بعد عودته الى الساحة الفنية علاء زلزلي: الله يسامح الجميع!
«ابتكر الحرية على المسرح وتمرد على المظهر وكسر التقاليد وزلزل المسارح العربية» بهذه الكلمات قدّمت الإعلامية شانتال سرور ضيفها العائد بعد غياب الفنان اللبناني علاء زلزلي في برنامجها الأسبوعي fame الذي يعرض على شاشة الـART. لا شك في أن الحلقة كانت مميزة ولا تشبه سابقاتها، اشتاق الجمهور العربي لإطلالة زلزلي في البرامج الحوارية ولمعرفة الأسباب الحقيقية الكامنة وراء غيابه عن الساحة الفنية أكثر من سنتين راسماً حوله علامات الإستفهام.
لم يشف زلزلي غليل المشاهدين، فكان ضيفاً متكتماً مسالماً إلى أقصى الحدود، لم تستفزه سرور خلال الحوار بل شددت على استرجاع الماضي وإعطاء نظرة حقيقية إلى المستقبل بعيدا عن المشاكل و{القيل والقال».لم يقنعنا زلزلي حين ربط السبب الرئيس لغيابه بالأوضاع المتوترة التي سادت لبنان منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري. صحيح أن الظروف الامنية والسياسية الصعبة أثرّت بطريقة ما في الأعمال الفنية اللبنانية إلا ان معظم الفنانين استمروا في تقديم الأعمال الجديدة مثبتين أنهم يحاربون الإرهاب بالفن.لاحطنا في حديث علاء توقه إلى العودة إلى عالم الفن ولمسنا شعوره الصادق من خلال حديثه عن الجمهور الذي بقي وفيّاً له طوال السنتين الماضيتين. فعلا لم يخذل الناس خصوصا الشباب، وهو الذي لقبّه الصحافي جورج ابراهيم الخوري بروح الهوى والشباب إضافة إلى ألقاب أخرى حاز عليها ومنها إلفيس العرب، وها هي أغنيته الجديدة «الدلعونا» تحتل أعلى المراتب في بورصة الأغنيات العربية. حنينعبر زلزلي عن شكره لجمهوره بالقول: «اشتقت إلى الجمهور وأشكر إخلاصه لي طيلة فترة غيابي، فالإنسان الذي يحب لا يمكن أن ينسى من أحبّه». لا يهتمّ بالبقاء حاضراً على الساحة الفنية بقدر تركيزه على تقديم عمل فنيّ جيّد ومميز. في مجال آخر لفت إلى أن أغنياته حققت انتشاراً كبيراً من دون أن تصوّر ما يكسر نظرية أن «الكليب هو الذي يحقق إنتشار الأغنية». كذلك أكّد نجاحه في جمع الجيلين القديم والجديد من خلال أغنيته «الدلعونا» والدليل ردّة فعل الناس عليها على اختلاف أعمارهم وأجناسهم وأهوائهم.لا تمر مقابلة إعلامية لزلزلي إلا ويظهر فيها عتبه على الإعلام الذي لم يعطه حقّه كما يجب، خصوصاً أن بعض الأقلام راهن على فشله وعلى نهايته الفنية القريبة. إلا أنه لم ينسَ توجيه الشكر لكل إعلامي دعمه ذاكراً جورج ابراهيم الخوري ومحمد حجازي والمخرج سيمون أسمر... لكن حين سألته سرور عن الجهة التي تحاربه رفض الإجابة قائلا إنّه لا يعرفها. أثبت زلزلي خلال الحلقة أنه إنسان مسالم وزاده غيابه نضجاً وخبرة. لم يذكر أسماء أخصامه، على الرغم من محاولات سرور المتكررة لمعرفتهم، رغبة منه بالإبتعاد عن أي مشاكل يمكن أن تستخدم ضده مستقبليا. عقّب على الحديث بالقول: «سامح الله الجميع ولا أنكر أن بعض المشاكل تستفزني لإثبات نفسي أكثر». خلافاً للفنانين الذين يشنون حرباً كلامية على شركة «روتانا» بعد فترة قصيرة من خروجهم منها، تكتم زلزلي على خلافاته مع أنّه من الفنانين الأوئل الذين وقعوا عقداً معها. صوّر ثلاثة كليبات لصالحها لكنها لم تعرضها وعندما سألته المقدمة عن السبب اكتفى بالإشارة إلى جهله سبب تهميشه وقال: {أفضّل ألا أتحدث بالموضوع». تكتملم يكن علاء صريحاً أيضا في حديثه عن حياته الشخصية وكأن التجارب السابقة والإشاعات التي طالته في هذا السياق زادته خبرة وحصنّته في مواجهة من يحاولون الإصطياد في الماء العكر. اكتفى بالقول أنّه لا يعيش من دون علاقة حب، وحين سألته المقدمة عن إمكان زواجه قريباً أجاب: {كل شي بوقتو حلو». لكننا لم نعلم لماذا لم تتطرق سرور إلى الخبر الذي تداولته المجلات، ويفيد أن زلزلي كان على علاقة عاطفية مع أميرة عربية وأنها السبب الحقيقي وراء غيابه، هل نسيت الموضوع أم أنها فضلت أن يبقى حديثها ضمن سياق معين من دون التطرق إلى المواضيع التي يعتبرها البعض خطوطاً حمر؟تعرفنا خلال الحلقة على الجانب الإنساني في حياة علاء وضعفه أمام الطفل اليتيم والعجوز والفقير ونيّته إنشاء «مدينة» تحمل اسمه غايتها الإهتمام بالطفل اليتيم. شدد على قيم المحبة والتسامح التي يجب أن تسود بين الناس لأن المجد زائف وكل شيء زائل، وقال «لو دامت لغيري لما آلت إليّ»، وإن عمل الخير هو الشيء الوحيد الذي يحمله الإنسان معه إلى الآخرة.نجهل لماذا لم تتطرق سرور في سياق الحلقة إلى علاقة زلزلي بزملائه الفنانين وهل هنؤوه على عودته؟ أو هل من اطمأن عليه خلال غيابه؟ ومن هم الفنانون الذين يثيرون إعجابه راهناً؟ محور مهم يحب الناس معرفته لكنه لم يعالج إما لضيق الوقت أو لطلب سابق من علاء كونه لا يحب الدخول في ذكر الأسماء.