الحجي عن تعديل الدوائر الانتخابية: دعونا لا نضع العربة أمام الحصان! السفارة الأميركية تحيي اليوم الوطني لبلادها
فرضت الأحداث السياسية المحلية، وما يثار بشأن حل مجلس الأمة نفسها على أي تجمُّع يشارك فيه الساسة، إذ أكد فيصل الحجي الذي حضر احتفال السفارة الأميركية بإحياء اليوم الوطني لبلادها أن الكويت تمر بمرحلة تجاذبات سياسية، وأن مسألة حل البرلمان بيد سمو الأمير، بينما رد على شائعات تعديل الدوائر قائلاً: «دعونا لا نضع العربة أمام الحصان».أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء فيصل الحجي ان الكويت تمر بفترة تجاذبات سياسية، وعلى الجميع اعادة توحيد الصفوف من أجل مواصلة التنمية.
وأوضح الحجي في تصريح للصحافيين على هامش احتفال سفارة الولايات المتحدة باليوم الوطني الأميركي الليلة قبل الماضية ان مثل هذه المناسبة التي تعقدها أميركا تحت شعار الرئيس الـ 16 ابراهام لينكولن «فرصة لأن نستعير بعض العظات من التاريخ الأميركي، ونلقي نظرة متفحصة على وضعنا الداخلي، وأن نتفكر فيه بتمعن، وأن نعمل على اعادة توحيد صفوفنا». وأضاف: «علينا الاستمرار في بناء بلدنا الكويت الذي اعتقد انه في أمسّ الحاجة الى اعادة بناء اللحمة في ما بيننا». وبيّن انه لا أحد ينكر ان مجتمعنا الكويتي ووضعنا السياسي يمران بمرحلة تجاذبات، غير انه أعرب عن ثقته التامة بأن الجميع سيستمعون لنصائح وتوجيهات صاحب السمو امير البلاد، وقال: «انا واثق بأننا جميعا سنقف يدا بيد حكومة وشعبا وبرلمانا لبناء الكويت التي نتطلع جميعا إليها». وعن التكهنات بشأن احتمال حل مجلس الامة، شدد الحجي على ان هذا القرار يملكه سمو امير البلاد بمفرده، وفقا لما ينص عليه الدستور. وأضاف: في ما يتعلق باحتمالات تعديل نظام الدوائر الانتخابية: «دعونا لا نضع العربة امام الحصان، وفي حال القيام باي اجراءات سيتم الاعلان عنها في حينه». واشاد الحجي بالموقف الراسخ والداعم الذي تواصل الولايات المتحدة اتخاذه حيال دولة الكويت، لافتاً الى انها وقفت مع الحق الكويتي منذ اليوم الاول لغزو النظام العراقي البائد للبلاد عام 1990، مشيرا الى انها لعبت دورا جوهريا في تشكيل التحالف الذي قام بتحرير البلاد. ونوه بالدعم الأميركي المتواصل للكويت في الاوقات التي تعرض فيها امنها لتهديدات من النظام البائد في الاعوام التي أعقبت التحرير. وقال ان اعلان الكويت حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة في الاعوام الاخيرة يوطد من استقرار وامن منطقة الخليج.علاقات ممتازة ومتشعبة بدوره وصف وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله العلاقات الكويتية- الأميركية بالممتازة والمتشعبة على جميع الصعد، وقال اننا نسعى الى تطوير العلاقات، لاسيما ان الكويت تعد حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة، الامر الذي يعكس مدى عمق العلاقات المشتركة.وأضاف أن الكويتيين يستذكرون دوما موقف الولايات المتحدة ابان الغزو الصدامي على دولة الكويت والدور الذي لعبته واشنطن لتحرير بلدنا، لافتاً الى انه لا يمكن كذلك نسيان الدور الكبير الذي لعبته لتحرير العراق من النظام الدكتاتوري كي يعود العراق حرا مستقرا يتمتع بعلاقات طبيعية مع جميع دول العالم، متمنيا في الوقت نفسه دوام الرقي والازدهار للولايات المتحدة وشعبها الصديق.وعن آخر التطورات بشأن موضوع المعتقلين الكويتيين في غوانتانامو أوضح الجارالله ان هناك تنسيقا متبادلا مع المسؤولين الأميركيين لإنهاء ملف المعتقلين في غوانتانامو، معربا عن أمله ان يأتي اليوم الذي ستزف فيه البشرى للجميع بإطلاق سراح المعتقلين الكويتيين.إبراهام لينكولنمن جانبها، أوضحت سفيرة الولايات المتحدة لدى الكويت ديبورا جونز ان العالم بات اكثر اندماجا واستقطابا من اي وقت مضى، خصوصاً في هذه الازمنة الاستثنائية، وقالت: «نحيا اليوم في ازمنة مفعمة بتحديات استثنائية، بل ازمنة تحولات كبرى في الواقع تهتز فيها اسس انظمتنا السياسية والاقتصادية بشدة، فقد بات العالم مكانا اكبر بكثير واصغر بكثير معا عما كان عليه في 1865 وقت (تنصيب لينكولن الثاني). وأضافت: «اصبحنا في الوقت نفسه اكثر اندماجا واكثر استقطابا مع رفاقنا العابرين بهذا الكوكب عن اي وقت مضى».وبيّنت جونز ان «المثال الذي ترسيه قيادة الرئيس لينكولن يظل قائما بمزيج من المثالية والعزيمة والحماسة والحس المنطقي» لافتة إلى التحديات الهائلة التي واجهها ذلك الرئيس، والتي وصفتها بأنها من نفس عيار ارثه، مشيرة الى ان اصدار لينكولن اعلان التحرر من العبودية عام 1863 «فتح الباب امام امة أميركية اكثر تضامنا».ووجهت السفيرة جونز حديثها الى الشعب الكويتي: «نحن نتواصل اليوم بامتنان مع شركائنا الكويتيين، ونشكرهم على استضافتهم وصداقتهم المتواصلة والتزامنا المشترك نحو السلم والأمن في المنطقة وما هو أبعد». ووصفت الكويت بأنها «حليف لا غنى عنه، وصديق في منطقة ذو أهمية استراتيجية قصوى للولايات المتحدة بل للعالم بأسره».