ديوانيات الاثنين: الحدث ليس بعيداً ولا يمكن نسيانه (13)

السلطة تقابل الحوار بخراطيم المياه والقنابل ذروة الصدام بين المواطنين وقوات الأمن في تجمع الفروانية

نشر في 19-02-2009
آخر تحديث 19-02-2009 | 00:00


منذ تسعة عشر عاماً وتحديداً في الرابع من ديسمبر 1989، حين كانت الكويت تعيش زمنا مأزوماً بلا دستور، بدأت «الحركة الدستورية»، وهي تحالف شعبي موسع قاده 30 نائباً في مجلس الأمة الذي حُلَّ عام 1986، وفعاليات مبدعة من مختلف قطاعات الشعب الكويتي، المطالبةَ بإعادة العمل بالدستور الذي تم الانقلاب عليه وتعليق بعض مواده وفرض الرقابة المسبقة على الصحافة وقمع حرية التعبير في الثالث من يوليو 1986.

وبما أننا نعيش هذه الأيام في أجواء تأزيمية وحالة احتقان سياسي ملحوظ، وتتردد أقاويل هنا وهناك عن أن النية قد تتجه إلى انقلاب ثالث على الدستور، فإنه من الضرورة بمكان التذكير بما جرى في البلاد آنذاك عسى أن تنفع الذكرى.

على مدى هذه الحلقات تروي «الجريدة» قصة التحرك الشعبي بين عامي 1986 و1990.

كان صوت طائرات الهيلوكوبتر التي تحوم فوق المنطقة واضحاً، في حين طوقت قوات الأمن الفروانية كلها لمنع المواطنين من الدخول، وكعادة السلطة في التجمعين السابقين، طوقت كذلك ديوانية النائب عباس مناور بالأسلاك الشائكة واحتجزت من فيها داخلها، ومُنعوا من الخروج.

أوقف بدر سيارته بجانب فندق هوليدي إن (كراون بلازا حالياً) ونزل منها راجلاً محاولاً التوجه إلى الديوانية مشياً، بعد أن ضاقت به السبل ولم يستطع دخول المنطقة بسيارته، وعند حواجز الأمن استفسر منه رجال الشرطة عن سبب مجيئه إلى الفروانية، فرد عليهم «عندي كم شغلة أحتاج أخلصها»، ورأوا أنه وحيد فسمحوا له بالمضي لأداء عمله.

وعلى الطريق الفاصل بين خيطان والفروانية، عبر مئات الأشخاص مشياً محاولين الوصول إلى ديوانية مناور بعد أن أوقفوا سياراتهم في خيطان، في حين أتى آخرون من العميرية والمناطق المجاورة، وكان بعضهم يقلب نظره في السماء محاولاً رؤية طائرات الهيلوكوبتر التي لم تكن مألوفة في تجمعات الاثنين.

احتجاز

كانت قوات الأمن في ذلك اليوم قد حضرت منذ الثامنة صباحاً، فوضعت أرتالها في مواقف للسيارات قرب منزل عباس مناور حيث تقع ديوانيته. وأغلقت مداخل المنطقة ومخارجها، وفي الظهيرة، قررت تطويق منزل مناور والمنازل المجاورة بأسلاك شائكة ضخمة لمنع دخول أي شخص للديوانية، كما منع خروج أي شخص. وقبل إغلاق الديوانية، دخل الضابط المسؤول، وهو اللواء الحالي مساعد الغوينم، ليتحدث مع عباس مناور فقال له «عمي مطلوب مني منع الناس من الوصول للديوانية أو الخروج منها، فالرجاء الالتزام»، فقال له مناور «ما أقدر حتى أروح أصلي؟ المسجد قريب»، فرد الضابط «عمي أنتو مجموعة قاعدين بالديوانية، تقدرون تصلون جماعة بالديوانية. أعذرني ممنوع أحد يخرج»، فامتثل مناور ومن معه في الديوانية ممن وصلوا باكراً لأوامره.

خارج الديوانية، كان الجمع غفيراً، زاده الخارجون من صلاة المغرب في مسجد الدويلة القريب، بينما كان عدد قوات الأمن بالمئات وبدت آلياتهم من حافلات وناقلات جنود، وهي مشاهد بدت مألوفة خلال الأسابيع الماضية، فكان مقرراً أن يبدأ النواب الحديث وينتهي الجمع.

لحظة الصدام

اتشحت السماء بسواد الليل، وكانت مجموعة من الموجودين تتبادل حديثا بدا ضاحكاً بين أفرادها، وآخرون يتحدثون عن خطاب الأمير ليلة أمس الأول، وكانوا جميعهم في انتظار بدء اللقاء بعد أقل من ساعة. في حين بدأ رجال قوات الأمن يخاطبون من حولهم «شعندك ياي هني... يالله تحرك»، إلى أن فرق دوي انفجار قنابل صوتية المتجمهرين، بينما سمع هدير حافلات أمنية تتحرك في اتجاه الجمهور لتنفث رغوة مياه ساخنة تحمل رائحة كريهة اندفعت بقوة نحوهم، أضيف إليها بعض القنابل الدخانية والمسيلة للدموع، في وقت علا صوت طائرات الهيلوكوبتر التي كانت فوق التجمع.

كانت المشاعر مزيجاً من الذهول والخوف والتحدي، في حين بدا كل فرد يحاول أن ينجو بنفسه ويركض في اتجاه مختلف. ودخل نحو 300 شخص إلى مسجد الدويلة محاولين الاحتماء بين جدرانه، بينما هرع آخرون إلى المباني المجاورة، ودخل بعضهم محال تجارية وبقالات، وظل آخرون يتخبطون بسبب انعدام الرؤية بعد دخول الرغوة والدخان إلى عيونهم.

ضرب المسجد

في مسجد علي الدويلة، كان الجالسون يحاولون استجماع قواهم وذاكرتهم لما شاهدوه قبل دقائق. في حين راح آخرون يكبرون «الله أكبر... الله أكبر»، ومن فتحة في أعلى الجدار، نفذت قنبلة دخانية إلى داخل المسجد فسعى بعضهم إلى إطفائها من دون جدوى، بينما في زاوية المسجد آخرون يحاولون تهدئة شخص مصاب بالربو. ومن دون تفكير، هرع شخص آخر محاولاً فتح النوافذ لإخراج الدخان فتراجع بعد تنبيهه بأن المزيد من القنابل سيدخل من خلال النوافذ. وسرعان ما أتاه التذكير من ذات الفتحة أعلى الجدار، إذ وجهت القوات خراطيم الرغوة إليها لتدخل على المحتمين في الداخل.

خارج المسجد كان الوضع أكثر ارتباكاً، إذ بدأ الناس بالركض في كل اتجاه تطاردهم قوات الأمن بقنابلها والمياه الساخنة، فسرت أنباء بينهم أن التجمع قد انتقل إلى مسجد الخرينج القريب، فبدأ الكثيرون بالجري في اتجاهه، في حين بحث آخرون عن أماكن يتوارون فيها عن القوات التي اعتقلت في طريقها بعض الموجودين وأصابت بعض المارة من جنسيات عربية.

مهمة عبداللطيف

في ديوانية مناور، خرج عبداللطيف نجل النائب عباس مناور بمهمة محددة من والده، الذي علم أن التجمع قد انتقل إلى مسجد الخرينج، فكلف ابنه عبداللطيف بنقل ورقة تحمل خطابا كان قد كتبه أثناء وجوده بالديوانية، ليلقيه النواب على الحضور. فبحث عبداللطيف عن مكان للخروج من المنزل الذي أحيط بالأسلاك الشائكة، ووجد ضالته خلف المنزل إذ غاب رجال الأمن عن الأسلاك المرتفعة. فتم إنزال الأسلاك، وصعد عبداللطيف فوق سيارة «سوبر بان» ليقفز إلى الطرف الآخر، وهرع مهرولاً في اتجاه مسجد الخرينج ممسكاً خطاب والده الذي نبهه إلى ضرورة تسليمه لأحمد السعدون.

في مسجد الخرينج حضر النواب ومعهم نحو 3 آلاف من المواطنين المتبقين فوقفوا على وقع أصوات الانفجارات وطائرات الهيلوكوبتر والدخان يتصاعد من حولهم. وقبل بدء السعدون بالكلام، وبحسب رواية فواز نجل النائب عباس مناور لـ«الجريدة»، وصل عبداللطيف عباس مناور حاملاً ورقة أبيه وسلمها للسعدون الذي قال «أيها الإخوة الرجاء الهدوء الهدوء» وأوضح أن معه رسالة من النائب مناور المحاصر في ديوانيته، ثم تلا الرسالة التي شكر فيها مناور الحضور، مبدياً أسفه لعدم مشاركتهم في الحضور الشخصي، داعياً الجمهور إلى الالتزام بالهدوء والتعقل والامتثال لأوامر رجال الأمن.

أسف وتهدئة

وتحدث السعدون محيياً الجمهور باسم النواب وأعضاء لجنة الـ45، شاكراً للجمهور حضوره وانضباطه وتقديره للمسؤولية والمحافظة على الأمن في هذا البلد. ويزداد صوت الصراخ والضجيج من حول المسجد من قوات الأمن المحيطة، ويسري الحديث بين الجمهور ينم عن غضب، فيقطع السعدون كلامه ويقول «أيها الإخوة الرجاء الهدوء... الهدوء أيها الإخوة... لقد حافظتم على هدوئكم باستمرار فحافظوا على هدوئكم في هذه اللحظة، فلقد سرتم في هذه المسيرة سلمياً ونرجو أيضاً أن تستمروا في ذلك ولا نريد أبداً من أي منكم أن يرد على أي كان، فهؤلاء الإخوة الذين جاؤوا من الإخوة العسكريين سيظلون إخوانكم، ونريد أن نساعدهم في تحقيق مهامهم فلا نريد أن يصدر من أي منا ما يسيء لهذا الجمع ولا ما يسيء إلى بلدنا ولا ما يسيء إلى استقرار بلدنا ولا ما يسيء إلى أمننا».

ثم أطلع السعدون الموجودين على قرارات النواب بتعليق تجمعات ديوانيات الاثنين حتى إشعار آخر وقبول الحوار، كما أطلعهم على اتصاله بالديوان الأميري لطلب موعد لمقابلة سمو الأمير، مبدياً اسفه أن يتم تفريق المتجمعين بقوة السلاح عن ديوانية عباس مناور مع العلم أن النواب قد أعلنوا أنها آخر ديوانية وأنها ستتم نظراً إلى أنها مقررة سلفاً. مشدداً على أن تأجيل لقاءات ديوانيات الاثنين لا يعني أن اللقاءات اليومية التي تتم في ديوانيات النواب المعتادة ستتوقف، لكنها مستمرة.

واختتم السعدون حديثه قائلا: «يبقى حقيقة أنه لا بد من تسجيل كلمة في النهاية، وهو أن نسجل أسفنا لما حصل لبعض الإخوة الذين رميت عليهم بعض القنابل الصوتية داخل المسجد. ولكن يا إخوان هذا اللي حصل من ناس ينفذون الأوامر، ولا يمكن غير ذلك، ويبقى دائماً مهما حصل لأي منا، علينا كلنا أن نحافظ على أمن هذا البلد واستقراره ولا يرد أحد على من يأتي إليه». فتفرق الجمهور.

في مسجد الخرينج أحس الموجودون ببعض التهدئة من قبل رجال الأمن الذين توقفوا عن رش المياه وإطلاق القنابل الصوتية والدخانية على المسجد، ففتحوا الباب الذي كانوا قد أوصدوه بعد دخولهم وبدأوا بالخروج واحدا تلو الآخر. وقال لهم أحد رجال الأمن: «يالله تحرك إنت وياه... روحوا صوب الدوار». فتفرق المجتمعون، منهم من ذهب يبحث عن سيارته ومنهم من أخذ يبحث عن أصدقائه الذين كانوا معه قبل دخول المسجد قبل نحو ساعة ونصف، وكانت عقارب الساعة تشير إلى الثامنة والنصف. إلا أن تلك الليلة لم تنته على ذلك.

الرفاعي: كلما رموا قنبلة كنا نشعر بالاختناق داخل المسجد

بعد الأحداث التي ترتب عليها منع المواطنين من التجمع بحرية في ديوانية مناور، اتجهوا ومعهم النواب إلى ديوانية رئيس المجلس أحمد السعدون في الخالدية، وتبادل المواطنون والنواب تفاصيل تجربتهم في أحداث الفروانية التي خرجوا منها للتو، فروى بدر الرفاعي (الأمين العام الحالي للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب) تجربته للحضور ننقلها هنا بتصرف:

«أوقفت سيارتي عند فندق الهوليدي إن (كراون بلازا حالياً) في الفروانية، وأقنعت أفراد الأمن عند النقاط الأمنية أن عندي شغلا في المنطقة. ذهبت للديوانية فوجدتها مغلقة، وبعد صلاة المغرب انضممت إلى جموع المواطنين عند مسجد الدويلة، ومع حلول الظلام اقتربت سيارات أمنية تنفث رغوة بيضاء لها رائحة قوية لدرجة أن بعض الأطفال الموجودين سقطوا متأثرين بها، وهي تشبه رائحة مبيد الحشرات «فليت». بعدئذ أطلقت خمس قنابل صوتية وكانت إحداها تحترق قرب إحدى السيارات. هرعنا للاحتماء داخل المسجد وأقفلنا بابه بعد دخولنا وكنا مانزال نسمع صوت طلقات. كانت هناك فتحة في سقف المسجد، فأخذ رجال الأمن يصوبون الرغوة في اتجاهها فتنفذ من خلالها إلى داخل المسجد، كما نفذت من خلالها قنبلتان غازيتان، وحاولنا إطفاءهما ولكن كنا نشعر بالاختناق كلما اقتربنا منهما، وكان الموجودون يهتفون «الله أكبر» بينما الرغوة والقنابل تنهمر علينا إلى أن هدأت الأوضاع. خرجنا بعدئذ واتجهت إلى المستوصف لعلاج الاحمرار في عيني وبعض الحروق في جلدي، وأخذت تقريراً طبياً بحالتي».

ثم قام أحد المواطنين بتشغيل تسجيل صوتي للاشتباك مع أفراد الأمن عند المسجد سُجّل باستخدام آلة تسجيل صغيرة مخبأة في جيب أحد المواطنين.

ثم روى النائب السابق د. خالد الوسمي للجمهور تجربته في أحداث الفروانية قائلاً:

«وصلت إلى الديوانية الساعة 1:45 بعد الظهر، فوجدنا قوات الأمن قد نصبت الأسلاك الشائكة. تحدثت إلى بعض الضباط وسألتهم: هل علمتم بما جرى؟ فأجابوا: لا ولكن لدينا أوامر بتفريق التجمعات، فسألتهم: هل تعلمون ماذا قرر النواب؟ فأجابوا بالنفي، فقلت: لقد أصدروا بياناً بأنهم تلبية لرغبة الأمير قرروا فتح الحوار مع التأكيد على المطالب الديمقراطية، وبما أن التجمع في ديوانية مناور قد تقرر سلفاً فسيكون الأخير إلى أن يتم الاتفاق على الحوار، فأرجو أن تبلغوا قيادتكم ذلك، كما أرجو أن تمارسوا ضبط النفس لأنها آخر ديوانية ولا داعي للتصعيد، فكل ما نحتاج إليه هو عشرون دقيقة ليلقي رئيس المجلس الخطاب ونرحل».

خطاب عباس مناور المكتوب

عند احتجازه في الديوانية، أيقن النائب عباس مناور أنه لن يستطيع التحدث للقادمين إلى الديوانية، فأرسل الكلمة التالية إلى أحمد السعدون ليلقيها نيابة عنه:

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني وأخواتي، أيها الحشد الكريم، أحييكم بتحية الإسلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود أن أعلمكم عن بالغ سروري وعظيم امتناني بما أشاهده من جمعكم الكريم، والذي إن دل على شيء فإنما يدل على مدى وعيكم ووطنيتكم تجاه وطنكم ومواطنيكم، ويؤسفني في الوقت نفسه ألا أشارككم الحضور الشخصي في هذا التجمع الكريم بسبب عدم السماح لي بمغادرة منزلي، لا لذنب اقترفته بل لمناداتي وإياكم بإعادة الحياة النيابية وفق دستور سنة 1962. وإن كان هذا لا يمنع من مشاركتكم الوجدانية من خلال مشاهدتي وإحساسي بأنني والله معكم بإحساسي وأحاسيسي.

إخواني وأخواتي الأعزاء...

إن لحضوركم الشخصي وتأييدكم الذي لم ينقطع خلال ما حدث لي قبل أيام وبرقياتكم لأثراً عظيماً في نفسي يعكس حبكم وإخلاصكم للكويت وصونكم لكرامتها، والتي هي كرامتي وجزء لا يتجزأ منها، وأود في هذا المكان أن أسجل شكري وتقديري لجميع الإخوة المواطنين بشكل عام، لما أبدوه من استعداد لعمل المستحيل لكسر الطوق الأمني لتمكيني من مشاركتكم شخصياً مهما كلفهم ذلك من تضحيات، وذلك لإظهار الحق وإظهار ما هم عليه من تكاتف وترابط في الأزمات، إلا أنني طلبت منهم الالتزام بالهدوء والتعقل، وإنني أشكركم على هذا الشعور النبيل وأناشدكم بالله أن تجعلوا مصلحة الكويت أمام أعينكم قبل كل شيء، وأن تمتثلوا لأوامر إخوانكم رجال الأمن وهم والله أبناؤكم وإخوانكم وأقاربكم، جاءوا لتنفيذ الأوامر التي أُمروا بها والحفاظ على الأمن بجميع صوره ومظاهره.

وبناءً على ما تقدم فنحن دعاة للخير أتينا إلى هذا الترابط مطالبين بعودة الحياة النيابية وفق دستور 1962، وبارك الله فيكم وبارك لكم مساعيكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

(يتبع)

شاهد ملفات فيديو توثيق حلقات ديوانيات الاثنين على يوتيوب

الضابط المسؤول يطلب من عباس مناور عدم الخروج من ديوانيته ولو لأداء الصلاة... والقوات تضع أسلاكاً حول البيت

قوات الأمن تحاصر الموجودين في مسجد الدويلة بمسيل الدموع ومياه حارة

العسكريون سيظلون إخوانكم وهم ينفذون الأوامر فحافظوا على هدوئكم ولنحافظ على استقرار البلد - أحمد السعدون مخاطباً الجمهور عند مسجد الخرينج

عبداللطيف مناور كلف بمهمة من والده لكسر حصار الديوانية ونقل رسالة مكتوبة إلى أحمد السعدون
back to top