آمال: القبطان... دشمو

نشر في 06-03-2009
آخر تحديث 06-03-2009 | 00:00
 محمد الوشيحي نفسي ومنى عيني أن تستقر السياحة السياسية الكويتية ولو ربع ساعة فقط، واستقرار الساحة لا يحتاج إلا إلى صعود سمو رئيس الحكومة المنصة. حينئذ سنتمشى في الساحة السياسية وننثر الحَب للحمام في الميادين العامة، وسأجلس أنا على قهوة في ناصية «الساحة» أغازل كل جميلة تمر من أمامي: «يحيا الجينز»، وستجلس هي على الطاولة المجاورة وسيرن هاتفها على نغمة: «سوّ كأنك ما دريت وبوسني، وسوّها ثاني على انك تعتذر، وقول آسف ما انتبهت ولمّني، والعذر مقبول ولك مني شكر»، فتضع يدها على فمها خجلا، فأنهض من كرسيي لأطبق التعليمات كما سمعتها... لكن ماذا نقول في حكومة أماتت الحمام جوعا، وحرمتني من الفاتنة ذات الجينز؟.

وتشرشل، القائد الانكليزي العظيم، يقول: «أعطني قطيعا من الغزلان يقوده أسد، ولا تعطني مجموعة من الأسود تقودها غزالة». فالذئاب الجائعة عندما تشاهد الأسد في المقدمة ستهرب للنجاة بحياتها فينجو قطيع الغزلان، بينما الغزالة لو تقدمت الصفوف ورأت ذئبا عابر سبيل فستهرب وستسقط في الحفرة ليتساقط الأسود خلفها! ونحن، كشعب، مجموعة من الأسود، أو بعضنا على الأقل، وتقودنا حكومة - كما الغزالة - تقف ونقف خلفها على شفايف حفرة، ومصيرنا مرتبط بمرور ذئب.

وكلما ضاقت الدنيا على حكومتنا استعانت بالمنقذ «دشمو»، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء السابق، الدكتور اسماعيل الشطي، خبير السقوط في الحفر، وهو رجل محنك، نصيحة واحدة منه و«سينقطع عملك إلا من ثلاث»، وسيتبرع لك الورثة بماء سبيل! والحكومة كما الغارق الباحث عن قشة يتعلق بها، فتعلقت بدشمو واحتضنته ونثرت دموعها على صدره، ودشمو صخرة ثقيلة ستهوي بالحكومة إلى قاع المحيط، هناك بجانب حطام تايتانيك، والوزراء من غير الشيوخ كالمسافرين في تايتانيك، غلابة، لا علاقة لهم بغرفة القيادة، وسيصرخون معنا - بعدما يغرق الجميع - كما صرخ عادل إمام: «ايه اللي حصل؟ مين اللي طفّى النور؟».

ودشمو، كما علمت، أشار على الحكومة بأن تلجأ إلى المحكمة الدستورية، وهي طريقة مستهلكة انتهت مدة صلاحيتها، الهدف منها «تأخير الساعة»، وقضاؤنا موضع تقدير بلا شك ولا عك، لكن البرلمان سيمشي في طريق الاستجواب، لن يعوقه شيء. وهناك أحاديث عن أن الحكومة ستطلب من المحكمة الدستورية الرد قبل موعد انعقاد الجلسة المقبلة، ولو أقرت المحكمة الدستورية بدستورية الاستجوابين فستنافس حكومتنا ندابات البصرة باللطم ونثر التراب على الرؤوس والنحيب.

مرة أخرى، لو صعد الرئيس المنصة، لاستقرت الساحة، ولتلذذ الحمام بالحَب، ولاستمتع الشباب بمشاهدة الحسناوات ذوات الجينزات الضيقة.

back to top