دبلوماسيون وحشود أحيوا ذكرى اغتيال الحريري الرابعة السفير اللبناني: شارك في إرساء المصالحة الوطنية وإعادة إعمار لبنان
أقامت الجالية اللبنانية في الكويت أمس الأول مهرجاناً خطابياً بمناسبة الذكرى الرابعة لاستشهاد رفيق الحريري، شارك في الحفل عدد من الدبلوماسيين العرب وجمع غفير من أبناء الجالية اللبنانية.أحيت الجالية اللبنانية أمس الذكرى الرابعة لاستشهاد رفيق الحريري في قاعة سلوى، إذ اقامت مهرجانا خطابيا حضره عدد من الشخصيات الدبلوماسية والسياسية، اضافة الى حشود كبيرة من الجالية اللبنانية في الكويت.
وأكد النائب ناصر الصانع دعم الكويت الدائم للبنان معنويا وماديا مشيدا بسمات الشهيد رفيق الحريري، واصفا اياه بالرحل العصامي. وقال: «ممكن لكل واحد ان يكون مليونيرا، كما كان الحريري لكن لا يستطيع اي واحد ان يكون عصاميا مثله، والحريري نموذج للقائد الذي جعل اللحمة الوطنية نبراسا، وحول لبنان الى ورشة في المشروعات التي لا يستطيع احد ان ينساها ناهيك عن القضايا السياسية والخارجية، والحريري حمل كل القضايا على رأسه واولها القضية الفلسطينية متوجها الى اللبنانيين بالقول عسى الله ان يديم عليكم نعمة الامن والامان والاستقرار والكرامة والعزة وان نتعلم من الرئيس الشهيد الانفاق في الخير».نار الحربواشار الصانع الى ان لبنان اول بلد اعلن شجبه واستنكاره عندما احتلت الكويت عام 90 من النظام العراقي، وهذا الامر لن ننساه، مستذكرا كذلك مشاركة الكويت في اطفاء نار الحرب الاهلية اللبنانية عندما كان سمو الامير وزيرا للخارجية حيث جرى انعقاد مؤتمر الطائف عام 1989.بدوره، اكد السفير اللبناني لدى الكويت بسام نعماني ان كل محطة في محطات حياة الرئيس الشهيد رفيق الحريري كانت حافلة بالمدهشات لرجل لم يقابل العوائق بالطريقة التقليدية، انما كفنان مبدع يقوم بصقل اللوحة التي يرسمها ويخفيها عن الناظرين، وقال من كان يتصور ان الطائرات المروحية ستنقل الواح الاسمنت من فوق السفن الراسية والمكتظة في ميناء جدة مباشرة الى قصر المؤتمرات لكي تتمكن شركة «أوجيه» من انهاء المشروع قبل الوقت المحدد، ومن شارك في ارساء المصالحة الوطنية واعادة اعمار لبنان، ومن عمل جاهدا في الطائف بإنهاء الحرب وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، بكل هذا هو الرئيس الشهيد رفيق الحريري. واضاف: «ماذا نقول لحامل اللواء والراية الشيخ سعد الحريري ولآل الحريري المفجوعين؟ هل كل ما تصدح به حناجرنا والحبر الذي تسيل منه اقلامنا تساوي قطرة دم واحدة سالت من الرئيس الشهيد أو رفاقه؟ أو هل ستكون المحكمة الدولية هي من سيؤول اليها في النهاية احقاق الحق وارساء العدالة؟ ولكننا نرضى بقضاء الله وقدره وقد اختاره ليكون شهيد الواجب». نظام الوصايةاما ممثل النائب سعد الحريري وقوى الرابع عشر من آذار النائب د. مصطفى علوش فقد أكد ان لبنان لايزال أمام استحقاقات وتحديات كبرى يحتاج مواجهتها عبر المزيد من التضامن والصمود من قبل ابنائه، وقال: «اما الاستحقاق الذي ينتظركم للمشاركة في صنعه فهو يوم السابع من حزيران (يونيو) القادم عندما ستمنعون عودة نظام الوصاية السوري من باب الانتخابات من خلال مشاركتكم في تأكيد اكثريتكم النيابية التي هي الضامن الوحيد لعدم انزلاق لبنان نحو وصاية فارسية بدلا من وصاية سورية ، وهذا يعني استمرار استعمال لبنان كمنصة لأطلاق الصواريخ وتلقيها بالنيابة عن المتاجرين بالشعارات فيعود لبنان يعمّ بالدمار والخراب والموت، داعيا جميع اللبنانيين الى دعم بلدهم من خلال ممارسة حقه بالانتخابات». وعدد النائب د. علوش الانجازات التي وصفتها قوى الرابع عشر من آذار كانسحاب سورية من لبنان، ومساعدة لجنة التحقيق الدولية واتمام مهامها... وغيرها، واصفاً الحشود في ساحة الحرية في بيروت يوم الـ14 فبراير بأنها هي الرد الحضاري والمدني على همجية السابع من آيار (مايو) وتعبيراً عن رفضها تبديل سنوات الوصاية السورية بفرض الوصاية الايرانية وانتصار منطق العدالة على تقاليد المنطقة المتمثلة في الهروب والعقاب.واضاف علوش ان محبة الكويت للبنان اصبحت من الثوابت التاريخية واثبتتها المساعدات والدعم المستمر الذي تقدمه الحكومة والشعب الكويتي الشقيق.الفرقاء المتنازعينمن ناحيته اشاد رجل الاعمال اللبناني زاهر فؤاد الخطيب بعطاءات الحريري على مدى عقدين ونصف العقد للبنان وتضحياته في سبيل لبنان وابنائه لاسيما عندما كان اللبنانيون يتنازعون في الحرب الأهلية، كان رفيق الحريري يبذل قصارى جهده من اجل التوسط بين الفرقاء المتنازعين محاولا تقريب وجهات النظر وساعياً الى اسكات لغة الرصاص واستبدالها بلغة الحوار، اضافة الى مساعدته للشباب اللبناني من خلال اتاحة الفرصة لهم بالمضي قدماً بالدراسة والعلم خارج لبنان اثناء اغلاق الجامعات نتيجة القصف والقتل، مشيرا الى ان ابرز معالم مشروعه كان بوقف الحرب والتناحر بين اللبنانيين وبناء الدولة، والمؤسسات والاعمار والتنمية والمحافظة على العيش المشترك واللحمة الوطنية والحرية والسيادة، والاستقلال.واعتبر الخطيب ان اغتيال الحريري لم يكن مصادفة بل كان عن سابق اصرار وترصد لأن من اغتاله كان يعلم مسبقاً بالقيمة الوطنية الكبرى التي يشكلها وقال «في مثل هذا اليوم عام 2005 ظن المجرمون انهم باغتيالك اغتالوا حلمك ببناء دولة إلا انهم اخطأوا لأننا نعاهدك بأن نكمل المسيرة مع الشيخ سعد بالرغم من كل العراقيل»، مشيرا الى قوى 14 آذار والانجازات التي حققتها في فترة زمنية قصيرة أدلها خروج الوصاية السورية بعد عقود من القمع والفساد والاضطهاد والتجاوزات، اضافة الى انتخابات نزيهة، وفوزنا بأكثرية المقاعد في المجلس النيابي ثم جاءت لجنة التحقيق الدولية لكشف حقيقة الجهة التي تقف وراء اغتيالك ورفاقك وكل الجرائم الارهابية في لبنان.