آمال الجهراويون... لا يعيدون الأحذية

نشر في 10-03-2009
آخر تحديث 10-03-2009 | 00:00
 محمد الوشيحي الزميل مساعد مدير التحرير سعود العنزي، ذو القلب الوسيم (معذرة بو راشد، كتبت «الزميل الوسيم» ومسحتها بعدما تذكرت أن «حبل الكذب قصير») اقترح علينا، نحن الكتّاب، التعقيب على تعليقات القراء المنشورة في موقع الجريدة، من باب التفاعل مع القارئ.

أثناء حديث أبي راشد تذكرت اللقاء الذي أجراه معي «منتدى الشبكة الوطنية»، أكبر موقع إلكتروني كويتي، وكان ضمن آليات اللقاء «الرد المباشر على أسئلة أعضاء المنتدى مدة ساعتين»، وامتدت الساعتان إلى عشر ساعات، هذا مع الاستعجال. وبسببي أُلغي بند الأسئلة المباشرة نهائيا.

يمينا بالله، سأعُك الدنيا، وأخشى أن تُطلَّق نساء وتترمل أخريات إذا تم الاعتماد عليّ في الكمبيوتر والإنترنت. والزملاء هنا في «الجريدة» يعرفون غشامتي الفاقعة في الكمبيوتر رغم أنني مهندس! لكن هذا لا يمنع متابعتي لأغلبية - أو كل - ما يُكتب عني في الإنترنت واستمتاعي بمعرفة بعض المعلومات عني، التي لم أكن أعرفها من قبل. وقد كتب أحدهم أن «الوشيحي يتعرض للطرد من ديوانيات قبيلته بعد مهاجمته الانتخابات الفرعية»! قرأت ذلك وتذكرت أنني كنت البارحة ضيفا على الشيخ فيصل خالد بن حثلين، وقبلها كنا نفكر في السفر معاً، أنا ومحمد سلمان بن حثلين، وقبلها أيضا وبعدها حاولت وأحاول أن ألبّي أكثر عدد ممكن من الدعوات لزيارة دواوين أبناء العمومة، وأتشرف بذلك. وسرت الإشاعة وتكاثرت ونصحني الربع بالرد والتوضيح فرفضت.

وكتب آخر: «صحافة آخر زمن يكتب فيها الصيّاع، والوشيحي أحد أبناء الشوارع المعروفين في منطقة الجهراء»، وهذا كذب بواح عطره فوّاح، والصحيح أنني «كنت أحد أبناء الشوارع المعروفين في الصباحية العظيمة»، ويبدو أن صاحبنا ضعيف في الجغرافيا. والجهراء زرتها مرة واحدة - أثناء الحقبة الشوارعية - بدعوة كريمة من أحد الأصدقاء للمشاركة في هوشة، وأتذكر أننا عندما وصلنا إلى الجهراء والتقى الجمعان في الموعد والمكان المحددين، وخلال ساعة أو أكثر قليلا، تفرق الأعداء بددا وكانوا أقل منا عددا. وأثناء تقاسمنا الغنائم (أحذية الأعداء)، مرّ بجانبنا ابن عم صاحبي يجري هاربا بأقصى سرعة، وكان سمينا يشار إلى كرشه بالبنان، وقال لنا كلاما لم نفهمه، الله لا يوفقه، وضحكنا على منظر فخذيه أثناء هروبه، ويبدو انه لايزال يجري هاربا إلى اليوم، وخلال دقيقة حلّت الطامة، وكبس علينا الأعداء يرافقهم اخوتهم الكبار (كان متوسط أعمارنا ما بين 12 و 13 سنة، بينما كان الأعداء الجدد على مشارف العشرين من أعمارهم)، وسبحان الله تبدلت الأحوال، وأخذوا هم أحذيتنا غنائم، والأحذية يوم لك ويوم على دماغك، وعدتُ إلى الصباحية مظفرا حافيا أعرجَ بعين زرقاء، لكنني تماسكت، والله على ما أقول شهيد، ولم أبكِ إلا بعدما دخلت البيت.

شطح القلم، وشطحت معه إلى الجهراء، وابتعدت عن موضوع التعليقات والردود عليها. وأظن أنه من باب أولى أن أرد على الإيميلات التي تصل إليَّ، بدلا من أن أكتفي فقط بقراءتها من دون رد، لأن الكثرة تغلب الشجاعة. ثم إننا ككتاب لدينا المساحة لطرح آرائنا فلماذا نزاحم القراء في مساحاتهم؟ ومع ذلك سأحاول أن ألبّي طلب الزميل أبي راشد، وذنبه على جنبه، وسأرد على التعليقات «في حدود موضوع المقالة».

* * *

بعدما دفع الزميل نبيل الفضل آلاف الدنانير تعويضا للنائب مسلم البراك، ضحكت إلى أن انكشف حساب دموعي وأعلنت إفلاسها، وهات يا شماتة على حبيبنا الخارج على القانون نبيل بن فضل، وسرّبت اشاعة بأنه يبيع عفش بيته للوفاء بمبالغ البراك، ثم اتصلت بالنائب البراك مهنئا: «راعي النصيفة سالم يا بوحمود»، ودارت الأيام، وها هو وزير المالية مصطفى الشمالي يرفع ست قضايا على البراك، وهي حادثة تحدث للمرة الأولى في تاريخ الكويت، أن يرفع وزير دعاوى قضائية على زميله النائب وهما متزاملان في البرلمان نفسه!

ولو استشارني النائب البراك لنصحته بأن يجمع الاثنين، الفضل والشمالي، ويطلب من الأول تحويل الغرامات مباشرة إلى الثاني، اختصارا للوقت! ولأن للصاحب على صاحبه حقا، فسأفتح باب المزاد على عفش بيت مسلم البراك: خمسة آلاف دينار... تبيع؟

والأخبار السعيدة لا تأتي فرادى، إذ بلغني أن النائبين عبد الصمد ولاري رفعا دعاوى قضائية ضد الزميل في جريدة «الراي» سعود العصفور، وبما أن أبا عبدالعزيز لا يمتلك بيتا فأنا على استعداد لشراء سيارته على خرابها.

back to top