بين المربوط و المفتلت !

نشر في 02-12-2008 | 00:00
آخر تحديث 02-12-2008 | 00:00
No Image Caption
 أ.د. غانم النجار البلد حاليا بلا حكومة، فهي مستقيلة وغير مستقيلة، وهي لا «قاعدة» ولا «نايمة»، بمنزلة بين المنزلتين، كما ان لدينا برلمانا شبه معطل، فهو لا يستطيع عقد جلسة.

أحد الظرفاء اقترح بأن يكون الحل عن طريق تسليم ادارة البلد للرئيس الأميركي المغادر جورج بوش، ويؤكد صاحبنا أن أمورنا ستنصلح، حتى إن استدعى الأمر منحه الجنسية.

بالطبع لا يمكن تطبيق مقترح صاحبنا لسببين، أولهما، ان تعديلا تم ادخاله على قانون الجنسية يمنع بموجبه تجنيس غير المسلمين، صحيح ان ذلك التعديل مخالف للدستور، ولكننا في الكويت نستمتع بمخالفة الدستور نهارا والدفاع عنه ليلا أو العكس، لا فرق، اما السبب الثاني فهو أنه لم يمر على الولايات المتحدة رئيس أوصل بلاده الى حافة الهاوية كما فعل بوش، لذا فإنه على تدني أداء حكومتنا من غير المعقول أن نأتي بمن هو أردأ، ولنمسك «بحكومتنا» خشية من أن يأتينا من هو «أحكم» منها.

خلال فترة الاحتلال العراقي للكويت، كانت هناك على الارض ادارتان، ادارة أو فلنقل «حكومة» الاحتلال، والادارة الشعبية، الصامدة، المقاومة. كانت الادارة الشعبية، على الرغم من قلة خبرتها، وعدم التنسيق بين وحداتها المحلية اللامركزية، تدير شؤونها بكفاءة عالية، على أغلب المستويات، وكان الملاحظ أن حكومتنا في المنفى، على الرغم من تمسكنا بها، واسهاماتها التمويلية، ذات أثر ضعيف على الأرض، باستثناء التجسس علينا وبث الشائعات للاسف.

وعندما قررت سلطة الاحتلال تغيير اللوحات المعدنية للسيارات لتصبح (عراق) بدلا من (الكويت)، كان الرفض الشعبي ملحوظا، وتحولنا بسرعة الى استخدام (الكوارى) او العجلات في تنقلاتنا حتى قل عدد السيارات في الشوارع، واصبحت البلاد تعج بالكوارى، وكأنها صين مصغرة، بل ان المصطلحات «العجلاتية» عادت الى الحياة مجددا، حيث اصبحنا نتحدث عن «البمب» و«الرقعة»

و«الولف» و«السيانة»، وهكذا أصبح (الكارى) رمزا للصمود، حتى اننا عندما تم اسرنا كنا نمتطي صهوة عجلاتنا في الرقعي.

ألا يحق لنا أن نتساءل ونحن نمر بمرحلة «الحكومة المعلقة»، ماذا لو اخذت الحكومة اجازة طويلة، وتركت الناس يديرون شؤونهم ذاتيا، أليس من المحتمل أن نكون أكثر كفاءة واكثر فاعلية، كما حدث ابان فترة الغزو.

بالطبع لن يحدث هذا أو ذاك، ولا تدل مقترحات من هذا النوع الا على عمق حالة التردي التي وصلنا إليها، ولن تنفعنا طرفة بوش «المفتلت» وحكومتنا «المربوطة».

الأزمة مستمرة حتى إشعار آخر، وعيدكم مبارك، وكل عام وأنتم بخير.

back to top