الأمير كرَّم 147 خريجاً من متفوقي الجامعة للعام الدراسي 2007-2008 الصبيح: تخصيص جلسة للتعليم في المؤتمر الاقتصادي تعبر عن رؤية سموه الثاقبة لأهمية تحصيل العلوم
شمل سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد برعايته وحضوره الحفل السنوي لتكريم متفوقي ومتفوقات جامعة الكويت للعام الدراسي 2008-2009.كرم سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد 147 طالبا وطالبة من متفوقي جامعة الكويت للعام الدراسي 2007-2008، في الحفل الذي أقيم صباح أمس بمسرح الشيخ عبدالله الجابر الصباح في الحرم الجامعي بالشويخ، وكان في استقبال سموه وزيرة التربية والتعليم العالي نورية الصبيح ولجنة استقبال الجامعة. وأعلنت الصبيح بدء التكريم بكلمة خاطبت فيها سمو الامير بالقول «اننا اليوم يا صاحب السمو في جامعة الكويت التي تتفضلون بتشريفها كل عام ليزداد فخرنا ويتضاعف اعتزازنا وانتم تحوطون ابناءكم المتفوقين بهذه الرعاية السامية وتشملونهم بهذا التكريم الغالي الذي يتسابقون منذ اول يوم يلتحقون فيه بالجامعة من اجل ان يحوزوا شرفه الكبير»، مضيفة «انكم يا صاحب السمو بهذا النهج العظيم الذي تحرصون عليه كل عام لتؤكدون اهتمامكم غير المسبوق بالتعليم في وطننا العزيز وادراككم السديد لاهمية التعليم في تحقيق التقدم المأمول وصياغة الحياة الطيبة الكريمة للأمم والشعوب».
رؤية سديدةورفعت الصبيح باسمها وباسم كل المعنيين بالتعليم في وطننا العزيز وفي أمتنا العربية الى سمو الأمير «اسمى آيات الشكر واعظم مشاعر الامتنان على ما حظي به التعليم من اهتمام وانتم تقودون منذ ايام بحكمتكم المعهودة ورؤاكم السديدة اعمال مؤتمر القمة العربية الاقتصادية والاجتماعية والتنموية التي احتضنتها دولة الكويت الى النجاح المأمول والانجاز غير المسبوق، فلقد كان تخصيصكم جلسة للتعليم في المؤتمر، رغم تزاحم اعماله وموضوعاته المهمة، خير تعبير عن رؤيتكم الثاقبة لاهمية التعليم باعتباره الركيزة الاساسية لكل تنمية شاملة والقاعدة الاساسية لكل بناء سليم، اقتصاديا كان او اجتماعيا او تنمويا، وانه اقوى الاسلحة وامضاها في مواجهة الازمات في كل زمان ومكان».واشارت الصبيح الى ان «هذا الفكر الاستشرافي الرائد كان جديرا بأن ينال اعجاب كل المشاركين في هذا المؤتمر الجامع الذي ضم القادة والساسة واصحاب الفكر في وطننا العربي، وقد حظي باستحسان وتقدير ابناء امتنا العربية الذين يعلقون آمالا كبيرة على الانطلاقة المباركة للتكامل الاقتصادي التي رسمت هذه القمة ملامحها كما افتخر الكويتيون جميعا بنجاح هذا المؤتمر في ارض الكويت الرائدة والسباقة».وقالت الصبيح « إن الخريجين المتفوقين الذين يحظون اليوم بشرف تكريم صاحب السمو الامير هو نتاج السياسة الراشدة السديدة التي تنتهجها دولة الكويت في تعهد ابنائها وتنشئتهم افضل تنشئة وتوفير كل الوان الرعاية وتهيئة كل اسباب الحياة الكريمة الآمنة لهم واتاحة كل اسباب النجاح والتفوق والتميز»، مؤكدة ان «هؤلاء المتفوقين من الخريجين جديرون بأن نهنئهم بما حققوه بجدهم ومثابرتهم وقوة عزائمهم، ومستحقون لما حازوه من شرف تكريم سمو الامير لهم، واننا لعلى يقين بانهم سيجعلون ما قدمه لهم وطنهم خير دافع على مواصلة مسيرة البذل والعطاء والتفوق والتميز في مواقع عملهم الجديدة، وأنهم لن يدخروا جهدا في النهوض بمسؤولياتهم الوطنية على خير وجه، وانهم سيكونون عند حسن الظن بهم، انجازا ووفاء، ولاء وانتماء لهذه الارض الطيبة التي أنبتتهم خير نبات وتعهدتهم بكل ألوان الرعاية الواجبة».سياج الإخلاصوبدوره أعرب مدير جامعة الكويت د. عبدالله الفهيد عن سعادته بهذه المناسبة بالقول «انه ليسعدني ان ارحب بكم اجمل ترحيب في هذا اللقاء الكريم، الذي يتجدد في كل عام، والذي سيحظى فيه المتفوقون من الخريجين والخريجات برعاية سامية من صاحب السمو امير البلاد، هذا اللقاء الذي يؤكد حرص سمو الامير على تكريم الخريجين المتفوقين وهم يمضون قدما الى الامام. بعد ان تزودوا بالعلم الوافي، والفكر الثاقب، والولاء الوطني الذي هو سياج الاخلاص في كل ما يقدمونه لوطنهم». واضاف الفهيد موجها خطابه إلى سمو الأمير «ان رعايتكم الكريمة لهذا الحفل هي مبعث اعتزاز وفخر لجميع اعضاء اسرة جامعة الكويت، وهي وسام تقدير وشرف لهؤلاء الخريجين جزاء تفوقهم، وحافز لجميع طلبة الجامعة على الجد والاجتهاد لينالوا شرف التكريم المباشر من سموكم، وهي تقدير للعلم في محرابه، وتكريم للعاملين في رحابه، وتشجيع للصفوة من طلابه، فلكم منا يا صاحب السمو جزيل الشكر ووافر التقدير وعظيم الامتنان، لسامي رعايتكم، وكريم عنايتكم».واشار الفهيد الى أن «المبادرة السامية من سمو امير البلاد لاستضافة الكويت في الاسبوع الماضي القمة الاقتصادية التنموية والاجتماعية جاءت نتيجة للجهود الخيرة التي بذلها سمو امير البلاد، ونبعت من احساسه القومي الاصيل، وايمانه بأهمية العمل العربي المشترك. وقد كانت مشاركة هذا العدد الكبير من رؤساء وقادة الدول العربية في هذه القمة ونجاحها في تحقيق الاهداف المنشودة منها في ظل ظروف اقليمية صعبة لدليل واضح للعيان لا لبس فيه على المكانة الرفيعة التي تحتلها الكويت في العالم العربي نتيجة لسياساتكم الحكيمة وجهودكم الجبارة يا صاحب السمو ، والتي أثمرت بالتوصيات التي خرجت بها هذه القمة لتحقيق رغبتكم المخلصة في جمع الصف العربي، وتوحيد كلمته وانطلاق مسيرة التكامل الاقتصادي العربي لخدمة ورعاية الشعوب العربية في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية، ولا يسعني الا ان انتهز هذه الفرصة لارفع إلى مقامكم تحية إجلال وتقدير على مبادرتكم هذه، وما بذلتموه من جهود مضنية في سبيل انجاح هذه القمة الاقتصادية التي ستعود بالخير إن شاء الله على الامة العربية جمعاء».تطوير المناهجوقال الفهيد «من هذا المنطلق القومي الاصيل في ان رفعة الامة العربية تكمن في وحدة صفها وتوحيد جهودها، وبناء على التوجيهات السامية بخصوص اهمية تفعيل دور الجامعات العربية في العمل العربي المشترك، من خلال اعداد المواطن العربي الصالح القادر على خدمة وطنه وامته العربية ومحافظته على تراثها الثقافي والحضاري، والتمسك بالقيم النابعة من ديننا الاسلامي العظيم ورسالته الخالدة فإن الجامعات العربية مطالبة اليوم بالقيام بتطوير مناهج الدراسة فيها بما يحقق هذه الاهداف النبيلة من خلال غرس وتعزيز مفاهيم الانتماء والولاء لهذه الامة المجيدة، خصوصا الان في ظل حقبة العولمة وما يصاحبها من مجاذبات لا تخفى على احد قد تؤدي إلى ضياع الهوية العربية والاسلامية. من اجل ذلك اعطيتم موافقتكم الكريمة على رعاية المؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية في دورته الثانية والاربعين، الذي ستستضيفه جامعة الكويت في الفترة من 8 إلى 10 مارس المقبل ان شاء الله وبمشاركة حوالي مئة وتسعين من رؤساء ومديري الجامعات العربية»، داعيا الله العلي القدير «ان يوفق رؤساء الجامعات إلى الاتفاق على توصيات وقرارات تعزز دور الجامعات العربية في تطوير العمل العربي المشترك، وتؤكد على التواصل بين طلاب الجامعات وتعاون أساتذة الجامعات على مستوى العالم العربي». ولفت الفهيد إلى ان «انعقاد هذا المؤتمر في رحاب جامعة الكويت يؤكد على مكانة جامعة الكويت المرموقة بين الجامعات العربية، وكذلك على دور دولة الكويت الرائد في دعم مسيرة الامة العربية، وهو تفعيل حقيقي لتوصيات مؤتمر القمة العربية الاقتصادية والاجتماعية»، موضحا ان «استضافة جامعة الكويت لهذا العدد الكبير من رؤساء ومديري الجامعات هو انجاز يحسب لجامعة الكويت، ولكنه لن يكون الانجاز الوحيد هذا العام. فعلى سبيل المثال لا الحصر، حصلت كلية الهندسة والبترول لأول مرة في تاريخها على الاعتماد الاكاديمي الكامل من هيئة الاعتماد الاميركية للهندسة والتكنولوجيا مما يعني ان مخرجات كلية الهندسة والبترول في جامعة الكويت تضاهي في جودتها مخرجات كليات الهندسة الاميركية ذات السمعة الجيدة».الاعتماد الأكاديميوبين الفهيد ان كليات أخرى «تسعى حثيثا للحصول على الاعتماد الاكاديمي من هيئات الاعتماد العالمية المختلفة. وهذا يؤكد حرص الجامعة على الرقي بنوعية وكفاءة خريجيها لكي يصبحوا طاقة فعالة وعمالة بناءة تساهم في مسيرة التنمية والتطور لا ان يكونوا بطالة مقنعة تعرقل البلاد وتطورها»، مشيرا إلى ان «من الانجازات التي سترى طريقها إلى النور قبل نهاية هذا العام نتيجة لجهود مخلصة بذلتها ادارات الجامعة المتعاقبة ودعم غير محدود من سمو الامير بدء العمل على قدم وساق في بناء وتشييد الحرم الجامعي المتكامل، الذي طال انتظاره في منطقة الشدادية، لقد اوشكت اعمال التصميم على الانتهاء في العديد من المشاريع الانشائية التي ستطرح قبل نهاية هذا العام، وأولها مشروع تنفيذ البنية التحتية للحرم الجامعي، يليه مشروع انشاء كلية الهندسة، ثم بعد ذلك مشروع انشاء كلية العلوم».وتابع الفهيد «إن المدينة الجامعية في منطقة الشدادية ستكون في مستوى الحلم الذي كان يراودنا جميعا، وستحقق طموحاتنا جميعا، وستكون بمشيئة الله صرحا شامخاً يفخر به كل كويتي مخلص من ابناء هذا الوطن الطيب، ولا يسعفني الوقت لكي أعدد انجازات الجامعة الأخرى، والتي ما كان لها ان تتحقق لولا جهود المخلصين من العاملين فيها من اساتذة، وهيئة تدريسية مساندة، وموظفين، وبدعم سموكم المتواصل، وكذلك مساندة الحكومة الموقرة لها، أقولها بملء فمي ان جامعة الكويت بخير، لا بل وبألف خير، وهي مستمرة في مسيرتها النبيلة للأمام دون تراجع أو حتى توقف، لكي تؤدي رسالتها السامية في خدمة هذا البلد الطيب وأهله ولتكون دائما نبراسا مشعا للعلم والمعرفة، ولن يفت في عضدها او يثني من عزمها لومة لائم».وتوجه الفهيد إلى الخريجين قائلا «أبارك لأوائل الخريجين تفوقهم وأهنئهم جميعا وأهليهم بهذا التكريم الأبوي من سمو أمير البلاد»، آملا ان «يكون عطاؤهم للكويت بلا حدود في سبيل رفعة شأنها، وان يضعوا مصلحة الوطن فوق أي اعتبار، وألا يسمحوا لأي كائن من كان بشق صف الوحدة الوطنية تحت أي مبرر كان، وأخيرا وليس آخر ان يعطوا ويبذلوا قبل ان يطالبوا، وان يدعوا الشكوى والتذمر فهما سلاح العاجزين، وأنتم قد اثبتم في تفوقكم أنكم لستم كذلك، سائلا الله سبحانه وتعالى ان يحفظ الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه وان يبقيها دار أمن وأمان، إنه على كل شيء قدير».كلمة الخريجينوعن متفوقي الجامعة ألقت الطالبة زينب بهبهاني كلمة الخريجين، قالت فيها «إننا نلتقي اليوم يا صاحب السمو في رحاب جامعتنا الحبيبة، وفي القلب لك تحية عرفان وتقدير على تشريفكم حفلنا هنا لتكريم كوكبة من أبنائكم المتفوقين فلسموكم كل الشكر والتقدير»، مشيرة إلى ان «أعز ما نملك في هذا الوطن هو الإنسان وتفضلت سموك بهذه الكلمات القليلة العدد والعميقة المعنى في أكثر من مناسبة وحديث، وإننا اليوم نترجم كلماتك عبر تفوقنا الذي نهديه إليك يا والدنا العزيز. إن حبنا للكويت وفخرنا بانتمائنا لها نعبر عنه اليوم بهذا التفوق الذي جاء محصلة للجد والاجتهاد حتى نسهم في نهضة الكويت ورقيها من أجل ان تكون بلادنا منارة للعمل والعلماء ومقصدا للباحثين عن المعرفة والنور». واضافت بهبهاني «لعلنا نستطيع من خلال هذا التفوق ان نرد جزءا من الجميل لوطننا العزيز، الذي أعطانا ورعانا بلا حدود منذ ولادتنا إلى اليوم بتوجيهاتكم وقيادتكم الحكيمة، فنسأل الله جلت قدرته ان يحفظ الكويت بكم ويسبغ عليكم موفور الصحة والهناء والعافية، ونعاهدكم نحن شباب الكويت وزهرتها ان نحفظ للكويت عهدها، وان نرد هذا الجميل بعطاء فياض متدفق، متسلحين بعاداتنا وتقاليدنا وتعاليم ديننا الحنيف، أسرة واحدة متماسكة في وحدة وطنية، نجتمع كلنا على حب الكويت وأميرها».واشارت بهبهاني إلى ان «اول ما يتبادر إلى فكر خريجي الجامعات وهم على أبواب التخرج هي أبواب العمل ورفض التوظيف، وإننا اليوم بفضل الله تعالى ورعايتكم الكريمة في مواقع العمل الوظيفية ولم يمض على تخرجنا شهور قليلة، ومن هذا المكان نعاهدكم على ان نبذل الغالي والنفيس للمساهمة في دفع عجلة التنمية والازدهار واضعين نصب أعيننا دعوات سموكم لشباب الكويت وأبنائها لأن نجعل منها دولة عصرية مزودة بالعمل والمعرفة يسودها التعاون والاخاء والمحبة».واستطردت بهبهاني «ان من ذكر الفضل لأهله ان نسجل كلمات الشكر والعرفان إلى اساتذتنا الأفاضل، الذين غمرونا بفيض عملهم وكريم عنايتهم حتى بلغنا مرادنا، والى أهلنا وأولياء أمورنا الذين كانوا لنا خير سند ودعم لمواصلة التحصيل العلمي والوصول إلى درجات التفوق، فجزاهم الله خير الجزاء وجعل ذلك في ميزان أعمالهم، ونشأل الله عز وجل ان يحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه وان يديم علينا نعمة الأمن والأمان، في ظل قيادة صاحب السمو أمير البلاد وسمو ولي عهده الأمين».من الحفل• وصل سمو أمير البلاد وسمو ولي العهد إلى الحرم الجامعي بالشويخ في الساعة العاشرة والنصف صباحا، وكان في استقبالهما وزيرة التربية والتعليم العالي نورية الصبيح.• توافدت الشخصيات المهمة إلى الحفل بدءا من الساعة التاسعة وخمس وأربعين دقيقة.• قدمت الوزيرة نورية الصبيح هدية تذكارية إلى سمو الأمير.• كرم سمو الأمير 147 متفوقا بواقع 10 متفوقين من كل كلية فضلاً عن الدراسات العليا.