وزارة الأوقاف المصرية تطلق معركة خلع النقاب توزع 100 ألف نسخة من كتاب النقاب عادة وليس عبادة رغم احتجاجات المتشددين

نشر في 14-11-2008 | 00:00
آخر تحديث 14-11-2008 | 00:00
معركة صعبة قررت وزارة الأوقاف المصرية أن تخوضها ضد النقاب الذي يخفي وجوه النساء، إذ تعتزم إصدار كتاب «النقاب عادة وليس عبادة»، داعية المنتقبات إلى كشف وجوههن.

مع تزايد عدد المنتقبات في مصر خلال السنوات الأخيرة تبدو مهمة خطباء المساجد غاية في الصعوبة، ولاسيما بعد أن قررت وزارة الأوقاف توزيع كتاب «النقاب عادة وليس عبادة»، الذي ستطبع منه 100 ألف نسخة على أئمة وخطباء الأوقاف، وإجبارهم على إلقاء خطبة موحدة لصلاة الجمعة.

يقول مؤلفو الكتاب وأبرزهم الوزير الحالي نفسه د. محمود حمدي زقزوق، إن «النقاب ليس من الدين في شيء وليس له أصل في الشريعة، وقد يؤدي إلى تأصيل الفكر المتشدد».

ورفض زقزوق محاولات تفسير النقاب على أنه علامة على التدين وقال «هذا أمر مغلوط لابد من توعية الناس به»، مشدداً على أن «النقاب لا صلة له بالحرية الشخصية، وإنما هو ضد الطبيعة البشرية، وضد مصلحة الوطن، وفيه إساءة للدين بالغة وتشويه لتعاليمه»، بينما انتشرت أخيراً مجموعات شبابية على موقع «فيس بوك» ترفض ارتداء النساء للنقاب لكون بعضهن يتخذنه ستاراً لارتكاب جرائم، وتعد مجموعة «اخلعي نقابك» هي الأشهر والأكثر إقبالاً من جانب الشباب، وقد دعت أخيراً إلى مقاطعة المحجبات في المؤسسات الحكومية.

ومن جانبه، رحب الشيخ علي عبدالباقي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية بالكتاب، معتبراً أنه «خطوة جيدة وجريئة»، وقال «النقاب ليس فرضاً كما يدعي البعض، كما أنه يؤدي إلى مفسدة، إذ يتستر وراءه المتسولون والرجال اللصوص، والنقاب زي كأي موضة قد ترى فيه المرأة الحسن وقد ترى فيه أخرى القبح، ولكل ما ترى، عموماً المتشددون دائماً لا يعجبهم الرأي الصحيح وهم يثيرون الفتن في المجتمع، ومن المتوقع أن يثير السلفيون والإخوان المشاكل فور صدور هذا الكتاب وتعميم أفكاره على المساجد».

وقالت د. آمنة نصير، أستاذة العقيدة والعميد الأسبق لكلية الدراسات الإسلامية بنات بجامعة الأزهر: «قضية النقاب نجدها لدى اليهودية بالرجوع إلى سفر التكوين، إصحاح 24 و38، إذ نجد النساء اليهوديات مثل لامارين ورفقة وهن منتقبات عندما يخرجن من البيت، ونجد في شروح التلمود المشنى والجيماري ما يؤكد شريعة النقاب لديهم، باعتباره مسألة أساسية حتى ان موسى بن ميمون يعتبر مَنْ تخلع النقاب كأنها خلعت اليهودية. إذن الإسلام جاء ووجد النقاب متوارثاً سواء لدى مَنْ تشدد فيه أو مَنْ أخذه كعادة ألفوها من الشريعة اليهودية وترسخت في إطار التقاليد والعادات الاجتماعية ونجده لدى البدو ولدى المجتمعات التي حرصت عليه بأشكال مختلفة.

وتضيف د. نصير: تلك هي حقيقة النقاب، جاء الإسلام فلم يفرضه ولم يرفضه وفرض الزي الإسلامي المحتشم (لايصف ولا يشف وليس به خيلاء)، والآية القرآنية تقول «وليضربن بخمرهن على جيوبهن»، فتحديد الجيب هنا معناه أن الوجه غير مُغطى، ولو أراد الله تغطية الوجه لقال «وليضربن بخمرهن على وجوههن»، وعندما يأمر الله النساء والرجال بغض البصر، فهذا معناه أن الوجه مكشوف «قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون» (النور 30). وقوله «وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها...» (النور 31).

ورفض د. عبدالحي الفرماوي، أستاذ أصول الدين بجامعة الأزهر، اعتبار النقاب مجرد عادة وقال: «النقاب فضيلة وليس فريضة، وإحرام المرأة في وجهها وكفيها، إذن الأصل أن تغطي المرأة وجهها، وللنقاب أصل شرعي في الإسلام، وكانت النساء في عهد النبي ينتقبن».

back to top