المبادرة المصرية تقترب من إيقاف الحرب غزة تتعرض للهجوم الأعنف... واغتيال سعيد صيام
اقتربت المبادرة المصرية كثيراً من تحقيق هدفها في وقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، إذ أبلغ عضو وفد «حماس» في القاهرة أيمن طه «الجريدة» أمس، أن حركته اتخذت قراراً باعتماد المبادرة المصرية كإطار وحيد للحل، في وقت نقل التلفزيون المصري عن مصدر مسؤول، لم يكشف هويته، أن إسرائيل أعطت رداً إيجابياً يتضمن «تجاوبا كاملا» مع المبادرة اضافة الى «بعض الملاحظات على تصورات حماس».
وعلى الرغم من نفي المتحدث باسم رئاسة الوزراء الإسرائيلية مارك ريغيف مساء أمس، للتصريح المصري وإعلانه أن إسرائيل لم تتخذ قراراً بشأن المبادرة، لكن مصادر مصرية أكدت لـ«الجريدة» أن المستشار السياسي والأمني في وزارة الدفاع الاسرائيلية عاموس جلعاد، الذي التقى أمس، مدير الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان وعد، قبل مغادرته القاهرة، بتقديم رد اسرائيلي سريع في مهلة لا تتخطى اليومين. وشارك جلعاد مساء أمس، بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، في اجتماع «الثلاثية» الذي يضم رئيس حكومة تصريف الاعمال الاسرائيلية ايهود أولمرت ووزير الدفاع ايهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني، لإطلاعهم على نتائج محادثاته في مصر. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكد في وقت سابق أمس، أن الساعات القليلة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مصير محادثات وقف إطلاق النار في غزة. وفي خطوة جديدة تؤشر الى اقتراب الحل السياسي، أبلغت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس اولمرت في اتصال هاتفي امس، أن الولايات المتحدة مستعدة للمساعدة في منع دخول أسلحة إلى قطاع غزة، و«ستوقع على مذكرة تفاهمات مع إسرائيل في هذا الخصوص». وجاء في بيان صادر عن مكتب اولمرت أن الأخير أطلع رايس على الوضع في غزة، وأكد لها ان إسرائيل «معنية باستنفاد القناة المصرية لتحقيق وقف إطلاق نار ووقف عمليات التهريب من أجل التوصل إلى نهاية العملية العسكرية». ميدانياً، تعرض قطاع غزة أمس، لأعنف هجوم إسرائيلي منذ بدء العدوان قبل 20 يوماً، وأصاب مراكز إعلامية ومستشفيات ومقرّ وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا). وارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 1100. وتمكَّن الجيش الاسرائيلي من اغتيال القيادي في «حماس» ووزير الداخلية في الحكومة الفلسطينية المقالة سعيد صيام مع ابنه محمد وشقيقه اياد، في غارة استهدفت منزلاً كان استأجره صيام في منطقة جباليا قبل أسبوعين، بحسب معلومات صحافية. وقال الجيش الاسرائيلي ان الغارة أدت الى مقتل مسؤول جهاز الأمن الداخلي في حركة «حماس» صلاح أبوشرخ. وصيام الذي كان يعتبر من الوجوه المتشددة في «حماس»، أنشأ أثناء توليه حقيبة الداخلية في حكومة اسماعيل هنية «القوة التنفيذية»، وهي قوة أمنية تأتمر مباشرة به، وأدت دورا حاسما في الإطاحة بسلطة الرئيس عباس في غزة وفي مقتل العشرات من حركة «فتح».