قال الناخب ما لديه...
فليقل الرئيس ما لديه

نشر في 22-05-2009
آخر تحديث 22-05-2009 | 00:00
 أ. د. فيصل الشريفي لقد كسبت الكويت وراهنت على وعي الناخب، وعلى مَن آمن بالديمقراطية، ومَن ركب سفينة الدستور، فالناخب قال كلمته... والآن ليقل رئيس الوزراء كلمته، وليختر أيضاً مَن يمثل الأمة لا يمثل عليها، وليعمل كل من موقعه، وليخف الله فينا وزيراً كان أم نائباً، وليضع الكويت في عينيه.

نبارك لسمو الرئيس ناصر المحمد تكليفه رئيساً لمجلس الوزراء، وكسبه ثقة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح عسى الله أن يوفقه لخدمة الكويت.

استجاب الناخب الكويتي لخطاب سمو الأمير وأثبت قدرة كبيرة في التحكم بالنتائج وإيصال من يستحق الوصول، وأوصل رسائل عديدة لكل من امتطى التعصب الحزبي والطائفي والقبلي، فحذَّر من حذَّر، وأسقط من أسقط.

ولاشك أن وصول أربع مرشحات في ثلاث دوائر دون «كوتا»، لهو برهان آخر على نجاح الديمقراطية الكويتية، وهذا أبلغ رد على المشككين في فشلنا ديمقراطياً.

نعم... لقد أوذينا من المجلس السابق لمواضيع أثيرت لا ترتقي أن يؤزَّم الوضع بسببها، حيث أعطت دلالات على الانحراف في الممارسة السياسية، ولولا حكمة سمو الأمير في المعالجة وإيمانه بالديمقراطية، ولولا أن الدستور الكويتي لا يمكن أن يكون قد كُتب للتفرقة وتمزيق الوطن، لكان الأمر قد ازداد سوءاً الآن.

وقد أثمر نداء سمو الأمير لإخوانه وأبنائه المواطنين إذ لُبي بصورة تجلت في أروع صورها في الانتخابات الأخيرة... فهنيئاً لنا بالشيخ صباح حاكماً ومواطناً أباً وأخاً كريماً وعزيزاً مطاعاً بين أهله.

وعي الناخب في 16/5/2009 كان مميزاً، فها هو يصيب كبد الحقيقة عندما كسر التعصب القبلي في كثير من الدوائر... والأرقام دليل واضح، فهنيئاً للديمقراطية بهذه الفزعة التي فزعت للكويت.

لم يقف وعي الناخب ضد التعصب القبلي فحسب، بل وقف ضد الحزبية المبهمة المعالم أيضاً، فأصاب الهدف وأعطى درساً في قواعد اللعبة السياسية والانتماء والولاء، بأن قال نعم لـ»حزب الكويت». فها هي كل التيارات الحزبية سنية أو شيعية أصابها ذلك السهم.

القدرة الأخرى التي أبداها الناخب هي تلك الرسالة التي وصلت إلى أولئك المؤزمين الذين نعوا أنفسهم في هذه الانتخابات، ليدركوا أن للحق ميزاناً.

لقد كسبت الكويت وراهنت على وعي الناخب، وعلى مَن آمن بالديمقراطية، ومَن ركب سفينة الدستور، فالناخب قال كلمته... والآن ليقل رئيس الوزراء كلمته، وليختر أيضاً مَن يمثل الأمة لا يمثل عليها، وليعمل كل من موقعه، وليخف الله فينا وزيراً كان أم نائباً، وليضع الكويت في عينيه.

في الختام لم أجد كلمات أجدى من قول أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام: «لا يكون أخوك على قطيعتك أقوى منك على صلته، ولا يكونن على الإساءة أقوى منك على الإحسان، والزموا السواد الأعظم، فإن يد الله مع الجماعة، وإياكم والفرقة... فإن الشاذ من الناس للشيطان، كما أن الشاذ من الغنم للذئب».

ودمتـم سالميـن. 

back to top