تراجع أسعار الأسمنت في السعودية يلقي بظلاله على أسواق الخليج بلغ 8 ريالات للكيس والسعر الرسمي 13 ريالاً
تراجع سعر كيس الأسمنت في المنطقة الشمالية في السعودية إلى 8 ريالات فقط، رغم ان وزارة التجارة حددت السعر الرسمي عند 13 ريالا تقريبا بسبب الكساد وتكدس المستودعات بالمخزون، الأمر الذي قد ينسحب على الأسعار في الخليج.تتواصل حرب الأسعار في سوق الاسمنت السعودي، مما هبط باسعاره الى مستويات لم يكن يتوقعها اكثر المتشائمين من العاملين في هذا السوق، اذ وصل سعر كيس الاسمنت في المنطقة الشمالية الى 8 ريالات فقط، رغم ان وزارة التجارة حددت السعر الرسمي عند 13 ريالا تقريبا، غير ان الكساد وتكدس المستودعات بالمخزون جعل اسمنت الشمالية يعرض الكيس بهذا السعر للراغبين في بيعه خارج حدود المنطقة الشمالية.
ورغم ظهور بوادر حرب الاسعار فإن المهندس عبدالله العيسى رئيس مجلس إدارة شركة أسمنت العربية بتبوك استبعد حدوثها، وقال: مثلما كنا نرغب في ان تقبل أسعارنا وهي مرتفعة لابد أن نتقبل أن نبيع حاليا بأسعار أقل.وحول نهج بعض شركات الأسمنت لغزو اسواق اخرى باسعار زهيدة كما فعلت شركة اسمنت الشمالية لبيع الكيس في المنطقة الغربية بـ8 ريالات ونصف الريال فقط اكتفي بالقول: العربية للأسمنت لن تبيع بهذا السعر، واذا كان ذلك يناسبهم فهذا شأنهم.ولكن العيسي عاد وأكد ان الأسعار مرشحه للهبوط اكثر لان الأسمنت سلعة تتأثر بمعطيات السوق في العرض والطلب. وعن الضغوط التي تمارسها شركات الأسمنت اليوم على وزارة التجارة بشأن إلغاء قرار منع التصدير، قال ان شركته لم تبين خططها الإنتاجية والتسويقية على التصدير للخارج، فكل خططها مبنية على السوق المحلي، مما يعني ان التأثر الذي وصلنا من قرار منع تصدير الأسمنت للخارج محدود جدا، كاشفا أن شركته في عام 2008م قامت بالاستيراد من الخارج لتغطية زيادة الطلب في السوق المحلي دون أن يعطي تفاصيل عن حجم الكميات.ومن جانبه، لم يستبعد د. أحمد عبده زقيل الرئيس التنفيذي لمصنع نجران للأسمنت حدوث حرب اسعار بسوق الأسمنت، لاسيما في المنطقتين الغربية والوسطى إذا لم تبادر وزارة التجارة والصناعة الى اعادة فتح التصدير للخارج، ونطالب كمصانع بوضع آليات لهذا التصدير، وهو أن يكون مقننا، كأن يسمح لمصانع نجران والجنوب بالتصدير إلى اليمن وباقي إفريقيا الجنوبية مثلا، ومصانع الجوف والشمالية تصدر للعراق والأردن وسورية، ومصانع تبوك تصدر للأردن ومصر وهكذا.واشار زقيل إلى أن ملامح هذه الحرب بدأت منذ ان قامت بعض المصانع بايصال منتجاتها الى مناطق اخرى، فإنتاج مصنع أسمنت السعودية من الدمام وصل إلى أسواق الطائف كما ان اسمنت الشمالية وصل الى جدة، وهو مؤشر بدايات هذه الحرب، وستستمر وتتوسع بدخول مصنعين كبيرين الى السوق قبل نهاية النصف الأول من هذا العام، وهما مصنع الجوف والصفوة برابغ وتشغيل توسعة مصنع أسمنت السعودية بالدمام.وتابع: اعتقد أن المنطقتين الغربية والوسطى ستكون الساحة الأكبر لهذا الصراع من حرب الأسعار لما تملكانه من توسع عمراني ومشاريع ضخمة، اما بخصوص التصدير فأتوقع ألا يتجاوز حجم الكميات المصدرة من الأسمنت 10 ملايين طن في ظل فائض يزيد على 25 مليون طن، حيث إن استهلاك السوق السعودي اليوم في حدود 30 مليون طن والإنتاج في حدود 55 مليون طن، ومرشح للوصول الى 60 مليون طن خلال السنة الحالية، وهناك الكثير من الإجراءات والاتصالات ما بين أصحاب المصانع ووزارة التجارة للعمل على إلغاء قرار منع التصدير اوفتحه كما قلنا وفق آليات معينة.ومن جانبه، لم يستبعد د. زامل المقرن الرئيس التنفيذي لأسمنت الشرقية حصول حرب الاسعار، والسبب تأثيرات الأزمة العالمية على الأسواق الإقليمية وتكدس الأسمنت لديها، لاسيما القارة الهندية، وأمام هذه الأزمة لابد أن يكون هناك حرب أسعار، وأشار في حديثه للمدينة من خارج المملكة حيث يقضي إجازته حاليا، ان أسعار الأسمنت لدى شركته لم تتأثر بل انها كانت مستقرة منذ عام 2007م وحتى الان، واستدرك قائلا ان خطوات بعض المصانع خصوصا بالمنطقة الشمالية بتخفيض أسعار الأسمنت لديها يعود الى عدم وجود أسواق لديها لذا لابد من الذهاب الى المدن الكبيرة، اما بالنسبة الى وصول إنتاج أسمنت شركة السعودية بالدمام الى الطائف قال انه لم يسمع بذلك ولكنه غير مستغرب.