الكويتيون يحيون الذكرى الـ 18 للغزو الصدامي الآثم
أحيا الكويتيون امس الذكرى الثامنة عشرة للغزو الصدامي للكويت، وتذكروا خلالها بألم ما اقترفه أزلام صدام في الكويت من مجازر وحشية وأعمال اجرامية تقشعر لها الأبدان، واعادت هذه الذكرى الى الاذهان ما قام به الطاغية صدام حسين واعوانه من ازهاق للأرواح الآمنة من غير ذنب، وقتل للاسرى بدماء باردة، بالإضافة الى الدمار والحرائق والنزوح القسري والسلب والنهب، إذ استيقظ ابناء الكويت في الثاني من اغسطس عام 1990 على اصوات الدبابات العراقية التي لم تراع حق الجيرة ولم تصن وحدة الدم العربي، فاحتلت بلدا عربيا مسلما ومسالما بأوامر من طاغية العراق، متذرعا بأسباب واهية وغير منطقية ظنا منه انه سيكون قادرا على ابتلاع دولة كاملة السيادة وانتهاك الشرعية الدولية، ورفضت دول العالم والمنظمات الإقليمية والدولية العدوان العراقي الآثم، وطالبته بسحب قواته من الكويت تمهيدا لعودة الكويتيين وحكومتهم الشرعية الى وطنهم، وسعى رؤساء دول عربية وغير عربية وأمين عام الأمم المتحدة الأسبق خافيير بيريز دي كويار ومسؤولون كبار من مختلف القارات الى اقناع طاغية العراق بسحب قواته من الكويت واعادة الأوضاع فيها الى ما كانت عليه قبل الثاني من أغسطس عام 1990 من دون جدوى.
وخلال تلك الفترة أصدر مجلس الأمن الدولي مجموعة من القرارات طالبت جميعها بوقف العدوان على الكويت وسحب القوات المعتدية والحفاظ على الممتلكات المادية وغير المادية الكويتية وعدم تغيير الطبيعة الديمغرافية لها ووقف جميع أعمال القتل والتشريـد والتدميـر، لكن الحكمة كانت غائبة عن عقول المحتلين الذين رفضوا الانصياع للحق، فعاث الجيش العراقي فسادا في الارض والبحر والجو، وزاد طغيانه عندما لم يجد قبولا من اي كويتي في الداخل او الخارج، وواجه عصيانا مدنيا ولحمة كويتية تجلت في اعظم صورها حين تم تشكيل فرق للمقاومة الشعبية قابلت القوات الغازية بكل صمود وبطولة رغم ضعف الامكانات، فسقط الشهداء وأسر الكثيرون لا لسبب اقترفوه سوى انهم صمدوا في وجه الاحتلال، وستبقى معركة القرين شاهدة على الصمود الكويتي، وعندما يئس المحتل من استمالة الكويتيين وبدأ يشعر بالضعف والخوف، سلط قوته على استهداف البنية التحتية للدولة، فشن حربا تدميرية على المؤسسات الجكومية والممتلكات الخاصة، لكن ذلك كله لم ينل من وحدة الشعب الكويتي، وبدأت حرب التحرير فجر السابع عشر من يناير 1991 بقصف جوي مكثف، تبعته حرب برية وسط تصميم كامل من دول التحالف على إنهاء هذا الاحتلال البغيض، وامام هذا التفوق العسكري الواضح لقوات التحالف لم يجد النظام العراقي العاجز من وسيلة للرد اسهل من حرق الآبار النفطية الكويتية، فكان ذلك جزءا من سلسلة جرائمه التي امتدت لتنال البيئة هذه المرة، وتحت وقع هذا القصف الجوي والبري المكثف اشرقت شمس الحرية على كويتنا الحبيبة في 26 فبراير 1991 وسط فرار من تبقى من ذيول الجيش العراقي البائد والمهزوم.
وعندما عادت الشرعية الكويتية الى الوطن، وضعت خطة شاملة لإعادة تعمير الكويت التي كان معظمها مدمرا ومنشآتها الأساسية معطلة، ونجحت في تنفيذ خطة للتعمير كلفت ما يقرب من 70 مليار دولار، واحتفلت بإطفاء آخر بئر نفطية من الآبار المحترقة، كما عملت على تطهير بيئتها البرية والبحرية من الألغام التي زرعها المحتلون وسقط من جرائها مئات الضحايا من الأبرياء، ومازال بعضها الى اليوم يحصد أرواح البشر او يصيبهم بإعاقات جسدية مختلفة.