جمال جمعة: كتاب الروض العاطر أحدث ثورة في الأدب العربي

نشر في 13-11-2008 | 00:00
آخر تحديث 13-11-2008 | 00:00

شاعر وباحث ومترجم عراقي، مقيم في هولندا وشغوف بالبحث عن النصوص الممنوعة في التراث، من النفزاوي الى أبي النواس. يطمح الى تحقيق النص الكامل لكتاب {ألف ليلة وليلة}، ويستعد لإصدار ثلاث مجموعات شعرية خلال معرض الكتاب العربي الدولي في بيروت. جمال جمعة إسم في الوسط الثقافي من دون افتعال او إغراق في النجومية.

لماذا لم تفكّر في إصدار «النفزاوي» ورقياً، سبق ولمّحت الى أن بعضهم سرق منك فكرتك؟

فكّرت، لكن كما تعرف فإن الطباعة الورقيّة مرتبطة بالسوق والتوزيع ولا أظنها ستنجح في عبور حدود أي بلد عربي. بعد تغيير النظام في العراق أوقفتُ الموقع الالكتروني وخططت لإصدار «النفزاوي» من بغداد، لكني كنت متفائلاً أكثر من اللازم. وإذا كنت تقصد، في الشق الثاني من سؤالك، المجلة التي ستصدرها جمانة حدّاد فأنا سعيد بما تفعل لأنّ موقع «النفزاويّ» أعطى ثماره والمجلة ستكون امتداداً له.

هل يلبّي النشر الإلكتروني طموحك؟

الى حد ما. ساهم النشر الإلكتروني في كسر حاجز التعتيم المفروض على نشاطي، سواء كان ذلك من جانب السلطات أم محرري الأقسام الثقافية العربية. وبصراحة، لا شيء يلبي طموحي سوى حكم العالم كما تقول مادونا.

كيف تصف إقبال الجمهور على موقع «النفزاوي»، هل يمكن أن يستمر من خلال الاشتراكات؟

الإقبال لا بأس به، ويمكن للموقع الاستمرار حتى من دون اشتراكات، لكني سأغلقه ذات يوم. لقد صنعت العاصفة وعليّ أن أنتحي عنها، على حدّ تعبير رامبو.

حقَّقْت «النصوص المحرمة» لأبي نواس، ثمة من اعترض على التسمية واقترح تسميتها النصوص الماجنة، وثمة من كتب أن نصوصاً كثيرة ماجنة نُسبت خطأ الى شاعر الخمرة. في رأيك كيف يمكن تميّيز نص صاحب النصوص المحرّمة عن سائر النصوص؟

لا تهم التسمية، ما يهم نسبة النصوص، وفي مقدمة الطبعة التي صدرت عام 1994 راهنتُ على أن الجزء الخامس لديوان أبي نواس (بتحقيق ايفالد فاغنر) سيحسم الموضوع، إذ لم يكن آنذاك صدر من الديوان سوى الأجزاء الأربعة الأولى، وكنت على حقّ، إذ صدر الجزء الخامس الخاص بالمجون عام 2003 متضمناً غالبية «النصوص المحرّمة» لأبي نواس براوية حمزة الأصفهاني.

لماذا اهتمامك بتحقيق النصوص التي يمكن وصفها بالممنوعة أو المحرّمة؟

يقول هيغل إن كل ما ما هو جميل أخلاقيّ، وأنا أقول إن كل ما هو ممنوع جميل، تأمّل فحسب في محتويات الجنّة الجميلة الموعودة لنا، كلّها من الممنوعات تقريباً.

هل جعلتك الغربة أو المنفى أكثر اهتماماً بما هو ممنوع في العالم العربي؟

نعم، أعتقد أن الحريّة التي أتمتع بها يذوق ثمارها العرب الآن. أتاحت لهم قراءة ما لم يحلموا بوجوده، وقلبتُ الأدب العربي رأساً على عقب. يمكنك الآن تصنيف الأدب العربي بأدب ما قبل النفزاوي وأدب ما بعد النفزاوي. أحدث كتاب «الروض العاطر» ثورة في الأدب العربي وألغى مفاهيم تقليدية كثيرة وتابوهات سائدة وأزاح نهائيّاً ضلع «الجنس» من الثالوث المحرّم.

هل تفكّر في تحقيق النص الأصلي لألف ليلة وليلة؟

نعم، عرضتُ الفكرة على دار الجمل ورياض الريس لكن يبدو أنهم متردّدون في ذلك. في الحقيقة، أحلم بتحقيق هذا الكتاب.

بين كتابة الشعر وتحقيق المخطوطات والترجمة، أين تحقق شغفك؟ ألا تلاحظ أن اسمك بات يرتبط بالمخطوطات أكثر من الشعر مثلاً!؟

في السينما، كل ما أفعله هو ظلال لشغفي السينمائي الأوّل. شعريّاً، لم تتح لي الفرصة للظهور بشكل واضح، ربما لأني كائن ظلّي. لكني قادم، وستصدر لي ثلاثة دواوين دفعة واحد خلال معرض الكتاب العربي الدولي في بيروت.

هل عدت الى العراق بعد سقوط صدام؟

نعم، قبل سنتين، وسنعود بشكل نهائي قريباً، هكذا اتفقت مع صديقي الكاتب شاكر لعيبي.

جمال جمعة شاعر، مترجم، وباحث عراقي. ولد في بغداد ونال شهادته الجامعية في كلية الآداب في جامعة البصرة وأكمل تعليمه الأكاديمي العالي في الدنمارك، حيث يقيم هناك منذ عام 1984.

أسّس مجلة «الصوت» عام ،1987 والتي كانت أول مجلة تُعنى بالأدب العراقي المغترب في أسكندنافيا، وأشرف على صدورها لحين توقّفها بعد سنتين. أصدر مجموعة من الدواوين الشعرية: «الناسوت» 1987، «الرسم بالمدن» 1990، «كتاب الكتاب» 1990، «الهوامش والتتمات» 1991، «الفصوص الإسكندنافية» 1992. كذلك ترجم نصوصاً عدة من الشعر العالمي، منها: ديوان الشاعر التركي أورخان ولي، و»ديوان الغجر» الذي يضمّ مختارات من أغاني غجر يوغسلافيا.

حقق ونشر مجموعة من الكتب التراثية التي أثارت الكثير من الجدل في الوسط الثقافي والديني العربي مثل «الروض العاطر في نزهة الخاطر» للشيخ النفزاوي عام 1990، «نزهة الألباب فيما لا يوجد في كتاب» لأحمد التيفاشي، و»النصوص المحرّمة» التي كتبها أبو نواس، إضافة إلى «كتاب الحمقى والمغفلين» للإمام ابن الجوزي و«ديوان الزنادقة»، كذلك تُرجمت أشعاره وتحقيقاته إلى لغات عالمية عدة.

حقق جمعة أكبر اختراق ثقافي عالمي له حينما قام الموسيقار العالميّ الشهير، البريطانيّ الأصل، مايكل نايمان بوضع الموسيقى لقسم كبير من قصائده في ديوان «رسائل إلى أخي» التي تدور حول حرب الخليج الثانية المسمّاة «عاصفة الصحراء» عام 1990، حيث كان الشاعر كتبها على شكل رسائل شعرية موجّهة إلى أخيه الذي كان أسيراً في مخيمات الأسرى في صحراء السعودية آنذاك. قامت فرقة أوركسترا البي بي سي السمفونيّة وجوقة الإنشاد التابعة لها بالأداء الكوراليّ للقصائد على مسرح الباربيكان في لندن يوم 10 مارس (آذار) 2007.

back to top