عندك فلوس... أنت داهية!

نشر في 25-01-2009
آخر تحديث 25-01-2009 | 00:00
 مظفّر عبدالله سيد الذكاء والعبقرية بيننا من يجني الأرباح في البورصة أو يجمع الأموال دون تعب... وعند خسارته ننقلب عليه ونصفه بالطمع والغباء!

أول العمود: جميل شكل العرب وهم ينتظرون أوباما ليحل لهم مشكلاتهم البسيطة مع إسرائيل!

***

قد لا نكون مبالغين إذا قلنا إن الشراهة وإدمان جمع المال أصبح عادة كويتية تضاهي أي عادة أخرى يمكن أن تكون كويتية... (الخز) مثلا.

ينظر إلى من يتحدث عن جني أرباح كبيرة من تعاملاته في البورصة على أنه ذكي وقناص فرص، رغم عدم بذل أي مجهود يذكر، اللهم إلا الجلوس على مقاعد سوق الأوراق المالية والنظر إلى الشاشات في الأعلى، وهو هارب من مكتب الوظيفة أصلا، والطريف أن الناس الذين يمتدحون هذا الشخص يتخلون عنه مع أول خسارة ويصفونه بأنه «طماع الله يهديه» أو «مدخل نفسه بين هوامير السوق»، وإذا كانوا يبغضونه في الأصل يصمونه بالغباء مع أنه كان ذكياً قبل الخسارة!

هناك مصادر عديدة يجني بعض الكويتيين منها المال من دون تعب، وإذا كانت البورصة إحدى القنوات البريئة، فهناك من أدمن أشياء أخرى، كتجارة الإقامات، واستغلال السلطة الإدارية في تلقي الرشاوى، وتفسير الأحلام، والقراءة على المرضى، والمحافظة على رصيد الإجازات من خلال المرضيات المزيفة، وسرقة أموال الدولة وأملاكها من خلال النفوذ، وأمثلة أخرى طارئة بسبب الطابع الاستهلاكي غير المنتج للمجتمع، والمثير للشفقة أنك لا تجد أي تسليط للضوء على تجار بنوا أنفسهم من الصفر، فالصفحات الاقتصادية في صحفنا صارت تشبه الصفحات الفنية... أناس طارئون، حب ظهور نكاية بفلان، وادعاء بتحقيق أرباح «مع صورة كشخة»، واليوم انكشفت الأمور بسقوط شركات وخسائر في أخرى و«تفنيش» لموظفين بسبب القروض الكبيرة التي لم يعد أصحاب الشركات من الأذكياء قادرين على سدادها.

اجتماعيا دفعنا كلفة عالية لحب جمع المال «وهو عكس التجارة فيه»، فبسبب الوفرة تخطينا حد الحصول على خادمة لننتقل إلى السائق والطباخ والمربية... والمهنة الأخيرة جاءت في بعض البيوت لتحقيق المساواة في «فضيلة جمع المال»، حتى تستطيع المرأة التفرغ له وتترك الأبناء عند المربية. والنتيجة طلاق ومشكلات مالية تغص بها المحاكم، وظاهرة «البويات» والمسترجلات وشباب قليل الأدب يختزل طاقته وقواه بالتسكع في المجمعات، وفي سيارة سريعة عليها ملصق «اذكر الله»!

في المجتمعات «الكافرة» تنوع وتخصص واحترم للمهن، وأصحاب «البزنس» والثروات معروفون، لكنك تجد مهندسا أو مصمما للديكور أو عالما أهم من التاجر بكثير، وغالبا ما تجد التاجر المحبوب هو الذي التصق بهموم الإنسانية مثال بيل غيتس، وليس فقط في جمع الثروات.

لا أدرى إلى أين نحن متجهون؟

back to top