واشنطن تتحوَّل إلى حفلة صاخبة احتفاءً بأوباما أميركا تنصِّب اليوم مخلِّصها... والخطاب الأول يؤكد المسؤولية الجماعية

نشر في 20-01-2009 | 00:00
آخر تحديث 20-01-2009 | 00:00
No Image Caption
تستعد الولايات المتحدة اليوم لتنصيب باراك حسين أوباما الرئيس الرابع والأربعين للبلاد. وبينما ازدانت العاصمة الأميركية للحدث التاريخي بتنصيب أول رئيس من أصل إفريقي، فإن مظاهر الاحتفال هذا العام تكاد تكون غير مسبوقة لحدث تنصيب رئيس، خصوصاً في ظل ما تعيشه الولايات المتحدة من أزمة اقتصادية طاحنة.

واختلطت في شوارع واشنطن بقايا احتفالات عيد الميلاد مع مظاهر الاحتفال بالرئيس الجديد الذي فاز بالانتخابات بعدما امتطى شعار «الأمل والتغيير»، وهو ما يعتبر الأميركيون أنهم في أمسّ الحاجة اليه بعد ثماني سنوات من رئاسة جورج بوش.

ويغادر بوش واشنطن اليوم، بعد أن كانت منزله للسنوات الثماني الماضية، وبلاده تخوض حربين في العراق وأفغانستان، وتعيش أزمة اقتصادية لم تعشها منذ عقود. ويغادر «بيته» الأبيض ليرى في المدينة روحاً احتفالية جديدة لم يرها منذ تسلمه السلطة عام 2001؛ فمظاهر الاحتفال لم تقتصر على الزينة والأعلام الأميركية المنتشرة في الطرقات وازدحام الزائرين وصور الرئيس الجديد، بل امتدت إلى مئات الحفلات الموسيقية التي انطلقت منذ الأحد وتستمر اليوم وغداً، وسيحضر أوباما وعائلته العديد منها.

يأتي أوباما اليوم الى مسرح الأحداث العالمية بنفس الصخب الذي عوّد عليه الجمهور خلال حملته الانتخابية، فهو الذي ألقى خطاباً على مئتي ألف شخص في برلين بعد جولة شبه رئاسية في العديد من بقاع العالم، وهو الذي ألقى خطاب قبوله لترشيح الحزب الديمقراطي في ملعب لكرة القدم بمدينة دنفر أمام 80 ألف مشارك، واليوم يُلقي خطاب تنصيبه بعدما تحولت واشنطن إلى حفلة كبيرة صاخبة، وسط حضور متوقع يفوق المليوني شخص، أتوا من مختلف الولايات ومن مختلف بقاع العالم، في طقس في غاية البرودة.

ويعكس تمسك سكان المدينة بزينة «الكريسماس» لتترافق مع تنصيب أوباما أملاً كبيراً لديهم بأنه من سيُخلِّصهم من مشاكلهم، وأنه «سانتا كلوز» الآتي بالهدايا بعد سنوات صعبة، إلا أن أوباما في خطابه اليوم سيذكّر شعبه، حسب ما أعلنه الناطق الرسمي باسمه أمس، بأن مسؤولية التغيير والأمل جماعية، وأن لكل فرد دورا يؤديه، وأنه ليس «سانتا أوباما» مخلصهم من المشاكل، مشدداً في الوقت ذاته على أمله في إمكان التغيير.

إلى ذلك، حطمت واشنطن أمس، الرقم القياسي في عدد دورات المياه المتنقلة في مكان واحد، إذ بلغ عددها في موقع حفل التنصيب سبعة آلاف، تم صفها بعضها إلى جانب بعض، بينما لا يزال العاملون في اللجنة المنظِّمة للحفل يضعون اللمسات الأخيرة للاحتفال، كما وُضعت 20 شاشة ضخمة تمتد على طول «واشنطن مول»، وهي الحديقة المقابلة لمبنى الكونغرس، حيث سيؤدي أوباما قسمه.

back to top