مطاعم القاهرة تحتمي بأولياء الله الصالحين وتتفاءل بموسى

نشر في 11-12-2008 | 00:00
آخر تحديث 11-12-2008 | 00:00
No Image Caption
 القاهرة - جيهان الغرباوي اتبع دليلك السياحي إلى حيث مساجد القاهرة القديمة، وأينما وجدت مقاما لآل البيت الطيبين، فسيكون حتما إلى جواره دكان أو مطعم شهير، لا ينقطع الرزق عن عتبته السعد، اعتاد الناس أن يقصدوه آناء الليل وأطراف النهار، فيهم العامة والأثرياء والسياح، خصوصا من الدول العربية، وفيهم أيضا نجوم الفن والسينما وبعض أبرز الشخصيات السياسية والإعلامية ولاعبي الكرة ذوي الشعبية الكاسحة.

بعض هذه المطاعم له تاريخ طويل، ومنها ما يزيد عمره على عمر دولة مثل أميركا أو إسرائيل! وبينها جميعا أشياء مشتركة، وإن كانت غير مقصودة، أهمها البساطة المتناهية، والإحساس بالحميمية، وجودة الطعام مع اعتدال الأسعار، مع ثقة واعتزاز شديدين تلمحهما في أداء العاملين بالمكان، رغم أن لكل منهم عيوناً طيبة وابتسامة ود مخلصة لن يعزها عليك طالما بادلته التقدير المناسب.

أما صور الشيخ الشعراوي والدكتور أحمد زويل فسوف تجدها غالبا قاسماً مشتركاً أعظم، وكأنها تميمة حظ، أو شهادة جودة معتمدة يجب تعليقها في مكان ظاهر بالمحل! الرفاعي للكباب والكفتة، اسم معروف بالسيدة زينب، انصحك أن تقصده قبل الفجر بساعتين -بعضهم يذهب إليه عقب خروجه من السينما، حفلة منتصف الليل- هناك عند باب السيدة المفتوح ستجد بائعا للكسكسي على عربة خشبية بيضاء متجولة، لكنها لا تغادر مكانها الاستراتيجي أبدا، لو سألته عن الرفاعي فسيشير لك تلقائيا وبكل سرور نحو حارة مختبئة في الناحية المقابلة «أمامك بالظبط»، وهناك ستعرفه بسهولة وأنت تتبع دخان الشوي الأبيض الكثيف، ذي الرائحة التي لا تقاوم.

«الويلكم درنك» عند الرفاعي «كوب من الويسكي»، أو هكذا يطلق هو على ماء السلطة المتبل بمذاق الشطة الحمراء.

وقبل أن يلعب «الويسكي البلدي» برأسك، ستكتشف أنك كما لو كنت داخل استوديو أو معرض تصوير فوتوغرافي، وليس مجرد مطعم للكباب والكفتة، فعلى الجدران حولك عدد مهول من صور الحاج رفاعي مع عمرو موسى وأسامة الباز ونور الشريف وحسام حسن، وطبعا مع الدكتور زويل والشيخ الشعراوي، بخلاف عشرات آخرين من نجوم الفن والصحافة والمجتمع، وكأن مصر كلها تأتي إلى هنا على دفعات، لتحتسي «الويلكم درنك» الرفاعي ثم تذهب لتتوضأ وتستغفر وتهرول نحو جامع السيدة زينب، عسى ألا يفوتها صلاة الفجر حاضر!

وأبورامي في «المدبح»، أشهر من النار على العلم، بالقرب من جامع السيدة عائشة وسور مجرى العيون الأثري العتيد، ستجده شامخا وكأنه قلعة من دورين، مزينة بالأعمدة الضخمة والنجف أو الحليات النحاسية الغالية، رغم أنه منذ أعوام قريبة، كان مجرد خيمة كبيرة ليس إلا، داخل أحشاء منطقة شعبية للغاية، لكن بركة السيدة عائشة حلت عليه -في ما يبدو- فحولت منطقة المدبح إلى منطقة سياحة علاجية عالمية، بسبب تأسيس مستشفى 57.3.57 على بعد أمتار قليلة من أبورامي!

back to top