سيد التناقضات

ياسيد التناقضات أتمنى أن تتوافق مع قناعاتك التي أعلنتها وتستقيل من مجلس الأمة لتعطي أبناء دائرتك الفرصة أن ينتخبوا من يحترم عقولهم، ويدافع عن مكتسباتهم التي يعتزون بها، وقبل ذلك كله ينتخبون من يحترم قسمه.

تعودنا، ومنذ فترة ليست بالقصيرة، أن يستغل أعداء الدستور والمتضررون من وجود الديمقراطية كل فرصة سانحة للتأليب والدعوة إلى إلغاء مجلس الأمة وتعليق الدستور ليسرحوا بالديرة طولا وعرضا، نهبا وسلبا بلا حسيب ولا رقيب.

ولكثرة هذه الدعوات فقد ازددنا مناعة ضدها وزادتنا تمسكاً بمكتسباتنا الشعبية ومؤسستنا الدستورية، فكلما ارتفع صراخهم للمطالبة بإلغائها زادت قناعتنا بأن سياط الرقابة الشعبية قد ألهبت ظهورهم، فالصراخ دائما على قدر الألم.

لكن مايثير الاستغراب أن تأتي دعوة علنية من أحد أعضاء هذه المؤسسة مطالبا بإلغائها وتعليق الدستور، وهي دعوة تحمل في طياتها العديد من التناقضات، وأولها أنه قد نسي أو تناسى قسمه الذي أداه في بداية دور الانعقاد بالحفاظ على الدستور الذي يجاهر بالدعوة إلى إلغائه! وأتعجب ممن يحنث بقسمه وهو من يدّعي التدين! فالقسم والحفاظ عليه شيء عظيم كما يعلم الجميع.

وثاني هذه التناقضات أن هذا العضو كان قبل بضعة أيام «يلعلع» على إحدى المحطات الفضائية منتقداً تكرار حالات الحل الدستوري للمجلس، مستغربا أن يُحمَّل مجلس الأمة كل أخطاء العملية السياسية في البلد، وقد أرعد وأزبد سيد التناقضات مهدداً كل من يحاول أن يمس «المكتسبات الشعبية للشعب الكويتي»، متناسياً أن الحل الدستوري حق أصيل لسمو الأمير، ويطالب الآن بالحل غير الدستوري.

وثالث هذه التناقضات أن العضو المحترم يستميت في كل انتخابات للوصول إلى المجلس الذي يدعو إلى إلغائه، بل إنه في أحد الانتخابات قد صب اللعنات على ناخبي دائرته عندما أسقطته الإرادة الشعبية.

ياسيد التناقضات أتمنى أن تتوافق مع قناعاتك التي أعلنتها وتستقيل من مجلس الأمة لتعطي أبناء دائرتك الفرصة أن ينتخبوا من يحترم عقولهم، ويدافع عن مكتسباتهم التي يعتزون بها، وقبل ذلك كله ينتخبون من يحترم قسمه.