هل أحدثت شرم الشيخ شرخاً بين واشنطن والقاهرة؟
عقدت مصر قمة شرم الشيخ للبحث في أوضاع قطاع غزة، متجاهلة الشريك الأميركي في عملية السلام، ولم توجه دعوة إلى السفير الأميركي لدى القاهرة للمشاركة في القمة حتى كـ«مراقب»، فاعتبر البعض ذلك انعكاساً لخلاف مصري-أميركي، وتوتراً شديداً في العلاقات بين الدولتين الحليفتين.أرجع مراقبون تعمّد القاهرة تجاهل واشنطن في قمة شرم الشيخ، إلى التجاهل الأميركي المتعمّد لمصر في الاتفاقية التي وقعتها وزيرتا خارجية الولايات المتحدة واسرائيل، والتي تعهدت فيها واشنطن لتل ابيب بضمان عدم تهريب السلاح إلى غزة في حال أوقف اطلاق النار مع تجاهل متعمد للمبادرة المصرية.
وتساءل البعض إلى أي حد أحدثت قمة شرم الشيخ شرخاً في هذه العلاقات الاستراتيجية المهمة.موقف عابرالنائب عن الحزب «الوطني الديمقراطي» الحاكم في مجلس الشعب، جورجيت قليني، تؤكد أن «العلاقات الوطيدة بين مصر والولايات المتحدة الأميركية لا يمكن أن تهتز بهذه السهولة». وتضيف قليني أنه «إذا كان هناك موقف عابر فهو لن يعكر صفو العلاقات بين البلدين، إذ إن مصر دولة محورية كبيرة لا يمكن أن تفرط الولايات المتحدة فيها بسهولة، ولا يمكن أن تسمح إدارة الرئيس الاميركي الجديد باراك أوباما بحدوث أي توترات في العلاقات الراسخة بين مصر وأميركا». التوقيت من جهته، يؤكد رئيس اللجنة التشريعية السابق في مجلس الشورى وعضو الحزب الحاكم المستشار محمد موسى، أن «العلاقات المصرية-الأميركية لا يمكن أن تصل إلى حد الصراع والتوتر نتيجة سوء تصرف من وزيرة الخارجية الأميركية في آخر ساعات عملها في الوزارة»، ويشير موسى الى ان «توقيت الحدث خلال الفترة الانتقالية في واشنطن يقلل من أهميته وانعكاساته على مستقبل العلاقة بين البلدين».غضب عارم بدوره، يرى كبير الباحثين في معهد كارنيغي الأميركي للسلام في واشنطن عمرو حمزاوي أن «تجاهل مصر للشريك الأميركي ينم عن غضب عارم من قبل مصر تجاه تصرفات إدارة بوش التي خرجت على التقاليد والأعراف الأميركية في تعاملها مع الأصدقاء والحلفاء، لاسيما دولة بحجم مصر الإقليمي والسياسي العربي، الأمر الذي أحدث نوعا من الغضب اقتضى عدم توجيه دعوة أو حتى مجرد ذكر الدور الأميركي في وقف الحرب الأخيرة في غزة، ومن دون حتى دعوة السفير الأميركي الموجود في القاهرة للحضور كمراقب، ما يؤكد احتقاناً في العلاقة».