الصقر: كنا نتوقع ألا تتعامل أميركا بمعايير مزدوجة مع القضية الفلسطينية في رسالة بعث بها لرئيسة مجلس النواب الأميركي منتقداً القرار 185
أكد رئيس البرلمان العربي الانتقالي محمد جاسم الصقر أن قرار مجلس النواب الأميركي رقم 185 هو «من أكثر القرارات خطورة على القضية الفلسطينية وتحديدا ما يرمز إليه من محاولة إسقاط حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين وفق قرار الجمعية العامة رقم 194». وقال: «كنا نتوقع ألا تتبنى الولايات المتحدة سياسة المعايير المزدوجة في تعاملها مع القضية الفلسطينية». ونبّه الصقر، في رسالة خطية بعث بها أمس الخميس إلى رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي ووزعها مكتب البرلمان العربي بالقاهرة، الى أن «قرار المجلس الصادر في السادس من شهر أبريل الماضي والذي يؤكد (على حق اليهود الذين فروا من الدول العربية إلى إسرائيل) يصدر في الوقت الذي يتم فيه كليةً تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حق العودة والتعويض وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والتأكيد على قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية ومبادرة السلام العربية القائمة على السلام التام مقابل الانسحاب الإسرائيلي الكامل من جميع الأراضي العربية التي جرى احتلالها عام 1967».
تكريس لممارسات إسرائيل وقال الصقر إن «البرلمان العربي يرى أن القرار الأميركي رقم 185 تعمد تجاهل ما يرتكب ضد الشعب الفلسطيني من حرب إبادة وتشريد والاستمرار في بناء المستوطنات على الأرض العربية الفلسطينية وإقامة الجدار العازل وسياسة الفصل العنصري واستمرار اعتقال رئيس ونواب المجلس التشريعي الفلسطيني وغيرهم من المواطنين الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية حتى اليوم»، مشيرا الى أن القرار «يتزامن مع زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش لإسرائيل لتهنئتها بمرور ستين عاما على قيامها، وهو الأمر الذي يعد تكريسا واعترافا بما ترتكبه إسرائيل من ممارسات، بما فيها الإعلان عن يهودية الدولة». فقدان المصداقيةوأضاف إنه كان من المؤمل، أمام العنت والصلف الإسرائيلي المتواصل والممارسات والانتهاكات الوحشية ضد الشعب الفلسطيني الصامد، أن يصدر قرار من مجلس النواب الأميركي لحماية الشعب الفلسطيني من العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ عام 1948 وحتى اليوم والعمل على رفع الحصار الجائر المفروض عليه ووقف حرب الإبادة وممارسات التطهير العرقي المتصاعد وهدم جدار الفصل العنصري العازل، منبها إلى أن المضي في هذه السياسة أضر كثيرا بسمعة ومكانة الولايات المتحدة في المنطقة وأدى إلى فقدان المصداقية في السياسة الأميركية لدى الشعوب العربية والإسلامية.اغتصاب فلسطين وأضاف الصقر أن الخامس عشر من شهر مايو 2008 يوافق الذكرى الستين لاغتصاب فلسطين وإعلان قيام دولة عبرية على أشلاء الأبرياء من الفلسطينيين والعرب بحجة واهية لا سند لها من التاريخ أو الجغرافيا، مذكرا بأنه في عام 1948 ونتيجة لأعمال القتل وسفك الدماء الفلسطينية هجر نحو 750 ألف مواطن فلسطيني من منازلهم بالإضافة إلى 350 ألفا هجروا عام 1967 ليصل عدد اللاجئين الفلسطينيين في جميع أنحاء العالم حاليا لقرابة 5 ملايين نسمة.وأشار إلى أن منطقة الشرق الأوسط تعرضت منذ اغتصاب فلسطين لفقدان الأمن والاستقرار نتيجة للحروب وما أدت إليه من تدمير لقوى الشعب الفلسطيني واستمرار تساقط الشهداء والجرحى وضياع المزيد من الأراضي والموارد الطبيعية، وما يمارس حاليا من سياسات الفصل العنصري بزرع المزيد من المستوطنات على الأرض الفلسطينية وإقامة جدار الفصل العنصري الإسرائيلى واتباع سياسة العقاب الجماعي التي وصلت إلى حد الإبادة الجماعية.