هولي هانتر... محترفة تستمتع بذروة كمالها الجسدي والفكري!

نشر في 20-07-2008 | 00:00
آخر تحديث 20-07-2008 | 00:00
في سن الخمسين، تمتلك هولي هانتر ثقة كبيرة لنجمة أفلام تستمتع في الآونة الأخيرة بذروة كمالها الجسدي والفكري، وهي تخطو خطوات واسعة في فناء مقهى محلي بفستان صيفي وحذاء نسائي بكعب عال جداً إلى حد أنه يقف بشكل عمودي تقريباً.  رفعت ذراعها قليلاً للمصافحة بشكل برزت فيه عضلاتها. في الوقت الذي يصطف فيه زبائن آخرون لطلب الطعام، أحضر النادلون، الذين أُعلموا مسبقاً بوصولها، قائمة الطعام إلى طاولتها.

على غرار نجمات كثيرات لاحقتهن أعظم أدوارهن، قد يكون قدر هولي هانتر أداء أدوار الأم المثالية أو الزوجة المنبوذة. لكن هانتر المتربعة على عرش الممثلات اللواتي يشاركن في مسلسلات تلفزيونية، أعادت إنعاش حياتها المهنية على الشاشة الصغيرة بدور «غرايس»، تحريَّة من الجنوب، مدمنة، لها علاقات مع شركاء مختلفين ويراقبها ملاك حازم يدعى إيرل.

بخلاف كيرا سيدجويك، مثلا، في سلسلة The Closer أو غلين كلوز في Damages، أخذ دور هانتر في سلسلة Saving Grace منحنى جديداً بفضل تلك الشخصية التي نادراً ما نصادفها، أي امرأة في الأربعين من عمرها تجاهر بعلاقاتها الغرامية المتنوعة. في مزيج مثير للاهتمام يجمع بين المتعة والتديّن، غالباً ما تظهر غرايس، وهي تحريَّة طموحة وعمَّة لطيفة، ترتبط بعلاقات أحياناً مع رجال متزوجين، ومن ثم تناقش سلوكها مع إيرل.

على الرغم من الانتقادات التي اعتبرت شخصيتها البطولية المتمردة «غير مثيرة للاهتمام»، اعتبرت انتقادات أخرى أيضاً أن قناة TNT الفضائية تخطت الحدود بلغَّتها الفظة وحياتها الجنسية شبه المفضوحة.

تقول هانتر في هذا الإطار: «غرايس هي دراسة لطبيعة الإنسان في المقام الأول، جاذبيتها هي أساس عقدتها، تستطيع غالباً الانخراط في خلافات وتستسلم لرغباتها، وما تشعر به قد يكون الشعور الأكثر متعةً والأكثر إغراءً وتعذيباً والأكثر روعةً. تعيش كل لحظة بلحظتها».

رشحت الممثلة، الحائزة جائزة أوسكار، لجائزة غولدن غلوب عن أدائها في Saving Grace، وتلقت هذه السنة نجمةً على شارع المشاهير في هوليوود. ستعرض سلسلةSaving Grace، بموسمها الثاني الذي يصور راهنا.

تقول هانتر إنها اغتنمت فرصة أداء دور غرايس، لأنها أرادت أن تجري ذلك الحوار مع نفسها ومع شخصيات أخرى ومع الجمهور، «فالأفلام ليست مخصصة للحديث عن حياة امرأة بكاملها»، على حد قولها.

ما من شك في أن العمل في التلفزيون هو بطريقة ما بمثابة عودة إلى الجذور. في ثمانينات القرن العشرين، ظهرت هانتر في أفلام تلفزيونية عدة آخرها في When Billie Beat Bobby عام 2001، وهو فيلم تلفزيوني يتناول سيرة حياة بيلي جان كينغ، وفي «American Experience: Abraham and Mary Lincoln—A House Divided» عام 2001 بصوت ماري لينكولن. فازت هانتر بجائزتي إيمي عن دوريها في فيلميThe Positively True Adventures of the Alleged Texas Cheerleader-Murdering Mom عام 1993 وRoe vs. Wade عام 1989.

في المقابل، ما لم ترغب هانتر في الحديث بشأنه بعد ظهر ذلك اليوم الخاص، هو حياتها الخاصة. تحدثت بجدية وإسهاب عن منحنى حياتها المهنية، صداقاتها المهنية ومشاركتها المكثفة في السلسلة، لكنها اقتضبت عندما تعلق الأمر بحياتها الخاصة، أي زواجها من المصور السينمائي جانوز كامينسكي الذي دام ست سنوات وتوأميها البالغين من العمر عامين واللذين تبناهما كوالد، صديقها الراهن الممثل غوردون ماكدونالد، الذي ظهر في Saving Grace.

تقول هانتر بابتسامة سريعة إنها لن «تؤكد أو تنفي» وجود توأميها. طلبت عدم ذكر ماكدونالد مطلقاً في المقال. تلفت بقولها: «العالم يعج بالممثلين والممثلات الذين يرغبون في التحدث عن حياتهم الخاصة، لكنني لا أريد ذلك، وأريد فعلاً أن يُحترم قراري».

قوة وجرأة

غالباً ما وُصفت هانتر كممثلة بالهجومية، الجريئة، القوية، الشديدة التركيز. تنوعت أدوارها السينمائية بين المضحكة والمبتكرة في Raising Arizona، والعنيفة والخارجة عن المألوف في Broadcast News والحادة والدرامية في The Piano التي فازت عنه بجائزة أوسكار.

تلقت الإبنة الصغرى بين سبعة أولاد والتي ترعرعت في مزرعة في جورجيا، تعليمها في جامعة كارنيجي ميلون في بيتسبيرغ وانتقلت لاحقاً إلى نيويورك، وعقدت ارتباطات واعدة كثيرة بمحض الصدفة. مثلا، أراد صديق لها أن ترافقه في زيارة إلى يال للقاء صديقه المقرب وصديقته التي تبين أنها فرانسيس ماكدورماند. تروي هانتر التي لم تكن ترغب في التعليق على القصة: «كانت ليلة في غاية الأهمية. أنا وفران مرتبطتان بعلاقة صداقة. التقينا في خضم الفوضى وأصبحنا صديقتين فورا»، وانتقلت ماكدورماند في النهاية مع هانتر إلى نيويورك.

في خلال مشاركتها في مسرحية Crimes of the Heart، من تأليف بيث هينلي التي التقتها في أحد المصاعد، اكتشفت هانتر جويل وإيثان كوين اللذين أراداها أن تمثل في فيلم Blood Simple. بما أنها كانت مرتبطة بمسرحية أخرى لهينلي، اقترحت عليهما ماكدورماند التي حصلت على الدور وتزوجت من جويل في غضون سنة. بعد ذلك، أشرك الأخوان كوين هانتر في فيلمي Raising Arizona

وO Brother, Where are Thou؟. لاحقاً، عاش الأصدقاء الأربعة معاً لأربعة أشهر في لوس أنجليس. عندما لا تصور هذه الأيام حلقات سلسلة Saving Grace في لوس أنجليس، تقول: «نعيش ونتسكع جميعنا في نيويورك».

بين هانتر وغرايس

أوجدت شخصية «غرايس» من قبل نانسي ميلر المولودة في أوكلاهوما (شاركت في إنتاج سلسلتي Any Day Now وThe Closer) التي اختارت هانتر لأداء هذا الدور من ضمن قائمة قصيرة من الممثلات الموافق عليهن مسبقاً تلقتها من محطة TNT. تقول ميلر: «كان الأمر أشبه بحلم تحول إلى حقيقة». إلى جانب التمثيل، تعمل هانتر بصفتها منتجة منفذة، تحرر اللقطات، تقترح الموسيقى وأفكار القصص، وحتى التسويق. تمضي نهايات الأسبوع في لقاءات طوال اليوم للنقاش حول الأجواء في الأفلام، فضلاً عن ممارستها التمارين الرياضية وتمارين البيلاتس للحفاظ على رشاقتها.

في الموسم الأول من سلسلة Saving Grace، كانت غرايس تقود وهي ثملة عندما صدمت ليون كولي، الذي يؤدي دوره بوكيم وودباين (شارك في فيلم The Big Hit)، وتبين أنه سجين محكوم عليه بالإعدام ويتحادث مع إيرل الذي يؤدي دوره ليون ريبي (شارك في فيلم Deadwood). عندها، تحاول صديقة غرايس، ريتا رودريغز، التي تؤدي دورها الممثلة لورا سان غياكامو (كان لها دور في فيلم Just Shoot Me) مساعدتها في اكتشاف ما حصل بالكامل.

تعلم هانتر ما قد تقوله غرايس وما قد لا تقوله، ما قد ترتديه وما قد لا ترتديه. تقول ميلر إنه لو لم تكن واثقة بأي إصبع قد تضغط غرايس على زناد مسدسها، لاتصلت بقسم شرطة مدينة أوكلاهوما.

على نقيض شخصيات الأفلام التي يتعايش الممثلون معها لمدة ثلاثة أو ستة أشهر، تشكل غرايس جزءاً من حياة هانتر اليومية حتى خلال فترات الاستراحة، على حد قول هانتر. تلفت الأخيرة إلى أنها تؤمن بشدة بضرورة أخذ استراحة، لكن هذا النوع من التمثيل مفيد لها، وتكون على سجيتها عندما تمثل.

نظرت من حولها بحثاً عن النادل، لكنها لم تره، فوقفت لإحضار سكر للقهوة بالحليب التي ترتشفها، وبعدها عادت إلى طاولتها مبتسمةً وطردت عصفوراً فضولياً.

تستقطب سلسلة Saving Grace نحو 4.7 ملايين مشاهد، ما يشكل نجاحاً تجارياً في عالم القنوات الفضائية الرئيسة. وفقاً لمايكل رايت، نائب رئيس بارز في قسم ابتكار المحتويات لمحطات TNT، TBS وTCM، تستهدف قناة TNT مشاهدين يتمتعون بـ»الوعي الحقيقي للأميركيين من الطبقة المتوسطة» الذين يستطيعون التعلق بالشخصيات الحقيقية المليئة بالعيوب، لكن ذات النوايا الحسنة في آن.

تقر ميلر بأن السلسلة لا تناسب الجميع، وهي تقصد بذلك الأشخاص الذين قد يكونون حساسين تجاه العلاقات الصريحة أو التدين. كان هدفها الكتابة حول مواضيع عن الله والدين، الخطيئة والإيمان من خلال عيني امرأة لم يدخل الإيمان قلبها، وهي غرايس. بحسب قول ميلر، يبدو الملاك إيرل أحياناً أشبه بشخص يتولى العناية بالمدمنين، لكن يمكن أن يكون وزيراً، بوذياً، مرشداً روحياً، أو «شخصاً يمارس رياضة التاي تشي».

لم يمانع إيرل عندما وقعت في غرام جاك سانت كلير، وهو ابن أخ جارها وملحد يؤدي دوره ماكدونالد. قد تعود هذه الشخصية في الموسم الثاني، لكن لم تُعد خطط مسبقة لذلك، على حد قول ميلر.

توضح ميلر أنه سيكون هناك المزيد من المواقف المضحكة لا سيما بين عناصر الشرطة، وتشير إلى أنها لا تشتاق إلى إخراج الأفلام، إذ يتوقع أن يصدر فيلمها البريطاني الأخير بعنوان Frost Flowers العام المقبل، وهو أيضاً من تمثيل روبرت إيفانز وماكدونالد.

يذكر أن هانتر وماكدونالد يظهران من حين إلى آخر على صفحات مجلات المشاهير مع ولديهما في نيويورك أو في احتفال شارع المشاهير في هوليوود. في ظل العيش تحت الأضواء، من الصعب التمتع بحياة خاصة.

تقول هانتر: «لا أريد أن أتحدث عن ذلك. لا أريد الحديث عن كيفية تطويري أو عدم تطويري حياتي العامة، لكنني واثقة من أنني سأستهلك نصف صفحات المقال في الحديث عن ذلك لكن الأمور تجري على خير ما يرام».

back to top