أخطاء اللغة... تطغى على الإصدارات في مصر

نشر في 19-11-2008 | 00:00
آخر تحديث 19-11-2008 | 00:00
No Image Caption

رأى روائيون ونقاد مصريون أن بعض دور النشر المصرية يسيء الى الإبداع ولا يضيف إليه شيئاً، متسائلين عن مسؤولية الناشر الحقيقية إزاء مراجعة النصوص وتدقيقها، لأن بعضها يحتوي على أخطاء نحوية ولغوية كثيرة تظهر دائماً بعد الصدور، ما قد ينقص قيمة العمل وقدر صاحبه.

أثارت رواية «العم حنفي» الصادرة حديثاً عن دار «الناشر» في القاهرة للروائي صلاح والي جدلاً واسعاً حول مسؤولية الناشر في صناعة الكتاب العربي والأخطاء اللغوية المتكررة.

من المسؤول: الناشر أم المبدع؟ يجيب الناقد د.صلاح السروي بأن «معظم الأعمال الإبداعية يصدر من دون مراجعة حقيقية من الناشر، فيأتي دون المستوى الإبداعي، ما ينقص من قيمة الإبداع. عموماً، ثمة تهاون من دور النشر في الإخراج النهائي والفني للعمل الإبداعي تقع مسؤوليته كاملةَ على كل دار تصدر أعمالاً أدبية أو إبداعية من دون التفاني في مراجعة نصوص العمل وتصحيح ما قد يهفو عنه الكاتب من أخطاء لغوية أو نحوية».

حمّل السروي في مناقشة ثقافية في القاهرة حول رواية «العم حنفي» دور النشر المسؤولية كاملة عن هذا الإصدار المليء بأخطاء لغوية ونحوية، قائلاً:»دور النشر مسؤولة. لا يجب أن نعاقب المبدع أو نتّهمه بالتقصير, إذ يكفيه نقص جودة عمله وتغليفه بالرداءة. في الوقت ذاته، لا بد من الإشارة الى أن «العم حنفي» محاولة لفهم الوجود الإنساني، مغلّفة بطابع عجائبي يغوص في يوميات الإنسان البسيط ويرتكز على الذكريات الريفية التي عاشها الكاتب، ممتزجة بجو أسطوري يجعلها من أفضل الروايات التي كتبت عن الريف المصري».

أكد السروي أن الكاتب صنع من الحبكة الروائية عالماً فسيحاً يمتد الى وصف العالم بأسره، ولا يقف على حدود الريف، ويبحث في سر الوجود الإنساني وأزمات البشر المعاصرين ببنية شفافة من خلال منحى روائي يتماشى مع التراث الشعبي».

تقاسم الأخطاء

أشار القاص د. محمد إبراهيم طه الى سوء إخراج «العم حنفي» الفني ورداءة صناعة غلافها:»يتقاسم المبدع مسؤولية الأخطاء اللغوية في الرواية مع دور النشر، ومن غير العدل تحميل الدار العيب كله».

أكد طه ضرورة مراجعة المبدع والدار النصوص وتدقيقها قبل إصدارها، كي لا يظلم الكاتب في الحكم النقدي عليه وتتأثر ذائقة المتلقي سلباً.

أضاف طه أن «الرواية ليست الأولى من نوعها التي تخرج بكم هائل من الأخطاء الفنية واللغوية، بل ثمة كتابات عدة دخلت الحقل الأدبي وواجهت نقداًعنيفاً من الجمهور والنقاد بسبب رداءة جودتها الفنية من لغة وغلاف وأخطاء نحوية وغيرها».

تطرّق طه إلى كاتب «العم حنفي» قائلا: «الروائي صلاح والي عالم عريض ويستحق ما أسماه «منفستو»عن دوره في المجتمع، لأن مشروعه الروائي ممتد عبر 11 رواية بحلقات متصلة، ينفتح عالمها على القرية ليصوّر العالم بمشاهده المختلفة. الرواية محمّلة بلغة شعرية وتتجه نحو سرد التراث الشعبي بالإضافة إلى ما أسماه بخفة ظل كما فعل يوسف إدريس ومحمد مستجاب...».

بدوره، انتقد الشاعر شعبان يوسف تعامل دور النشر مع المبدع في مراحل النشر المختلفة: «في نظرة سريعة الى الكتابات التي تصدر بسرعة يحتوي عدد مرعب منها أخطاءً تنال من جودة العمل الإبداعي ورصانته. أما بالنسبة الى «العم حنفي» ففيها كمية أخطاء نحوية ولغوية تستدعي التساؤل حول معايير النشر في العالم العربي ودور الناشر في صناعة الكتاب».

من جهته قال الروائي صلاح والي إن «الأخطاء في الرواية تقع مسؤوليتها على الناشر لإغفاله دوره الرئيس في مراجعة النص وتنحية الأخطاء جانباً»، وأكد أنه راجع روايته مراراً قبل تحويلها الى الدار لكتابتها على آلة الطباعة، وهو الأمر الذي يجعل الخطأ من الناشر وليس المبدع، موضحاً أنه لم يكتب أدب الريف المصري المستهلك، ولم يكرر شخصياته مثلما ادعى بعض النقاد ولا يبحث في التراث القديم لاستدعاء الحاضر.

back to top