دينا حايك: لو لم أكن فنانة لاخترت المحاماة!

استطاعت الفنانة دينا حايك تحقيق نقلة نوعية نحو اللون الغنائي الشعبي في أغنيتها الجديدة «طيبة قلبي» بعدما اعتاد عليها الجمهور بالأغنية الكلاسيكية. كان لها تجربة ناجحة مع اللهجة الخليجية وتنوي تكرارها قريبا. لا تحب «القيل والقال» وتلفتها ماجدة الرومي في أغنية «اعتزلت الغرام».

عن مسيرتها الفنية ومشاريعها المستقبلية، كانت معها الدردشة التالية.

حققت إطلالة مختلفة في كليب «طيبة قلبي»، هل أنت راضية عن النتيجة؟

طبعا. أحببت الطريقة التي أظهرني فيها المخرج باسم مغنية وتلقيت إطراءات من الناس تشيد بمظهري وأدائي العفوي في التمثيل، بالإضافة إلى تميز الأغنية من نواحي الكلام واللحن والتوزيع وانتشارها الواسع. لم أصوّر سابقاً أغنية شعبية سريعة بل اكتفيتُ بالأغنيات الكلاسيكيّة، فجاءت «طيبة قلبي» جديدة شكلاً ومضموناً.

كيف تقيّمن مسيرتك الغنائية؟

لا أنكر أني راضية عن أعمالي التي أنجزتها منذ بداية مسيرتي، أي منذ عشر سنوات، لكن لديّ طموح كبير أود تحقيقه. نجحت في مجال الأغنية الكلاسيكيّة وأحبّني الناس فيها وأسعى راهناً إلى إثبات نفسي في اللون الشعبي الذي يدخل الفرح إلى القلوب، بطريقة جديدة ومميزة، بعيدة عن الإبتذال.

أديت اللهجة الخليجيّة في «متربع هنا» و{جرّب الغيرة» كيف تعامل معها الجمهور الخليجي؟

لست فنانة خليجيّة لكني استطعت أداء اللون الخليجي بطريقة صحيحة وجميلة لاقت استحسان الجمهور الخليجي خصوصاً والعربي عموماً. سجّلت أخيراً أغنية جديدة بعنوان «عمر تاني» من كلمات الشيخ صباح ناصر وألحان يعقوب الخبيزي لكني لم أصوّرها بعد.

شكلت أغنية «سري للغاية» في ألبومي الأول «سحر الغرام» نقطة الإنطلاق، وأعدت الكرّة في ألبومي الثاني بأغنية «على أيامك». أحب اللهجة الخليجية ولدي جمهور كبير في الخليج العربي لذلك أجتهد أن تكون لي بصمة مختلفة عنده.

شاركت في مهرجان قرطاج السنة الماضية، كيف تصفين شعورك حينها ولماذا لم تعيدي الكرّة هذه السنة؟

شعور جميل خصوصاً أن مسرح قرطاج من أهم المسارح في العالم العربي ويسعى كل فنان إلى اعتلائه. أعتبر مشاركتي فيه شهادة تقدير لي ودليل على نجاحي.

لم يكن مناسباً أن أشارك هذه السنة أيضاً لأني أفضّل أن أغيب فترة أعمل فيها على تجديد صورتي بحيث يكون لي وقع أكبر لدى الجمهور الذي ألتقيه مباشرة على المسرح.

أي من الجوائز التي نلتها الأعز على قلبك؟

الشكر الذي تلقيته بعد مشاركتي في مهرجان قرطاج في العام الماضي وكان عزيزاً جدّا على قلبي، خصوصاً أن ريع الحفلة عاد لجمعية «بسمة» التي تعنى بالخدمات الإنسانية والإجتماعية. أفتخر بكل جائزة حزت عليها وأشكر كل شخص أو بلد كرّمني. تحفزني الجوائز على الإستمرار في تقديم الأعمال التي تتمتع بمستوى فني راقي.

تعارضين فكرة أن الحالة الفنية في تدهور وتؤكدين أنها في تحسن دائم، لماذا؟

عندما يكثر الدخلاء والمتعدون على الغناء يسهل على الناس التمييز بين الفنان الجيّد والسيىء. هناك عودة راهناً إلى الفن الأصيل والأغنيات التي تتمتع بقيمة موسيقية عالية وكلمات ذات ثقل ومضمون. أمّا الفن الهابط فيتراجع يوما بعد يوم، إنه مجرد فورة تشهدها بلدان العالم بين الحين والآخر وسرعان ما تختفي.

يصنفّك البعض على أنك فنانة مسالمة، هل هذا صحيح؟

لا أحب المشاكل. أواجه الصعوبات والعراقيل بين الحين والآخر لكني لا أتدوال فيها عبر وسائل الإعلام، بل أحلّها على طريقتي الخاصة. لا أحب «القيل والقال» وأركّز على فنّي، إيماناً مني بأن التلهي بأشياء أخرى خارج الفن تساهم في تراجع الفنان، وأن الفنان الناجح يتعرّض للمضايقات لكن عليه تخطيها بذكاء وتقديم المزيد من النتاج الجيد.

من ينافسك راهناً على الساحة الفنيّة؟

ليس من فنانة معينة تنافسني وأقدّر من تقدّم أعمالاً فنيّة ناجحة ومميزة. لا أحب تصنيف نفسي بل أسعى إلى أن أكون الأفضل، تحقيقاً لطموحي وليس غروراً بالطبع. في رأيي إن الجمهور هو الحكم العادل في التمييز بين الفنان الناجح والأكثر نجاحاً لأن نظرته صائبة وصادقة. لا أنظر إلى غيري وأجتهد في تطوير نفسي، رسمت خطاً معيناً منذ بداية طريقي الفني ولا أنوي الإبتعاد عنه.

هل تؤيدين الرقص في الكليبات أو على المسرح؟

في حال كان يخدم الأغنية بطريقة صحيحة وراقية لمَ لا؟ أغرمت بماجدة الرومي حين قدّمت لوحة راقصة في أغنية «اعتزلت الغرام» جمعت فيها الطهارة والبراءة ولاقت الإعجاب. لا يعني الرقص الشخلعة والإغراء المبتذل، يمكن لأي امرأة أن تقوم يإيحاءات معينة من خلال عينيها أكثر من تمايل جسدها في رقصة معينة.

من هي الفنانة التي تحبين الإستماع إليها؟

فيروز. إنها كالدواء الذي يعالج الجسم والروح من الأمراض والأوجاع. ترافقني في حالات السعادة والحزن وتسمو بي إلى عالم آخر.

هل تفكرين في «دويتو» مع فنان معين؟

أترك الأمر للصدفة، ولا أحب اختيار فنان محدد، يزخر العالم العربي بالأصوات الجميلة التي استمتع بالإصغاء إليها.

هل لديك صداقات في الوسط الفني؟

تجمعني زمالة بكثيرين ولكن ليس هناك من صداقات عميقة. تربطني صداقة بالفنان وائل كفوري ونمارس رياضة كرة المضرب سوياً أحيانا. لست ضد الصداقة بين الفناين ولا أعتقد أن أحداً يأخذ شيئاً من درب الآخر.

ما هي أبرز العوامل التي تؤمن إستمرارية الفنان؟

أن يتحلى بالعفوية في التعامل مع الناس وأن يكون ذكيّاً في اختيار أعماله ويهتم بإطلالاته شكلاً وتوقيتاً.

من تستشيرين على صعيد أعمالك؟

أتكّل أولاً على الله في كل عمل جديد أقدّمه، من ثم أطلب رأي شقيقي ومدير أعمالي داني لأنه يعرف ذوقي ولديه نظرة فنيّة. كذلك أستشير أصدقائي وأناس قريبين منّي، فأنا أؤمن بالعمل الجماعي.

ما هو دور الرجل في حياتك؟

في حال وجد الشخص المناسب له الدور الأكبر. يشكّل الرجل بالنسبة إلي مصدر أمان ودعم وحب.

هل تعيشين قصة حب راهناً؟

كلا، لست من الفنانات اللواتي يخفين حياتهن العاطفية عن الناس.

هل تتخلين عن الفن للحب؟

لا أعرف ما يخبىء لي المستقبل، ومن الصعب الجزم في مشاريعي الشخصيّة مسبقاً. أتمنى أن يتفهّم شريك حياتي ظروف عملي، من الممكن أن اختار بنفسي الإبتعاد عن الفن في حال وجدت أنني لا أستطيع التوفيق بين حياتي الزوجية والعملية. لا أحب التكهّن في أمور مجهولة وأترك الخيار الصائب للوقت المناسب.

هل تحبين السياسة؟

كلا.

خضت مجال الأغنية الوطنية، هلمن مشاريع جديدة على هذا الصعيد؟

أحب تقديم المزيد من الاغنيات الوطنية التي تتناول الفرح والإستقرار. أعتبر الفنان سفيراً لبلده في الخارج ويستطيع أن يقدّم صورة عنه إلى العالم عبر أغنية تترجم جماله ونضاله واستمراريته.

ما هي هواياتك؟

الرياضة خصوصاً كرة المضرب، وتمضية وقت الفراغ مع أصدقائي.

في حال لم تكوني فنانة أي مهنة تختارين؟

محامية لأني أدافع بشراسة عن حقوقي.