هل بات النمش موضة رائجة؟
قررت مجلة Vogue الأشهر في عالم الأزياء والموضة اعتبار النمش جذاباً مجدداً. ويحصل هذا النوع من الأمور مرة كل ثماني سنوات عندما يكتب شخص ما في إحدى المجلات عن «روعة» النمش، قبل فترة قصيرة من صدور مقال عن جاذبية الشعر الأحمر أو بعدها مباشرة.
وهذا أمر يناسبني تماماً فالنمش يكسو بشرتي؛ وجهي وذراعيّ وظهري وساقيّ، وأي رقعة صغيرة من بشرتي تعرضت لأشعة الشمس لأكثر من خمس دقائق.وفي هذا الاطار كتب ألكس بايلمز في مجلة Vogue: «النمش مثير جداً، يُشعر الآخرين برغبة في لمسه وتقبيله، إنه يستفزهم. إذا لاحظتُ أن جزءًا من جسمك يكسوه النمش، لن أستطيع منع نفسي من التساؤل عن الجزء الباقي. إذا كان النمش يكسو وجهك، ماذا عن ظهرك ومعدتك...؟»من الجميل القول إن النمش رائج، لكن بالنسبة إلينا نحن الذين نعاني منه، فهو يكسو أنفنا أو حتى جسمنا بكامله كما هي الحال مع الممثلة ليندسي لوهان، سنحتاج إلى أكثر من مجرّد مقال في مجلة لتقبل هذا الأمر كامتياز.طوال حياتي نظرت (من دون إعجاب عادة) إلى النمش، اعتدت سماع التعليقات، بعضها سخيف والبعض الآخر مضحك، أذكر تعليقاً سمعته في الباص عندما سأل صبي والده، «ما خطب هذه السيّدة؟ لمَ بشرتها منقّطة؟» في انكلترا، إذا كبرت وأنت تعاني من النمش إنهال عليك الناس بوابل من الانتقادات والتعليقات. ويُذكر أن النمش سببه طبقة غير متساوية من الميلانين داخل البشرة (تصبح بنية اللون عندما تتعرض لأشعة الشمس ما فوق البنفسجية). لدى الأشخاص الذين لا يعانون من النمش ينتشر مركب الميلانين بالتساوي في جسمهم، لذا تكتسب بشرتهم السمرة بشكل متساوٍ عندما تتعرض لأشعة الشمس. لا يولد المرء ببشرة مكسوة بالنمش بل يكتسبها مع تعرضه لأشعة الشمس وقتاً طويلاً، يزول بعض النمش لدى تجنبها، ويبقى البعض الآخر بشكل دائم. ثمة تقليد يقضي بوصف أصحاب البشرة المكسوة بالنمش بأنهم فاشلون أو بشعون أو سيئون. في رواية A Passage To India للكاتب إي. أم. فورستر مثلاً يصف البطل، الدكتور عزيز، شخصية أديلا كويستد بأنها غير جذابة لأنها «نحيفة جداً ومكسوة بالنمش». أثناء تأليف شخصية «كاليبان»، المخلوق المشوه في مسرحية The Tempest، اختار شكسبير أن يجعله «صبياً يكسو النمش بشرته»...بالتالي ليس من المفاجئ أن يكره الناس أصحاب البشرة المكسوة بالنمش واعتبارهم غريبي الأطوار أو قبيحين، فعندما ألتقي أشخاصاً يكسو النمش بشرتهم مثلي، أنا نفسي أجدهم غريبي الأطوار.كذلك، لا أصدّق الرجال الذين يقولون إنهم يحبون البشرة المكسوة بالنمش. فالفتيات المنمشات البشرة كبرن وهنّ يعتبرن النمش أمراً سلبياً لذا لا يستطعن التفكير في تقبل الآخرين له، أو بالأحرى الإعجاب بهن وببشرتهنّ المنمشة. لا تعتبر البشرة المنمشة في إنكلترا مشكلة كبيرة كما هي في بعض البلدان الأخرى، أذكر في طفولتي، أن ولداً أفريقياً صرخ لدى رؤيتي، وأن جدّتي أصطحبتني في أحد الأيام إلى الطبيب وسألته عن كريم لتبييض النمش. مع الوقت يتعلم المرء كيفية التعايش مع خصائص جسمه التي يتمنى لو أنها مختلفة. في طفولتها، كانت جوليان مور، ممثلة هوليوود الشهيرة، تُلقَّب بـ{حبة الفريز المنمشة الوجه» وألَّفَت كتاباً للأولاد عنونته بهذا اللقب يتحدث عن طفلة تحاول التخلص من النمش، وتختصر فيه علاقة معظم أصحاب البشرة المنمشة ببشرتهم. مازلت أكره النمش مهما كان رائجاً، لكنني أحاول أن أشغل نفسي بأمور أخرى أكثر أهمية.