يطلب المخرج ممثلات بل فتيات وشابات، ربما نسي أن يضع مواصفات لهن، (اي ممشوقات وجميلات)، أو اعتمد {اللف والدوران} قليلاً، ولم يقل مطلوب عارضات أزياء للعمل في الخارج والمعاش مغر.

بات إعلان المخرج شائعًا منذ سنوات في الجمهورية اللبنانية التي أصبح «بيع الجسد» فيها أبرز «ثرواتها القومية» واقتصاد بلد العسل والبخور قائمًا على لعبة الجسد ومشتقاته، هذا في نظر الكثيرين مشكلة كبيرة، وفي رأي بعضهم أن التحدي الأكبر لصمود الجمهور اللبناني في وجه المشاريع الايديولوجية هو دعم الثروة القومية الجسدية الى جانب الفكرة الثقافية التي نشأ على أساسها لبنان.

فكر أكثر من شخص أن يتصل بالمخرج المجهول من باب الفضول والحشرية، على الرغم من معرفة ما الذي يريده هذا المخرج.

الوفاق والنفاق

فاض حديث السياسيين في لبنان عن «حكومة الوفاق الوطني» و{حكومة الوحدة الوطنية» الى حد الهذيان والهلع. ضجر الناس من أهل السياسة، مع ذلك بقي كل واحد ينتظر انتصار زعيمه وتكليله بالغار. فاض الحديث السياسي الى درجة صار «الحوار» بالرصاص في الشوارع، والنقاش بـالـ{أر بي جي» في الأحياء، والتواصل بتشييد المزيد من خطوط التماس بين المناطق. قبل ذلك، كان الحوار بالإغتيالات والسيارات المفخخة. لم يعد المواطن العادي يميز، الوفاق عن النفاق، او الوفاق عن الشقاق، الوحدة عن الوحشة، النائب عن النايب.

زجل

النفاق اللبناني قائم على زجل أهل السياسة، ما من فرق جوهري، زجل الزجالين ممتع وجميل ومسلٍّ، بينما زجل السياسيين قاتل وعنيف، خلَّف عشرات القتلى الأبرياء والعزل، زجل قاتل يحتل الشاشات والقاعات والتصريحات، زجل يجعل اللبنانيين مجرد قطعان، ربما هم يحبون ذلك.

مقاومة ودولة

كلام «حزب الله» عن دور المقاومة وسلاحها في لبنان غير مقنع ومخادع، وسلاحها اولا واخيرا سياسي يبحث عن انتصار داخلي قبل الانتصار على العدو، وانتصار تموز جزء من هذه اللعبة الموصولة بألعاب اقيليمية، جدير بنا أن نسأل ما قيمة حزب الله من دون سلاحه؟ هذا ما ستقوله الأيام لنا. كذلك، لا يقنعنا كلام قوى 14 اذار عن الدولة، خصوصاً أن معظم رجالاتها او قادتها، عدا كونهم زعماء طوائف، لهم تاريخهم في هتك حرمة الدولة بشتى الوسائل، والكارثة أن ثمة استحالة في صعود فريق لبناني جديد يمكن أن يبعث على الاطمئنان.

على منوال طلب المخرج فتيات للتمثيل، قد نقرأ إعلانا لأحد البلدان يطلب قادة للتمثيل السياسي. والله اعلم.

back to top