بشر وطيور

نشر في 03-11-2008
آخر تحديث 03-11-2008 | 00:00
No Image Caption
 ناصر الظفيري تتشابه أخلاق الطيور وأخلاق البشر بشكل محير ومثير للاستغراب، فكل مجموعة بشرية يقابلها نوع من الطيور يتقاسمان هذه الأخلاق. هذه أخلاق مجموعة من الطيور طبقوها أنتم كما تشاؤون.

• الوقواق

هذا الطائر غريب في لؤمه وله سلوك لا يشابهه فيه غيره من الطير، فهو لا يكلف نفسه عناء بناء عشه، يضع بيضه في أعشاش الطيور الأخرى بعد أن يلقي ببيضة من العش لتحل محلها بيضته، يرقد الطائر المغدور فوق بيضة الوقواق معتقدا أنها له حتى تفقس البيضة.

وما يفعله فرخ الوقواق أشد لؤما مما فعلت أمه، فحين يكتشف أن الطعام الذي تقدمه الأم «المغدورة» لا يكفي كل من في العش فيقوم بإلقاء أفراخها خارج العش ليبقى وحيدا متربعا في العش يأكل وحده. وعندما تكتشف الأم أنها رعت ابنا ليس ابنها يكون الوقواق قد صفق بجناحيه وطار.

• النورس

عشت فترة من الزمن مخدوعا بهذا الطائر الأبيض الجميل، وأنا أراه من بعيد يحلق فوق المياه الزرقاء، كنت أعتبره الشاعر أو الروائي الجميل لأسراب الطيور الأخرى، وكان دائما رمزا للشعر والرواية. وحين رأيته على الأرض عن قرب اكتشفت أنه ليس سوى طائر قذر لزج يتوسل الطعام بشكل مقرف وله صوت منفر. تمنيت لو أنني لم أتعرف عليه عن قرب وبقي بعيدا وجميلا.

• الأوز

في كتاب «لويز اردريتش» رقصة البلوجيز تقول انها شاهدت وهي جالسة على البحيرة خمسة من ذكر الأوز تحاصر أنثى وتحيط بها من كل جانب. حاولت الأوزة أن تتخلص من الدائرة الذكورية الشبقة فلم تستطع، هاجمها الذكور وتناوبوا على اغتصابها الواحد تلو الآخر وهي تقاوم بلا جدوى، وحين فرغوا منها تركوها تخرج من البحيرة وقد اختلطت دماء رقبتها بالماء. تقول الكاتبة كانت الأوزة منهكة فألقيت عليها معطفي. وفي موقع آخر يقول استاذ جامعي كنت في مكتبي في الجامعة في أحد الأدوار العليا من المبنى فشاهدت اوزتين تتطاردان وكأنهما طائرتان حربيتان ارتطمت الأولى بزجاج النافذة بينما استدارت الأخرى لتهبط فوقها، نزلت مسرعا لأنقذها، ولم افاجأ أن أراها ميتة، ولكن صدمنى أن أرى الذكر يغتصبها وهي ميتة. هذه الظاهرة تسمى necrophilia ولا أعرف لها مرادفا بالعربية.

• البلبل

البلبل طائر محبوب ارتبط بقصص الحب لجمال صوته وعذوبة ألحانه، ولكنه طائر كريم يرفض القفص، ولذلك لا ينجب أفراخا في قفص، ولا يورث أولاده السجن، يتخلى عن غريزته الطبيعية حين تصادر حريته، يغنى ألمه ويطرب له الانسان دون أن يدري أن ذلك الصوت ليس سوى غناء موته.

• الببغاء

هو طائر جميل له أكثر من لون يفتنك لون ريشه وتناسق ألوانه، سريع التعلم ويستطيع نطق الكلام البشري، وما يخذله دائما هو قدرته على التعبير عن نفسه، صوته ليس سوى صدى ما لقنوه فإن قلت له «مع» قال «مع» وان قلت له «ضد» قال «ضد»، هو الوحيد من بين الطيور التي ذكرتها له ثمن، فبالإمكان بيعه وشراؤه، وثمنه مرتبط بإجادته للترديد، ولا أعرف لماذا يرتبط اسمه بالقراصنة. فعلا لماذا يضعه القرصان على كتفه الأيمن؟

back to top